في كل ديسمبر، يُتاح للمتنزهين والمصورين اختيار مساراتهم لالتقاط السحاب في جميع أنحاء المرتفعات. وكثيرًا ما أختار بو لونغ للمجيء والعودة مرات عديدة.
بسبب حبي لبو لونغ، أصبحتُ صديقًا لهاي آنه، وهي من سكانها الأصليين، لأحصل على "معلومات سرية" كلما كان الطقس جيدًا وملائمًا لرصد السحب. مكالمة واحدة من هاي آنه كانت كافية لترتيب عملي والانطلاق فورًا. 
على بُعد ١٨٠ كيلومترًا من هانوي ، سلكتُ طريق هو تشي منه، وسافرتُ حوالي أربع ساعات بالدراجة النارية، ووصلتُ إلى بو لونغ. في أوائل الشتاء، يكون الجو باردًا جدًا. أفضل وقت لرصد السحب هو من السادسة إلى الثامنة صباحًا، وهو أيضًا وقت شروق الشمس. 
من منزلنا، تجولنا أنا وهاي آنه بين القرى الهادئة. توقفنا عند قرية دون، التي تتمتع بإطلالة بانورامية على قمة جبل بو لونغ، التي يبلغ ارتفاعها 1700 متر، وسط السحاب، بالإضافة إلى أجمل الحقول المتدرجة. 
عندما جهزت الكاميرا والكاميرا الطائرة، بدأت السحب تتساقط، وغمرت القرية بأكملها بسحب الصباح الباكر. ظهرت حقول الأرز ثم اختفت خلف السحب كوشاح منسدل. غالبًا ما لا تتمتع صور بو لونغ بجمال مهيب كالذي في المقاطعات الجبلية الشمالية. إنه الهدوء والسكينة اللذان يهدئان قلوبنا. 
تبددت الغيوم سريعًا في قرية دون. انتقلنا إلى قرية خو موونغ. يقول الكثيرون مازحين: إن لم تطأ قدمك وادي خو موونغ، فأنت لم تزر بو لونغ. تقع خو موونغ في قلب محمية بو لونغ الطبيعية، ولا تزال تحتفظ بطابعها البري الأصيل. 
هنا، يعيش حوالي 60 أسرة تايلاندية عرقية، يزيد عدد أفرادها عن 200 شخص، في حقول الأرز والذرة، معزولين عن القرى الأخرى في المنطقة. في نهاية قرية خو موونغ، يقع كهف دوي، أبرز منطقة في مجمع الكهوف بمحمية بو لونغ الطبيعية. 
في كهف الخفافيش، توجد هوابط عمرها مئات الملايين من السنين، بأشكال غريبة وألوان متنوعة. لذلك، بالإضافة إلى استكشاف السحاب في قرية خو موونغ، إن كان لديك وقت، ننصحك بالتعرف على حياة السكان الأصليين واستكشاف كهف الخفافيش. 
بعد مغادرة خو موونغ، واصلنا رحلتنا إلى قرية لان، حيث يمارس التايلانديون حرفةً يدويةً تقليدية. تغزل النساء التايلانديات الحريرَ بجدٍّ على أنوالهن. وهنّ من يحافظن على ثقافتهن العرقية وينقلنها إلى الأجيال القادمة من خلال أقمشة البروكار لصنع الفساتين أو الهدايا التذكارية الفريدة.
مجلة التراث
تعليق (0)