في أوائل يوليو/تموز، رشّ آلاف المتظاهرين السياح بخراطيم المياه في برشلونة، مرددين هتافات: "عودوا إلى دياركم أيها السياح". وشهدت جزر البليار، التي تضم مايوركا، وجهة سياحية إسبانية شهيرة، احتجاجات مماثلة. وقد دفعت هذه الخطوة الكثيرين إلى الاعتقاد بأن إسبانيا ستعاني من انخفاض السياحة خلال الصيف.
ومع ذلك، تُظهر أرقام المعهد الوطني للإحصاء الإسباني خلاف ذلك. فقد استمر عدد الوافدين الدوليين هذا الصيف في الارتفاع، حيث وصل نحو 11 مليونًا في أغسطس، بزيادة قدرها 7% عن الشهر نفسه من العام الماضي.
الوجهات السياحية الثلاث الأكثر شعبية هي أيضًا الأماكن التي شهدت أكبر عدد من الاحتجاجات. في جزر البليار، زارها حوالي 2.4 مليون زائر دولي في أغسطس، بزيادة قدرها 4% عن الشهر نفسه من عام 2023. استقبلت كتالونيا، موطن برشلونة، 2.3 مليون زائر، بزيادة قدرها 6% عن العام السابق. أما الأندلس، فقد استقبلت 1.6 مليون زائر، بزيادة قدرها 9% عن الشهر نفسه من عام 2023.
أظهر استطلاع للرأي أجرته هيئة السياحة في مايوركا أن 89% من السياح الأميركيين "غير قلقين" أو "غير مدركين" للاحتجاجات التي نظمها السكان المحليون. وقال 70% منهم إن الاحتجاجات "لم تؤثر على نيتهم في الزيارة".
تُظهر بيانات Booking.com عدم حدوث أي تغيير في الحجوزات عقب احتجاجات مايوركا وبرشلونة. وأفادت شركة RateGain، وهي شركة تُعنى بمعالجة بيانات معاملات السفر ونوايا السفر، بوجود "تأثير كبير" على عمليات البحث والحجوزات في برشلونة عقب احتجاجات يوليو. إلا أن هذا التأثير كان قصير الأمد. ففي الأيام السبعة إلى العشرة التي تلت الاحتجاجات، انخفضت الحجوزات بنحو 23%، وانخفضت عمليات البحث عن الوجهة بنسبة 35%. إلا أن الحجوزات انتعشت بعد بضعة أسابيع.
قال دانييل باردو ريفاكوبا، أحد المتظاهرين في برشلونة، إن الاحتجاجات لم تنتهِ بعد. وواصل السكان المحليون مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات للحد من السياحة المفرطة حتى لا تتأثر حياتهم.
أعلنت سلطات برشلونة في 17 سبتمبر/أيلول عن تدابير جديدة لمواجهة السياحة الجماعية، تتضمن 55 إجراءً عمليًا من شأنها أن تُسهم في تحقيق التوازن بين مصالح الزوار والسكان. وصرح متحدث باسم مجلس المدينة بأن برشلونة جعلت من ضبط السياحة أولوية قصوى مع اقتراب المدينة من الحد الأقصى السنوي البالغ 17 مليون زائر.
ومع ذلك، ووفقًا لريفاكوبا، فإن هذه الأنشطة "مجرد زينة وتلميع". وفي معرض حديثه عن مسألة زيادة رسوم السياحة الليلية في المدينة بمقدار 4 يورو لكل زائر، قال ريفاكوبا إن هذا ليس إجراءً لتقليل عدد السياح، بل لتحصيل المزيد من المال. وعند سؤال سكان برشلونة عن ذلك، أكدوا أنهم سيواصلون الاحتجاج ضد السياح.
قال جلين فوجل، الرئيس التنفيذي لشركة بوكينج هولدينجز، إن الاحتجاجات ليست وسيلة فعّالة لمعالجة مشكلة السياحة المفرطة، بل قد تؤدي إلى نتائج عكسية. وأضاف أن الحد من السياحة المفرطة مسؤولية الحكومة ، لكن حل هذه المشكلة يتطلب تعاون أربعة أطراف: الحكومة، والسياح، والمقيمين، وشركات السفر.
وأضاف فوجل أن "الجميع يستفيدون اقتصاديًا من السياحة".
TH (وفقًا لـ VnExpress)[إعلان 2]
المصدر: https://baohaiduong.vn/tay-ban-nha-cang-duoi-khach-cang-den-dong-395778.html
تعليق (0)