في الواقع، شهدت شبكة مؤسسات التعليم العالي في بلدنا نموًا سريعًا على مدار السنوات الماضية، إلا أنها لا تزال متناثرة ومجزأة ومتداخلة الوظائف. وقد تطورت العديد من الجامعات من كليات، وهي صغيرة الحجم، وقدرتها الإدارية محدودة، في حين تتنافس بعض الكليات في نفس المجال بشكل غير عادل، وتُدرّب تخصصات مكررة. وتنقسم الموارد الاجتماعية بشكل غير مرئي، ولم تُلبِّ جودة التدريب والبحث متطلبات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
لذا، يُعدّ دمج وإعادة هيكلة نظام التعليم الجامعي خطوةً حتميةً للتغلب على أوجه القصور الراسخة. ومع ذلك، لتجنب "البيروقراطية" الآلية، يجب أن تُنفَّذ هذه العملية بفكر استراتيجي وعلمي وإنساني. الهدف ليس "تقليص عدد المراكز" للتسهيل، بل "حشد القوة" لتشكيل جامعات متعددة التخصصات، ذات نطاق واسع، وتنافسية دولية، وقدرة على قيادة تطوير المعرفة.
أولاً، يجب أن تكون عمليات الدمج من أجل الصالح العام، أي خدمة المجتمع والمتعلمين وتنمية البلاد. ولن تُصبح إعادة الهيكلة مجديةً حقًا إلا عندما ترتبط بتحسين جودة التدريب، وتعزيز القدرات البحثية، والتواصل مع الشركات.
لا يمكن أن تقتصر عمليات الدمج على "إعادة توزيع المقاعد" أو "تجميع المدارس لتلبية الحصص"، بل يجب أن تكون بدايةً لنموذج حوكمة جديد، حيث تتمتع المدارس بالاستقلالية والشفافية وتعمل وفقًا للمبادئ الأكاديمية. يجب أن تحترم عمليات الدمج استقلالية كل مؤسسة تعليمية وهويتها الأكاديمية.
في نهاية المطاف، لا يكون الاندماج مجديًا إلا باستشارة جميع الأطراف المعنية بشكل كامل، ومشاركتها في تصميم النموذج التنظيمي الجديد، ومشاركتها في أهداف التنمية طويلة المدى. أما إذا فُرضت هذه العملية دون إجماع، فستُحدث رد فعل معاكسًا، يؤثر على هيئة التدريس والطلاب، وعلى سمعة النظام بأكمله.
عمليات دمج الجامعات عمليات معقدة، تشمل التنظيم، والموظفين، والمرافق، وبرامج التدريب، والموارد المالية، وحتى الجوانب النفسية للمشاركين. لذلك، يجب أن تكون هناك مرحلة تحضير شاملة، وتقييم للأثر، وخطط تعديل مرنة لتجنب أي انقطاع أو هدر للموارد.
مع ذلك، ينبغي للدولة أن تلعب دورًا في وضع السياسات وضمانها. لن تنجح إعادة الهيكلة إلا إذا اقترنت بآليات دعم مالي، واستثمار في المرافق، وسياسات لهيئة التدريس، وخاصةً آليات قانونية للمدارس بعد الاندماج لتعمل بفعالية وتتمتع باستقلالية حقيقية. في الوقت نفسه، من الضروري تشجيع المدارس القوية على "رعاية" المدارس الصغيرة أو التعاون معها استراتيجيًا، ورفع معايير الجودة تدريجيًا، بدلًا من عمليات الاندماج الضخمة.
لن تنجح السياسة المذكورة أعلاه إلا بكسب ثقة الفريق والأفراد - المستفيدين مباشرةً من نتائج عملية الابتكار. لذلك، يجب أن يكون التواصل وشفافية المعلومات في صميم الاهتمام. ويجب نشر أي تغييرات تتعلق بالطلاب أو المحاضرين أو المرافق وشرحها بوضوح لخلق توافق مجتمعي.
إن سياسة تنظيم الجامعات ودمجها، إذا ما طُبّقت بشكل منهجي، ستتيح فرصًا لتكوين جامعات قوية قادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا. ولا يقتصر الأمر على إعادة تنظيم النظام فحسب، بل يُعدّ أيضًا خطوةً مهمةً لتحسين جودة التعليم العالي في فيتنام وتنميته المستدامة، مما يُسهم في بناء موارد بشرية عالية الجودة، تُعدّ أساسًا للتنمية الوطنية.
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/yeu-cau-chien-luoc-mo-ra-co-hoi-hinh-thanh-nhung-dai-hoc-manh-post751596.html
تعليق (0)