الخوف من صدمة الطاقة
في 22 يونيو/حزيران، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل مفاجئ، انفتاحه على إمكانية تغيير النظام في إيران، بعد الغارات الجوية على منشآت طهران النووية. ويُقال إن هذا التصريح يتعارض مع الموقف السابق للمسؤولين الأمريكيين، الذين أكدوا أن الحملة العسكرية لم تكن تهدف إلى الإطاحة بالنظام الإيراني.
ردًا على ذلك، أقرّ البرلمان الإيراني قرارًا يُجيز إغلاق مضيق هرمز "عند الضرورة" كإجراء لحماية سيادتها من أي عمل عسكري أمريكي. وقد حظي القرار بتأييد شبه إجماعي من المشرعين.
لكن القرار النهائي لا يزال بيد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي.
يُعد مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي بالمحيط الهندي، طريقًا حيويًا لصناعة الطاقة العالمية. ووفقًا لشبكة يورو نيوز ، يُنقل عبر مضيق هرمز حوالي 20% من نفط العالم (ما يعادل 20 مليون برميل يوميًا) و30% من الغاز الطبيعي المسال العالمي.
يعتمد كبار مُصدّري النفط، مثل السعودية والإمارات والكويت وقطر وإيران نفسها، على مضيق هرمز لتوصيل نفطهم إلى السوق العالمية. يُعدّ المضيق، الذي لا يتجاوز عرضه 33 كيلومترًا عند أضيق نقطة، بمثابة "منفذ" لتجارة الطاقة، حيث قد يُسفر أي خلل فيه عن عواقب وخيمة.
حثّ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الصين على إقناع إيران بعدم إغلاق مضيق هرمز، مُسلّطًا الضوء على اعتماد بكين عليه لاستيراد نفطها. وحذّر روبيو من أن إغلاق المضيق سيكون بمثابة "انتحار اقتصادي" لإيران، وسيُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصادات العالمية، وخاصةً الدول المعتمدة على النفط مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية.
صباح يوم 23 يونيو، ارتفعت أسعار خام برنت بنسبة 2.7% لتتجاوز 79 دولارًا للبرميل. وارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط بنسبة تقارب 2.8% لتقترب من 75.9 دولارًا للبرميل. ويخشى السوق من صدمة طاقة في حال نفذت إيران تهديدها.
يُعد مضيق هرمز ممرًا حيويًا لصناعة الطاقة العالمية. المصدر: NX
العواقب الاقتصادية العالمية
إذا أغلقت إيران مضيق هرمز، فسيُحدث ذلك صدمةً في الاقتصاد العالمي. ويتوقع المحللون أن تقفز أسعار النفط من مستواها الحالي الذي يتراوح بين 75 و80 دولارًا للبرميل إلى 120 دولارًا للبرميل في غضون أسابيع. وهذا من شأنه أن يُسبب التضخم، ويُضعف القدرة الشرائية للمستهلكين، ويُبطئ النمو الاقتصادي العالمي.
بالنسبة للشرق الأوسط، سوف تعاني الدول الرئيسية المصدرة للنفط من خسائر فادحة عند إغلاق مضيق هرمز، حيث تشكل قيمة صادرات النفط نسبة كبيرة من إيرادات الميزانية.
بالنسبة لإيران، قد يكون حصار هرمز "سلاحًا ذا حدين". فبينما يُمثل هذا رادعًا قويًا للولايات المتحدة والغرب، فإنه سيُحرم إيران أيضًا من عائداتها من صادرات النفط، التي تُمثل حوالي 10-15% من ناتجها المحلي الإجمالي.
على الرغم من أن الولايات المتحدة قلّصت اعتمادها بشكل كبير على النفط المستورد بفضل إنتاج النفط الصخري، إلا أن ارتفاع أسعار النفط لا يزال يؤثر سلبًا على أكبر اقتصاد في العالم. سيرفع تضخم أسعار الطاقة أسعار الوقود والسلع والخدمات، مما يؤثر على تكلفة المعيشة والإنتاج الصناعي. علاوة على ذلك، قد تواجه الولايات المتحدة ضغوطًا سياسية واقتصادية من حلفائها المعتمدين على نفط الشرق الأوسط، مثل اليابان وكوريا الجنوبية.
باعتبارها أكبر مستورد للنفط في العالم، يمر أكثر من 40% من واردات الصين النفطية عبر مضيق هرمز. سيؤدي الحصار إلى تعطيل سلاسل إمداد الطاقة، ورفع أسعار النفط والغاز، والضغط على قطاعي التصنيع والنقل. كما قد يؤدي ارتفاع التضخم إلى إبطاء النمو الاقتصادي للصين، التي تواجه بالفعل تحديات داخلية عديدة.
ستواجه اقتصادات مثل اليابان وكوريا الجنوبية والهند، التي تعتمد على نفط الشرق الأوسط، نقصًا حادًا في الطاقة. وبالمثل، بالنسبة لأوروبا، لا يُعد مضيق هرمز مصدرًا للنفط فحسب، بل طريقًا تجاريًا حيويًا أيضًا.
بالنسبة للاقتصاد العالمي، سيؤدي أي تعطل في مضيق هرمز إلى شلل سلاسل إمداد الطاقة، وارتفاع أسعار السلع والخدمات، وزيادة التضخم العالمي. قد تُجبر البنوك المركزية على رفع أسعار الفائدة لكبح التضخم، لكن هذا من شأنه أن يُبطئ النمو الاقتصادي، ويدفع العديد من الدول إلى الركود. كما ستتعرض الأسواق المالية لتقلبات حادة مع قلق المستثمرين من عدم الاستقرار الجيوسياسي.
هل تغلق إيران مضيق هرمز فعلاً؟
رغم أن البرلمان الإيراني أقر قرارا يسمح بإغلاق مضيق هرمز، فإن القرار النهائي لا يزال في يد المجلس الأعلى للأمن القومي والمرشد الأعلى علي خامنئي.
هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ردًا على العقوبات أو الضغوط الدولية مرات عديدة في تاريخها، لكنها لم تُنفذ تهديدها قط. هذه المرة، يبدو الوضع أكثر خطورةً بسبب الغارات الجوية الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، إلى جانب التصريحات القاسية للرئيس ترامب.
مع ذلك، يُعدّ إغلاق مضيق هرمز مغامرةً محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإيران. فإغلاق المضيق لن يُلحق ضررًا اقتصاديًا بإيران فحسب، بل قد يُشعل أيضًا صراعًا عسكريًا واسع النطاق مع الولايات المتحدة وحلفائها.
حذّرت الولايات المتحدة من أن أي إجراء يُعيق حرية الملاحة في مضيق هرمز سيُعتبر "عملاً عدوانياً خطيراً". علاوة على ذلك، فإن اعتماد دول مثل الصين والهند على المضيق قد يُشكّل ضغطاً دبلوماسياً على إيران لضبط النفس.
من ناحية أخرى، وصلت التوترات الحالية بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران إلى مستوى غير مسبوق، مع هجمات مباشرة على البنية التحتية النووية لطهران. وهذا قد يدفع إيران إلى مأزق، مما يدفعها إلى استخدام ورقة هرمز كرد فعل حاسم.
مع ذلك، لا تزال احتمالية إغلاق إيران للمضيق بالكامل ضئيلة في نظر العديد من المنظمات، نظرًا لخطورة العواقب الاقتصادية والعسكرية المحتملة. بدلًا من ذلك، قد تختار إيران اللجوء إلى إجراءات أقل تشويشًا، مثل زيادة عمليات تفتيش السفن أو إجراء مناورات عسكرية في المنطقة، لإيصال رسالة دون إثارة صراع شامل.
خطوة ترامب المفاجئة: أسعار الذهب والنفط قد ترتفع بشدة، مسببةً اضطرابات عالمية. دفعت الغارة الجوية الأمريكية على ثلاث منشآت نووية إيرانية في 21 يونيو/حزيران التوترات في الشرق الأوسط إلى مستوى مُقلق، وقد يكون لها تأثير قوي على الأسواق المالية العالمية. أسعار الذهب والنفط مُعرّضة لخطر الارتفاع الشديد.
المصدر: https://vietnamnet.vn/se-ra-sao-neu-iran-dong-cua-eo-bien-hormuz-2414018.html
تعليق (0)