يمكن أن يتطور الحنك إلى شكل حرف V عند الأطفال الذين يتغذون على الزجاجة - صورة توضيحية
يكتمل نمو الوجه والجمجمة بنسبة 90% بحلول سن الثانية عشرة، ويصل إلى أقصى نمو له خلال السنوات الأربع الأولى. أثناء الرضاعة الطبيعية، يدفع اللسان أنسجة الثدي الرخوة باتجاه الحنك بضغط خفيف ومستمر، مما يُحدث تغييرًا تدريجيًا وموحدًا في الحنك، مما يُسهّل النمو الطبيعي للثة وبزوغ الأسنان لاحقًا.
الحنك مرن للغاية، وأي جسم يصطدم به بشكل منتظم سوف يتسبب في نموه بشكل تلقائي.
أثناء الرضاعة الطبيعية، يضغط الثدي المحيط بفم الطفل، مما يؤدي إلى نمو قوس الأسنان على شكل حرف U. أما أثناء الرضاعة بالزجاجة، فتكون حلمة الزجاجة أصعب وأصغر بكثير من ثدي الأم، مما يؤدي إلى نمو الحنك على شكل حرف V بدلاً من شكله الطبيعي. هذا التشوه يمنع بزوغ الأسنان بشكل صحيح ويسبب تشوهات في العضة.
بالنسبة للأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية، يكمن الفرق في عدم إفراز الحليب من الغدد الثديية، بل على الطفل أن يضغط بقوة على طرف الحلمة المطاطية مع وضع لسانه على خط اللثة العلوي. حركة اللسان للأمام والخلف تدفع الحليب إلى الحلمة وخارجها.
لا تساعد الرضاعة بالزجاجة على إغلاق الشفتين، ولا تسهل التهوية الأنفية، ولا تساعد اللسان والفك السفلي على التحرك للأمام، ولها تطور محدود للعضلات مثل عضلة اللسان، وعضلة بروز الفك السفلي، وعضلة العين الدائرية للشفة السفلية.
عند الرضاعة بالزجاجة، يضع الطفل الفك السفلي للأمام بشكل طفيف فقط لأن اللهاية عادة ما تكون أكثر مخروطية من حلمة الأم، ولا يغلق الجزء السفلي من تجويف الفم بإحكام لأن عضلات المضغ تكون أقل نشاطًا، وسوف يضغط اللسان على اللهاية ويستقر على الحنك بحركة ضغط تشبه المكبس، تعمل هذه القوة دائمًا على نفس المنطقة ونفس المحور، لذلك فهي تشوه الحنك، مما يجعل الحنك أعمق، مما يقلل من حجم تجويف الأنف.
في الوقت نفسه، تخلق عضلات الخد قوة كبيرة لزيادة الضغط في الفم، مما يؤدي إلى تغيير قمة السنخ، ويتدفق الحليب بشكل مستمر لأن تجويف الفم غير مغلق، مما يخلق ظروفًا مواتية للتنفس عن طريق الفم أو التسبب بسهولة في متلازمة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
هل تؤثر الرضاعة بالزجاجة على نمو الأسنان؟
العواقب المترتبة على العض
أي شيء يدخل فم الرضيع يؤثر على نمو هياكل الوجه والجمجمة. ويعتمد مدى هذا التأثير على توقيت وتكرار ومدة كل إدخال. تتكيف أنسجة الثدي الرخوة بسهولة مع فم الرضيع، بينما تُحدث الأجسام الصلبة تكيفًا فمويًا.
تشير العديد من الدراسات إلى أن الرضاعة بالزجاجة لا تسبب تسوس الأسنان فحسب، بل تسبب أيضًا سوء إطباق أكثر من الرضاعة الطبيعية. وأكثر مشاكل سوء الإطباق شيوعًا هي العضة المفتوحة الأمامية والعضة المتصالبة الخلفية.
طفل يبلغ من العمر 3 سنوات، لديه عادة الشرب من الزجاجة في الليل، لديه العديد من التسوسات، وأنسجة أسنان متضررة بشدة - الصورة: BSCC
لا تمنع الرضاعة الطبيعية حدوث سوء إطباق من الدرجة الثانية وتراجع الفك السفلي. ومع ذلك، فإن استخدام الزجاجة واللهاية يحمل خطرًا كبيرًا لسوء الإطباق، خاصةً في الحالات التي يستمر فيها الرضاعة بالزجاجة بعد عمر ٢٤ شهرًا.
في حالات تشوهات الحنك، مثل الحنك العميق بسبب ضعف حركة اللسان، فإن مجاري الهواء الأنفية المقيدة تسهل التنفس عن طريق الفم وانقطاع النفس أثناء النوم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انخفاض موضع اللسان، وكذلك سوء الإطباق، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات النطق.
العواقب على وظيفة عضلات المضغ
أظهرت الدراسات فرقًا واضحًا في نمو عضلات الخد لدى الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا والذين يرضعون رضاعة صناعية: يتمتع الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا بدورات رضاعة أطول، وهو أمر مهم لأنه كلما طالت دورة الرضاعة، زاد تأثيرها على نمو الفكين والوجه. كما أن شدة حركات المص لدى الأطفال الذين يرضعون طبيعيًا أكبر. أما لدى الأطفال الذين يرضعون رضاعة صناعية، فيحدث انخفاض واضح في نشاط عضلة الماضغة.
التأثيرات على تطور مجرى الهواء العلوي
يعتمد نمو هياكل الوجه على نمو تجويف الأنف. أي تشوهات في الحنك تؤثر بشكل خطير على مجرى الهواء العلوي. وقد أظهرت الدراسات أن التشوهات الناتجة عن استخدام زجاجات الرضاعة مع اللهايات تُعدّ عامل خطر كبير للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي.
انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم هو مشكلة طبية خطيرة تؤثر على القدرة على التنفس أثناء النوم.
أثناء الرضاعة الطبيعية، تلعب الضغوط الناتجة عن مص الثدي دورًا مهمًا في التطور الأمثل لهياكل الوجه: الحنك، وعظام الفك... الرضاعة بالزجاجة، والاستخدام المنتظم للمصاصات، ومص الإبهام لا تخلق ضغوطًا كافية كما هو مذكور أعلاه، مما يزيد من خطر سوء الإطباق والتطور غير الطبيعي لهياكل العظام، مما يساهم في تطور انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم.
اضطرابات خارج الفم
بلع الهواء وارتجاع المريء: عند الرضاعة بالزجاجة، يتدفق الحليب من الزجاجة ويتسرب الهواء، وهو أمر لا يدوم طويلاً كما هو الحال في الرضاعة الطبيعية. غالبًا ما يحدث هذا بسرعة وخشونة، لذا فإن شرب الحليب وابتلاع الهواء أثناء الرضاعة يؤثران على الهضم، مما يسبب الغثيان والقيء.
- التأثير النفسي: عندما يتم إرضاع الطفل من الزجاجة، فإنه يشرب بشكل أسرع، وبالتالي فإن الرضاعة الطبيعية لا تلبي احتياجاته، ويتم تعويضها عن طريق مص الأصابع أو اللهايات، مما يخلق ظروفًا لعدم محاذاة العض.
- خطر الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى.
الرضاعة الطبيعية لا تغذي الطفل فحسب، بل توفر له أيضًا "تمرينًا وظيفيًا" طبيعيًا
يساعد هذا على نمو الحنك على شكل حرف U، مما يُسهّل التنفس الأنفي ويضمن نموًا متناسقًا للوجه والجمجمة. قد يُؤدي الرضاعة الصناعية لفترات طويلة بحلمة غير مناسبة إلى تركيز قوة على الحنك، مما يُؤدي إلى حنك ضيق وعميق، ويزيد من خطر العضة المتقاطعة الخلفية/العضة المفتوحة الأمامية والتنفس الفموي.
ترتبط التشوهات المبكرة في الحنك وقوس الأسنان ارتباطًا وثيقًا بالمجرى الهوائي، مما يزيد من خطر الشخير وانقطاع النفس النومي لدى الأطفال. يمكن للوالدين تقليل هذا الخطر بإعطاء الأولوية للرضاعة الطبيعية، واختيار حلمات ناعمة وبطيئة التدفق عند الحاجة إلى الرضاعة بالزجاجة، والتوقف عن استخدام اللهايات مبكرًا، وممارسة المضغ المناسب لعمر الطفل، والفحص الدوري للأسنان.
عندما تلاحظ أن طفلك يتنفس من فمه، أو يشخر، أو ينام بلا راحة، أو لديه أسنان مزدحمة أو عضة غير متوازنة، اصطحب طفلك إلى طبيب الأسنان للحصول على المشورة والتدخل في الوقت المناسب.
المصدر: https://tuoitre.vn/nhung-anh-huong-toi-rang-xuong-ham-gia-dinh-co-tre-bu-binh-can-biet-20250929091956795.htm
تعليق (0)