تقع دير سان ميشيل القديم على ارتفاع حوالي 80 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وأصبحت واحدة من رموز فرنسا وتم الاعتراف بها كموقع للتراث العالمي من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1979.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن دير القديس ميشيل أصبح رمزًا للعالمية الفرنسية. (المصدر: جيتي) |
بدأ تاريخ الدير عام ٧٠٩ عندما قرر الأسقف أوبير دافرانش بناء هذا المكان تخليدًا لذكرى القديس ميشيل، ومنذ ذلك الحين أصبح أقدس وجهة في فرنسا. والجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد زيارته للدير في يونيو ٢٠٢٣، صرّح بأن دير القديس ميشيل أصبح، على مدى ألف عام، رمزًا للعالمية الفرنسية ورمزًا للشعب الفرنسي.
على مدى آلاف السنين، شهد الدير تقلباتٍ لا تُحصى في تاريخ هذه الدولة السداسية، فكان حصنًا منيعًا خلال حرب المائة عام بين إنجلترا وفرنسا التي استمرت من عام ١٣٣٧ إلى عام ١٤٥٣. بل حُوِّل الدير إلى سجن خلال الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، ولُقّب حينها بـ"باستيل البحار". وبحلول عام ١٨٦٣، كان يضم ما يصل إلى ١٤ ألف سجين.
بالإضافة إلى ذلك، شهد دير القديس ميشيل حريقين كبيرين عامي 922 و1203. ومع ذلك، لا توجد وثائق تُوثّق أسباب الحريقين. في الواقع، بعد كل كارثة، ظهرت بعض الحروف على الجدران المحترقة، ولم تُفكّ رموزها بعد.
أصبح الدير مزارًا هامًا للمسيحيين الباحثين عن الحماية والخلاص من القديس ميشيل. (المصدر: عجائب المدينة) |
في عام 1228، قرر الملك فيليب أوغسطس إعادة بناء المبنى على الطراز القوطي (أقواس مدببة، ونوافذ كبيرة كثيرة)، ولا يزال سليما تقريبا حتى يومنا هذا.
أصبح الدير مزارًا شعبيًا للمسيحيين الباحثين عن الحماية والخلاص من القديس ميشيل. وقد استقبل عددًا من الملوك الفرنسيين والإنجليز، منهم هنري الثاني بلانتاجنت، والقديس لويس، ولويس الحادي عشر، وآن بريتاني، وفرانسوا الأول.
في فرنسا، يحظى دير سان ميشيل بشهرة واسعة، إذ يجذب حوالي ثلاثة ملايين زائر سنويًا، وغالبًا ما يكون مزدحمًا في عطلات نهاية الأسبوع. عند زيارته، سيُعجب الزوار بجماله الأخّاذ والغامض، خاصةً عند ارتفاع المد والجزر، كاشفًا أحيانًا عن شاطئ رملي واسع، محاط أحيانًا بمياه البحر.
وفقًا لموقع الدير الإلكتروني، ثُبّتت بوابات أمنية عند المدخل، ويجب فحص جميع الحقائب، ويُمنع اصطحاب حقائب السفر أو الحقائب الكبيرة، أو الحيوانات الأليفة (باستثناء كلاب الإرشاد والدعم)، أو السكاكين الحادة أو الأشياء الخطرة. كما يُحظر التدخين وتناول الطعام في منطقة الآثار لحماية البيئة.
(اصطناعي)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)