الهلال يصبح المفاجأة الأكبر في كأس العالم للأندية 2025. |
لم يأتِ الهلال إلى كأس العالم للأندية FIFA 2025™ ليحلم، بل ليتحدى، وليؤكد أن السعودية لم تعد دخيلة على المشهد الكروي العالمي، بل أصبحت قادرة على إعادة صياغة المشهد الكروي العالمي.
في كأس العالم للأندية لهذا العام، توافد أكثر من 20 ألف مشجع سعودي إلى أورلاندو (الولايات المتحدة الأمريكية)، محوّلين ملعب كامبينغ وورلد إلى قلعة زرقاء - اللون التقليدي لقميص الهلال. واستمرت هتافات "الهلال! الهلال!" لأكثر من 30 دقيقة بعد المباراة، مما جعل الجماهير تشعر وكأنها تشهد احتفالًا بالفوز. لكن هذا الفريق لم يصل بعد إلى النهائي - هذه هي النقطة المهمة.
ليس سندريلا، هذا عملاق
أطلقت وسائل الإعلام العالمية على الهلال لقب "الإبهام الصغير" و"السندريلا" بعد معجزته في هزيمة مانشستر سيتي في دور الـ 16. لكن إذا فهمتَ الهلال، ستدرك فورًا أنه ليس ظاهرة موسمية. إنه النادي الأكثر نجاحًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، بفوزه بأربعة ألقاب في دوري أبطال آسيا، وتسعة عشر لقبًا محليًا، ولم يهبط أبدًا. وقد اعترف به الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كأفضل نادٍ آسيوي في القرن العشرين، وهو شرف لا يُضاهيه أي فريق آخر في المنطقة.
لم يكتسب الهلال قوةً فجأةً، بل بُنيَ بشكل منهجي، وامتلك قاعدةً عريضةً من اللاعبين، وحظي بدعمٍ من مشروعٍ رياضيٍّ وطني. عندما بدأ صندوق الاستثمارات العامة - الذراع المالي للعائلة المالكة السعودية - بضخّ الأموال في كرة القدم، تغيّر كل شيء. لم يقتصر الأمر على الهلال، بل شمل أيضًا النصر والاتحاد والأهلي. يبرز الدوري السعودي للمحترفين، من بطولةٍ إقليمية، كقوةٍ جديدةٍ في كرة القدم العالمية.
كريستيانو رونالدو، الرجل الذي أطلق موجة النجوم القادمين إلى السعودية، أثار جدلاً عندما صرّح قائلاً: "الدوري السعودي للمحترفين من بين أفضل 5 دوريات في العالم " . حينها، ابتسم الكثيرون. أما اليوم، فقد تحولت تلك الابتسامات إلى نظرات تشكك. ربما يكون رونالدو محقاً.
المدرب سيموني إنزاجي يرفع مستوى الهلال. |
من بين نجوم الهلال، يُعدّ المدرب سيموني إنزاغي الأكثر تداولاً. فبعد 15 يوماً فقط من توليه المسؤولية، حقق إنجازاً مذهلاً بإقصاء مانشستر سيتي من البطولة. وعند دخوله قاعة المؤتمر الصحفي وخروجه منها، صفق الصحفيون السعوديون لإنزاغي كقائدٍ منتصر.
قال: "تسلقنا إيفرست دون أكسجين" . صورةٌ تجمع بين الغرور والصدق: الهلال تغلّب على أقوى خصم، بشجاعةٍ وتكتيكٍ عظيمين.
اللافت للنظر أنهم حققوا ذلك ليس بلحظة تألق واحدة، بل بنظام عمل متماسك. فرغم غياب نيمار، الصفقة الكبرى، بسبب الإصابة، واصل الهلال لعب كرة قدم منظمة وفعالة. وكان الرمز الحقيقي على أرض الملعب هو سالم الدوسري، النجم المحلي الذي يُعتبر أسطورة حية للفريق.
من الرمز إلى الهوية
قبل كل مباراة، يرسم المشجعون رمز الهلال على أيديهم وخدودهم وأعلامهم. تقول مشجعة شابة تُدعى شانا: "هذا ما يميزنا. إنه فخرنا" . في عالم كرة القدم الحديث، حيث تهيمن الشهرة والمال، لا يزال الهلال محافظًا على هويته الخاصة - التزامه تجاه مجتمعه وقيمه الوطنية وروحه السعودية.
الهلال يجعل الجميع في حالة حذر. |
قصتهم ليست مجرد رحلة كروية، بل هي حدث سياسي وثقافي واستراتيجي.
تستخدم المملكة العربية السعودية كرة القدم لإعادة تموضعها على الخريطة العالمية. كأس العالم 2034 في متناول أيديها. والهلال - برحلته في الولايات المتحدة - هو رائد هذا الطموح.
الفريق التالي هو فلومينينسي، ثم ربما تشيلسي أو بالميراس. وأبعد من ذلك، ستُقام المباراة النهائية بين نيويورك ونيوجيرسي. ولا يُخفي المشجعون السعوديون تطلعاتهم. وتساءل أحد المشجعين: "هذا النادي يفوز دائمًا. لماذا لا يفوز هذه المرة؟"
ولديهم ما يدعوهم للاعتقاد. الهلال ليس هنا للعب، بل للمنافسة. وإذا حدث السيناريو المعجز، فسيتعين على كرة القدم العالمية إعادة رسم خريطة القوة - بدءًا بفريق يحمل رمز الهلال، قادمًا من الصحراء.
المصدر: https://znews.vn/loi-tuyen-bo-quyen-luc-cua-al-hilal-post1565636.html
تعليق (0)