قصص ملهمة من الصين

لقد أصبحت الصين نموذجًا يحتذى به في التحول إلى الطاقة النظيفة من خلال اتباع نهج وخطوات وسياسات جريئة وفعالة وملهمة.

مزرعة رياح بحرية في مقاطعة بينغتان، مقاطعة فوجيان، جنوب شرق الصين. (المصدر: شينخوا)

تُعدّ الصين حاليًا أكبر مُصدر للانبعاثات في العالم، حيث تُمثل 27% من انبعاثات الكربون العالمية وثلث إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. ومع ذلك، بذلت هذه القوة الآسيوية جهودًا ملحوظة لتعزيز الطاقة المتجددة في الآونة الأخيرة، مؤكدةً الدور الريادي لثاني أكبر اقتصاد في العالم في السباق العالمي لخفض الانبعاثات، لتصبح "مرآة" للدول داخل المنطقة وخارجها للتعلم منها من خلال مناهج وخطوات وسياسات جريئة وفعالة وملهمة.

دبلوماسية المناخ الرائدة

في منتصف نوفمبر، وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى ريو دي جانيرو (البرازيل) لحضور قمة مجموعة العشرين. ووفقًا للموقع الرسمي لمجموعة العشرين في البرازيل، التي حملت شعار "بناء عالم عادل وكوكب مستدام"، ناقشت القمة حلولًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك مهمة منع ارتفاع درجة حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية، والتمويل الأخضر، وتأثير تغير المناخ، وغيرها.

ومن ثم، فمن الواضح أن مشاركة الزعيم الصيني الأعلى رتبة في هذا الحدث تظهر أيضاً أعلى مستوى من التزام بكين بإيجاد "مفاتيح" المشاكل العالمية المشتركة.

بحلول عام ٢٠٣٥، ستنتشر أساليب إنتاج واستهلاك الطاقة الخضراء على نطاق واسع في الصين. (المصدر: شينخوا)

كانت الصين رائدةً في إرساء أطر دولية لتسهيل الحوار بشأن تغير المناخ. ففي مطلع يوليو/تموز، استضافت الصين اجتماعًا حول تغير المناخ استمر خمسة أيام، وجمع دولًا نامية متقاربة التفكير في مقاطعة شاندونغ. وأعقب ذلك اجتماع وزاري "أساسي" حول العمل المناخي مع البرازيل والهند وجنوب أفريقيا.

في عام ٢٠١٧، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ. ولمنع هذا الاتفاق الدولي المهم من "الانهيار"، عقدت كندا والصين والاتحاد الأوروبي اجتماعًا طارئًا لتأكيد التزامهم السياسي بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة تغير المناخ العالمي.

بحلول نهاية الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بلغ إجمالي مبيعات سيارات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة في الصين 8.33 مليون وحدة. (المصدر: CNC)

لاقى الاجتماع استحسانًا كبيرًا من جميع الأطراف، وأصبح حدثًا سنويًا. وفي أواخر يوليو، عُقد الاجتماع أيضًا في ووهان، الصين، وجمع الوزراء المعنيين بقضايا تغير المناخ وكبار المسؤولين من نحو 30 دولة، بهدف تعزيز مفاوضات المناخ العالمية.

الاتساق من السياسة إلى التنفيذ

في نهاية شهر أغسطس/آب، أصدر مكتب الصحافة التابع لمجلس الدولة الصيني كتاباً أبيض حول "تحول الطاقة في الصين"، مشيراً إلى أن الصين نجحت خلال العقد الماضي في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 3 مليارات طن في محاولة لتعزيز الاستهلاك الأخضر.

وبمزيد من التفصيل، وفّرت الصين خلال السنوات العشر الماضية كمية من الكهرباء تعادل استهلاك حوالي 1.4 مليار طن من الفحم. وبفضل تصميم بكين على تطبيق حلول متزامنة في معركة "استعادة البيئة"، نجحت الحكومة الصينية في حل مشكلة التلوث الشديد في مناطق بكين وتيانجين وخبي بشكل شامل.

يُعَدّ إنتاج صناعة الطاقة النظيفة في الصين رائدًا عالميًا. (المصدر: صحيفة واشنطن بوست)

وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لخطة التنمية المتوسطة والطويلة الأجل للتحول في مجال الطاقة، فإن أساليب إنتاج واستهلاك الطاقة الخضراء ستصبح واسعة الانتشار بحلول عام 2035. وبحلول منتصف هذا القرن، ستكمل الصين بناء نظام جديد للطاقة النظيفة منخفض الكربون وآمن.

في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، أقرت الصين قانونًا جديدًا للطاقة يهدف إلى تعزيز الحياد الكربوني، بهدف إزالة الكربون من الاقتصاد بحلول عام 2060. (المصدر: وكالة فرانس برس)

في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني، أقرّت الصين قانونًا جديدًا للطاقة لتعزيز جهود الحياد الكربوني، بهدف إزالة الكربون من الاقتصاد بحلول عام 2060. وسيعمل قانون الطاقة الجديد "بشكل نشط ومستمر على تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني". ويهدف القانون إلى "تطوير طاقة عالية الجودة، وضمان أمن الطاقة الوطني، وتعزيز التحول الأخضر، وخفض انبعاثات الكربون، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة".

بحلول نهاية الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، بلغ إجمالي مبيعات الصين من سيارات الركاب العاملة بالطاقة الجديدة 8.33 مليون وحدة، بزيادة قدرها 39.8% على أساس سنوي. أما من حيث الصادرات، فقد شحنت الصين 120 ألف سيارة في أكتوبر، بزيادة قدرها 10.4% على أساس سنوي و13.7% على أساس سنوي. وبلغ إجمالي الصادرات في الأشهر العشرة الأولى من هذا العام حوالي 1.09 مليون وحدة، بزيادة قدرها 27.7% على أساس سنوي.

خفضت الصين انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 3 مليارات طن في مسعىً منها لتعزيز الاستهلاك الأخضر. (المصدر: IC)

إن مفتاح تحقيق الصين لإنجازات ملحوظة في الآونة الأخيرة يكمن في العزيمة والإصرار من المستويات المركزية والمحلية، ومن كل مواطن. وقد اتخذت الصين خطوات جريئة في إعادة هيكلة العديد من الصناعات، بما في ذلك إغلاق المؤسسات الملوثة للبيئة بحزم، وتهيئة الظروف للشركات لابتكار التكنولوجيا من خلال قروض تفضيلية بأسعار فائدة منخفضة...

المصدر: https://baoquocte.vn/thuc-day-nang-luong-tai-tao-cau-chuyen-truyen-cam-hung-tu-trung-quoc-294540.html