دخلت هذه الطائرة الخدمة عام ١٩٨١، ولا تزال تُعدّ من أكثر طائرات القتال الجوي كفاءةً في القوات المسلحة الروسية. وقد أطلق عليها الغرب اسم "سوبر فوكسبات" لتمييزها عن سابقتها ميج-٢٥ "فوكسبات".
على الرغم من تفوق هذه الطائرات من طراز ميج-25 في السرعة والارتفاع، إلا أن قدرتها على حمل الصواريخ أو أجهزة استشعار الكاميرا محدودة.
في غضون ذلك، زوّدت الولايات المتحدة وحلفاؤها كييف بصورة آنية لساحة المعركة وتحركات القوات على الأرض. وعُزّزت قدرات أوكرانيا على الضربات بعيدة المدى بشكل ملحوظ بفضل رحلات الاستطلاع الجوية التي نفّذها شركاؤها الغربيون.
وتُظهر المعلومات المستمدة من خرائط استخبارات المصدر المفتوح (OSINT) أن رحلات الاستطلاع زادت بشكل حاد في الفترة ما بين 20 مارس/آذار و20 مايو/أيار.
"ابن عرس صيد الثعالب"
ميج-31 "فوكسهاوند" هي أول طائرة مقاتلة في العالم تستخدم رادار زاسلون ذي المصفوفة الطورية. حجم هذا النظام الراداري الهائل وتطوره يمنحان الطائرة المقاتلة الروسية وعيًا ظرفيًا متفوقًا مقارنةً بالمقاتلات الأخرى.
حتى عام ٢٠٠١، عندما قدّمت اليابان طائرة ميتسوبيشي إف-٢ المزودة برادارها المتطور ذي المصفوفة الطورية، كانت طائرة ميج-٣١ تُعتبر المقاتلة الوحيدة في العالم التي تمتلك هذه التقنية الرادارية. في غضون ذلك، تبنّت واشنطن التقنية الجديدة متأخرةً كثيرًا عن موسكو.
تم تجهيز أحدث نسخة من MiG-31 BM بقدرات جو-أرض إضافية، بالإضافة إلى رادار Zaslon-AM المحسن القادر على اكتشاف التهديدات من مدى 320 كيلومترًا ومهاجمة ثمانية أهداف جوية في وقت واحد.
بخلاف النسخ الأصلية، يمكن لطائرة ميج-31 بي إم أن تعمل كطائرة إنذار مبكر صغيرة محمولة جواً. كما يمكنها العمل كمركز قيادة جوي وتنسيق عمليات المقاتلات الأخرى ذات الرادارات الأضعف بفضل رادارها القوي بعيد المدى ووصلات البيانات التي تُنشئ شبكة اتصالات متعددة الرادارات، وفقاً لمسؤول في القوات الجوية الهندية.
وتسمح القدرة على الطيران على حافة الفضاء (الحدود بين الغلاف الجوي والغلاف الجوي الخارجي) لطائرة ميج-31 بمراقبة العدو بشكل مستمر دون انقطاع، كما تمنحها سرعة تزيد عن 2.8 ماخ القدرة على تغطية مناطق واسعة في شمال ووسط آسيا.
ومن المتوقع أن تستمر "ثعالب الصيد" في الخدمة في الجيش الروسي حتى عام 2040. وهذا هو النموذج الذي تنشره موسكو أيضًا في منطقة القطب الشمالي نظرًا لقدرتها على العمل على مدارج متجمدة.
قد يقول البعض إنه في عصر الأقمار الصناعية، لا دور لطائرات التجسس. مع ذلك، للأقمار الصناعية مدة زمنية محددة وعدد مرات تحليقها فوق منطقة معينة. في حين أن طائرة مثل ميج-31 قادرة على توفير بيانات آنية، كما كشف خبير القوات الجوية الهندية.
"شبح" في السماء
كانت ميج-31 أيضًا أول طائرة مقاتلة قادرة على رصد الأهداف وإسقاطها في آنٍ واحد. كان نظام الرادار في الطائرة قادرًا على اكتشاف الصواريخ وتتبعها وتوجيهها نحو الأهداف المتحركة في الجو.
ورغم دخولها الخدمة في عام 1981، فإن هذه الطائرات لم تشارك في القتال إلا للمرة الأولى في عام 2020. كما ظهرت أيضًا في الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا.
ويقول المراقبون إن روسيا تمتلك نحو 130 طائرة من هذا النوع، في حين أن القوات الجوية الكازاخستانية تشغل 20 طائرة أخرى.
بعد إيقاف مشروع ميج-31إم بسبب قيود الميزانية، قامت روسيا بتحديث "الثعالب المفترسة" إلى مستوى ميج-31بي مع رادار Zaslon-M القادر على تتبع 24 هدفًا في وقت واحد ومهاجمة 6 أهداف في نفس الوقت بصواريخ جو-جو 33إس.
تُعد طائرة فوكسهاوند أيضًا أثقل مقاتلة في العالم، إذ يزيد وزنها عن طائرة إف-22 الأمريكية بعشرة آلاف كيلوغرام. ويمكن لطائرة ميج-31 إطلاق صواريخ آر-37إم على بُعد مئات الأميال داخل أوكرانيا، وهي تحلق بأمان فوق المجال الجوي الروسي، مما يجعل قوات كييف عاجزة عن التصدي لها.
(وفقا لصحيفة يوراسيان تايمز)
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)