مرضى غسيل الكلى
الفشل الكلوي في العشرينات من العمر
كان ن.ف.د (23 عامًا، طالب جامعي في هانوي ) يعيش نمط حياة مشابهًا لكثير من الشباب: السهر للدراسة والامتحانات، وتناول الطعام في وقت متأخر، وشرب الشاي بالحليب والمشروبات الغازية. لم يتوقع الطالب أن هذا النمط من الحياة، الذي يبدو طبيعيًا، سيؤدي إلى ثمن باهظ: غسيل الكلى مدى الحياة.
اكتشف د. أنه مصاب بالفشل الكلوي المزمن في المرحلة الرابعة العام الماضي، ولكن بسبب انشغاله بامتحانات التخرج من الجامعة، كان راضيا عن نفسه، ولم يكن يقوم بفحوصات منتظمة، وحتى أنه توقف عن تناول أدويته.
لم يعد د. إلى المستشفى إلا بعد أن شعر بالتعب والغثيان الشديد. أخبره الطبيب أن وظائف كليتيه قد تدهورت بشكل خطير، ووصلت إلى مرحلة الفشل الكلوي النهائي، وأنه بحاجة إلى غسيل كلوي فورًا.
منذ ذلك الحين، وللحفاظ على حياته، اضطر د. للخضوع لغسيل الكلى ثلاث مرات أسبوعيًا في مستشفى جامعة هانوي الطبية. وهو مستلقٍ على سرير المستشفى، يراقب الإبرة وهي تخترق جلده لتصفية دمه، لا يسع د. إلا أن يشعر بالندم والأسى على سنوات شبابه.
في تلك الليالي التي كنت أسهر فيها حتى الثانية أو الثالثة فجرًا لأدرس للامتحانات، ثم أتناول الطعام متأخرًا وأشرب شاي الحليب، لم أكن أعتقد أن الأمر خطير. لو استطعت العودة، لاعتنيت بنفسي بشكل أفضل، لكن الوقت قد فات الآن، قال د.
وفقًا للأستاذ المشارك دو جيا توين، بقسم أمراض الكلى والمسالك البولية بمستشفى جامعة هانوي الطبية، يستقبل أسبوعيًا ما يصل إلى ستة مرضى مصابين بالفشل الكلوي المزمن من المرحلتين الرابعة والخامسة، معظمهم من الشباب أو متوسطي العمر دون سن 45 عامًا. ومما يثير القلق أن معظم المرضى لا يكتشفون المرض إلا عندما يصل إلى مرحلة متقدمة، عندما تكاد طرق العلاج التقليدية أن تفشل تمامًا.
لماذا يتم اكتشاف مرضى الفشل الكلوي في كثير من الأحيان متأخراً؟
وأشار الأستاذ المشارك توين إلى ثلاث مجموعات رئيسية من الأسباب المؤدية إلى هذا الوضع:
الجهل والذاتية
يتطور مرض الكلى المزمن بصمت، دون أعراض واضحة لسنوات عديدة. لا يلجأ المرضى إلى الطبيب إلا عند ظهور أعراض مثل الوذمة، وقلة البول، والتعب، وارتفاع ضغط الدم، إلا أن المرض يكون قد وصل إلى مرحلته النهائية. كثير من الناس، وخاصة الشباب، لا يدركون خطورة المرض، مما يؤدي إلى تجاهل العلامات المبكرة.
عدم وجود فحص منتظم
ينبغي إجراء فحوصات وظائف الكلى بانتظام، خاصةً للأشخاص الأكثر عرضة للخطر، مثل مرضى السكري، ومرضى ارتفاع ضغط الدم، وكبار السن فوق الستين، ومن لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى. يمكن الكشف عن المرض مبكرًا بمجرد فحص البول (لقياس البروتين في البول) والكرياتينين في الدم سنويًا. إلا أن الكثيرين لا يُجرون هذه الفحوصات بسبب نقص المعلومات أو عدم الموضوعية.
الخوف والتكلفة
يقلق الكثيرون بشأن تكلفة العلاج الطبي أو يخشون اكتشاف إصابتهم بمرض خطير، مما يدفعهم إلى تأخير العلاج. وهذا ما يؤدي إلى تطور المرض بصمت حتى فوات الأوان.
المرض الصامت
يُعرف مرض الكلى المزمن بأنه "القاتل الصامت". فبدون ألم أو حمى أو دم في البول، يُغفَل المرض بسهولة. وللتشخيص المبكر، يلزم إجراء فحوصات متخصصة، مثل قياس الكرياتينين في الدم أو ألبومين البول، بدلاً من الاعتماد فقط على الأعراض.
لتقليل خطر الإصابة بالفشل الكلوي المزمن، يوصي الأستاذ المشارك توين بتنفيذ الحلول التالية:
الفحص الدوري: ينبغي على الفئات الأكثر عرضة للخطر (الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، والمصابين بداء السكري، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة، والذين لديهم تاريخ عائلي لأمراض الكلى) إجراء فحص وظائف الكلى سنويًا. يمكن للفحوصات البسيطة، مثل فحص ألبومين البول السريع أو قياس الكرياتينين في الدم، الكشف عن المرض مبكرًا. في حال ظهور أعراض مثل كثرة التبول ليلًا، أو تورم الساق، أو إرهاق غير طبيعي، يجب مراجعة الطبيب فورًا.
تعزيز قدرات الرعاية الصحية الأولية: من الضروري تدريب أطباء المناطق والبلديات على الكشف المبكر عن أمراض الكلى المزمنة، وتقديم المشورة اللازمة لإبطاء تطور المرض. وهذا يُمكّن الناس من الحصول على الخدمات الصحية في وقت أسرع، وخاصةً في المناطق النائية.
بالنسبة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا أو الذين يعانون من أمراض كامنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، يُنصح بفحص وظائف الكلى سنويًا على الأقل. تجنب الإفراط في استخدام مسكنات الألم أو الأدوية العشبية غير المُعتمدة. يُعد شرب كمية كافية من الماء، والتحكم في الوزن، والإقلاع عن التدخين طرقًا فعالة للوقاية من المرض.
HA (وفقًا لـ Vietnamnet)
المصدر: https://baohaiduong.vn/hong-than-o-tuoi-23-414916.html
تعليق (0)