ذهبت أمي إلى الحقل، قميصها الرقيق ممزق من الكتفين، قبعتها ترفرف في الريح الباردة، ظهرها منحني يحمل الشتاء، يحمل حياةً حمقاء أنا وإخوتي، لم نأكل ما يكفي بعد، أو لم نعد نملك ما يكفي من القلق. كانت أمي وحيدةً في الحقل في برد الشتاء، تاركةً لنا دفئًا داخل الباب.
ذهبت أمي إلى الحقل، وكان الشتاء قارس البرودة. لم يحمِها قميصها الرقيق من الرياح، ويداها النحيلتان تشققتا من البرد. كانت الحقول جرداءً مليئة بالأخاديد، تنتظر أمي لتزيل الأعشاب الضارة، وتنظف الضفاف، وتسوّي الأرض الموحلة. ثم في اليوم التالي، في انتظار إنبات البذور، أخرجتها أمي إلى الحقل ونثرتها بالتساوي بخطواتها. ذهبت أمي إلى الحقل في عز الشتاء، تزرع أرزًا صغيرًا، وتزرع آمالًا بحصاد وفير.
ذهبت أمي إلى الحقل، وقدماها العاريتان تغوصان عميقًا في الوحل البارد. كانت ساقاها نحيلتين كساقي لقلق، تتلمسان طريقهما ذهابًا وإيابًا، متجاهلتين العلق الجائع المتشبث بها. خلال النهار، كانت قدماها المبللتان بالطين تؤلمانها، وفي الليل تخدشهما من الغسق حتى الفجر. لم تكن هناك ليلة شتوية قط نامت فيها أمي نومًا هانئًا.
ذهبت أمي إلى الحقل، كانت رياح الشتاء باردة، ومطر الشتاء أشدّ قسوة. كان معطف المطر مُرقّعًا، للاحتماء فقط، ولكن كيف يُمكنه أن يقي من برد الشتاء؟ قالت أمي، العمل في الحقل يُدفئنا دائمًا، وكان الدم يتدفق فيه، فكان الجو دافئًا. كنت أعلم أنها تُحاول مواساتنا! قطف المنجل المُقوّس كل العشب على الضفة بسرعة، وملأ سلتين من الخيزران حتى صدرها. ابتسمت أمي وقالت: كان الجو باردًا، لكن لا بد أن الجاموس والبقرة ممتلئان.
ذهبت أمي إلى الحقول، تجمع ماء المطر، والبرد القارس على يديها، والشتاء، والعرق على أنفها، وعلى ظهرها المنحني، ملأت عمود كتفها الصارخ! كانت خطواتها سريعة عبر الحقول. كان قوامها أحيانًا طويلًا وأحيانًا قصيرًا كنهر الحياة المتعرج. تحملت الشتاء، والمصاعب، والمتاعب، في كل هذا البرد، لكن قلبها كان دائمًا دافئًا! أنا سعيد وممتن لأن أمي لا تزال بجانبي.
اليابان
المصدر: https://baodongnai.com.vn/van-hoa/chao-nhe-yeu-thuong/202510/me-toi-ra-dong-f2804a0/
تعليق (0)