ليس من غير المألوف في عصر ازدهار التجارة الإلكترونية بث مباشر لمدة ست ساعات. لكنه كان حدثًا عامًا، حيث لم يكن الشخص الذي يظهر أمام الكاميرا مباشرةً شخصية مؤثرة أو رجل أعمال أو شخصية مشهورة، بل السيد فام فان ثينه، نائب رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة باك جيانج (سابقًا).
في صباح يوم 29 يونيو، شارك نائب رئيس اللجنة الشعبية لمقاطعة باك جيانج (سابقا) فام فان ثينه في بث مباشر لبيع الليتشي في حديقة الليتشي لوك نجان. |
في غضون ساعات قليلة، نجح في "إتمام صفقة" لأكثر من 54 طنًا من ليتشي لوك نجان، وهو رقم لا يُظهر الكفاءة فحسب، بل يُمثل أيضًا شهادةً جليةً على التفكير المُبتكر في الحوكمة المحلية. من خلال قصة السيد ثينه المُبثة مباشرةً، يُمكننا أن نرى أكثر من دفعة إعلامية: إنها إدراك الحكومة لدورها كرفيق، يقود المزارعين إلى رحلة التحوّل الرقمي.
في سياق التحول الرقمي الذي أصبح ضرورة ملحة لجميع القطاعات، وخاصةً الزراعة - وهو مجالٌ مُلِمٌّ بأسواق الريف والتجار التقليديين - تُجسّد مشاركة نائب رئيس إقليمي في مبيعات البث المباشر التزامه وروحه العملية. لم يعد السيد ثينه مجرد شعارات أو توجيهات من وثائق إدارية، بل اختار الظهور كـ"بائع حقيقي"، يُعرّف بنفسه، ويُروّج، ويتفاعل مع المشاهدين، ويُبرم الصفقات.
ليس خبيرًا في التسويق، بل يفتقر إلى الخبرة في البث المباشر. لكن هذا الصدق والبساطة هما ما يُحدثان صدىً قويًا. في مجتمعٍ تتآكل فيه الثقة بالسلطة العامة أحيانًا بسبب الإجراءات المُعقّدة أو صورة المسؤولين "الجالسين في غرفٍ مُكيّفة"، تُعتبر أفعال السيد ثينه بمثابة نسمة هواءٍ منعشة: قريبٌ من الشعب، من أجله، ويعمل معه للتغلب على الصعوبات.
54 طنًا من الليتشي ليست مجرد رقم مبيعات، بل هي مؤشر على الانتشار وتغيير في العقلية. فقط عندما ينخرط القادة بجدية ويبذلون قصارى جهدهم لحل جميع المشكلات، يمكنهم إحداث تأثير اجتماعي عميق وتغيير نظرة الناس إلى الجهاز الحكومي.
لقد أثبت الواقع على مر السنين أن المنتجات الزراعية الفيتنامية لا تفتقر إلى الجودة، بل تفتقر إلى قصص تُروى. في كثير من الأحيان، أصبحت صور البطيخ، وفاكهة التنين، والبصل الأرجواني، وغيرها، وهي مكتظة بسبب ازدحام الحدود دروسًا باهظة الثمن. والسبب لا يقتصر على اعتماد السوق التقليدية المفرط على قنوات التصدير، بل أيضًا لأن معظم المزارعين ما زالوا "غافلين" عن التجارة الإلكترونية.
لذلك، لا يقتصر التحول الرقمي في الزراعة على إصدار السياسات أو تنظيم الندوات والدورات التدريبية. بل يتطلب دفعةً قويةً مثل البث المباشر الأخير، حيث لا يكتفي قادة الحكومات بالتشجيع، بل يقدمون القدوة، ويتحملون مسؤولياتهم بدقة. هذا الإجراء لا يساعد على استهلاك المنتجات الزراعية فحسب، بل يفتح أيضًا آفاقًا عملية، أي بدلاً من الاعتماد على التجار أو الإنقاذ، لماذا لا تبيعون أنفسكم عبر المنصات الإلكترونية؟
ومع ذلك، لكي ينتشر هذا النموذج ويصبح توجهًا مستدامًا، لا بد من استراتيجية دعم أعمق. بدءًا من تدريب المزارعين على المهارات الرقمية، والاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية، وصولًا إلى تطوير نظام لوجستي مناسب، يجب أن تكون كل خطوة متزامنة. حينها، يمكن للمزارعين بسهولة "سرد قصة منتجاتهم" كما أشار السيد ثينه.
في بيئة إدارية تُركّز على المعايير والحذر، يُعدّ تولي نائب رئيس إقليمي دور بائع، ولو "بشكل عفوي" كما أشار، خطوةً جريئة. شجاعةٌ لأنها تختلف عن المعايير السلوكية المُعتادة لدى معظم القادة الحاليين.
هذا دليل على فلسفة إدارية جديدة: لا ينبغي للقادة أن يرسموا الطريق فحسب، بل أن يكونوا مستعدين أيضًا لاتخاذ الخطوة الأولى. في عالمنا المتغير بسرعة، لم تعد القيادة تُقاس بالشهادات أو الألقاب، بل بالقدرة على التكيف وإلهام التغيير.
قصة السيد ثينه ليست مجرد حدث عابر، بل إنها تفتح آفاقًا جديدة لمناطق أخرى: لماذا لا ننشر نموذج "البث المباشر للقادة والشعب"؟ لماذا لا نحوّله إلى نشاط تواصلي منتظم، حيث ترافق الحكومة المنتجين وتجار التجزئة والمستهلكين؟
إن التحول الرقمي ليس مجرد مسألة تخص صناعة التكنولوجيا، بل هو قصة النظام بأكمله، بدءًا من الإجراءات البسيطة ولكن العملية مثل... البث المباشر.
المصدر: https://baobacninhtv.vn/khi-lanh-dao-tinh-livestream-ban-vai-postid421103.bbg
تعليق (0)