بينما الجميع متحمسون للانطلاق لموسم الأرز الناضج وموسم صيد السحب، أقضي أيام إجازتي في استكشاف موسم الجفاف في الجبال والأنهار في كاو بانج عندما يأتي الشتاء.
رحّب بي اللون الأصفر لدوار الشمس البري المتفتح على جانبي الممر الجبلي. ربما جمعت أزهار دوار الشمس البري أشعة شمس الشتاء، فزيّنت بتلاتها لتزداد إشراقًا. ورغم كثرة المنعطفات الحادة في الطريق، إلا أن المناظر الشاعرية للزهور والجبال والتلال بدت وكأنها تُنسي المسافر كل تعبه.
في صباح اليوم التالي، وصلنا إلى لوك خو في مقاطعة ها كوانغ، والتي تُعتبر عادةً هضبة كاو بانغ الصخرية. يتحدى الطريق السائق بمنحدراته الشديدة وانعطافاته المتتالية. تظهر المنازل ذات الأسقف القرميدية المتناغمة بين الين واليانغ وتختفي بين التلال. واصلتُ البحث عن مواقف آمنة لإيقاف السيارة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتقاط صور للتلال المغطاة بآلاف أشجار ساو ساو (المعروفة أيضًا باسم فونغ هونغ). توقفنا في قرية تاي، وتبادلنا أنا وابني أطراف الحديث وتقاسمنا الحلوى مع الأطفال. تابعتنا عيونهم البريئة حتى غادرت السيارة القرية.
بعد الظهر، توجهنا بالسيارة إلى بحيرة نا تاو (بلدية بي تريو، مقاطعة هوا آن) قبل حلول الظلام. تشتهر هذه البحيرة بجمالها الأخّاذ حين تتحول أوراق أشجار ساو ساو إلى اللون الأحمر الزاهي في أوائل الشتاء. ورغم غروب الشمس، إلا أن الأوراق الحمراء على ضفاف البحيرة لا تزال ترسم المشهد الشاعري هنا بوضوح. وعلى سطح الماء، كانت مشاهد الصيادين يلقون بشباكهم. وازدادت الجبال والأنهار سحرًا مع بزوغ القمر، وانتشر ضوؤه اللطيف في أرجاء المكان الهادئ. لقد مرّ وقت طويل منذ أن رأيت ضوء القمر في الريف، مستحضرًا ذكريات الماضي الهادئة.
كانت ترونغ خانه الوجهة الأخيرة لرحلتي، فقد رغبتُ في قضاء المزيد من الوقت في الاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي لطالما أشاد بها الناس هنا. تسبب الهواء البارد الخفيف الذي سبقه في تغير لون الغابات. كان أبرزها منطقة بحيرة بان فيت، وهي بحيرة مياه عذبة تبلغ مساحتها حوالي 5 هكتارات، تُشبه جوهرة خضراء وسط جبال مهيبة. تقع قريتا تاي ونونغ الهادئتان على ضفاف البحيرة. تتميز بحيرة بان فيت بالهدوء، حيث تعكس مياهها الصافية الغيوم البيضاء العائمة. أما أجملها فهي صفوف أشجار ساو ساو الممتدة على طول البحيرة. يزداد اهتمام السياح بموسم أوراق الشجر الحمراء، فيأتون إلى هنا للتنزه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية على المسارات المحيطة بالبحيرة.
تعليق (0)