أوروبا تسارع للدفاع عن نفسها ودعم أوكرانيا

عقد قادة دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرون قمة طارئة خاصة في بروكسل (بلجيكا) أمس، بمشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفقًا لوكالة أسوشيتد برس. وجاء الاجتماع بعد أن أثار خبر تعليق الولايات المتحدة للمساعدات لأوكرانيا مخاوف من أن أوروبا لم تعد قادرة على ضمان حماية واشنطن لها.

"خطوات حاسمة"

من المتوقع أن يدعم قادة الاتحاد الأوروبي، خلال حضورهم القمة، إجراءات جريئة لزيادة الإنفاق الدفاعي، وأن يتعهدوا بدعم أوكرانيا. وفي حديثه للأمة مساء الخامس من مارس، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاتحاد الأوروبي "سيتخذ خطوات حاسمة". ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن ماكرون قوله: "ستتمكن الدول الأعضاء من زيادة الإنفاق العسكري ... وسيتم توفير أموال مشتركة كبيرة لشراء وإنتاج بعض أحدث الذخائر والدبابات والأسلحة والمعدات في أوروبا". وفي وقت سابق، أعلنت المفوضية الأوروبية عن مقترحات لجمع ما يصل إلى 800 مليار يورو (862.9 مليار دولار) لدفاع الاتحاد.

قائد أوكراني: جيش الناتو غير مستعد لحرب الطائرات بدون طيار

كما صرّح الرئيس ماكرون بأن باريس مستعدة لمناقشة توسيع نطاق حماية الترسانة النووية الفرنسية لتشمل الشركاء الأوروبيين، في مؤشر على جدية الوضع الراهن، وفقًا لرويترز. وأكد ماكرون أن "مستقبل أوروبا لا ينبغي أن يُحسم في واشنطن أو موسكو". وصرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس بأن أوروبا "تواجه خطرًا واضحًا وقائِمًا"، وشددت على أهمية هذه القمة في تعزيز الإنفاق الدفاعي الأوروبي. وكتبت فون دير لاين على موقع X: "يجب أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا ووضع أوكرانيا في موقف قوي".

قادة الاتحاد الأوروبي يرحبون بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة في 6 مارس 2025

فيما يتعلق بأوكرانيا، حرص جميع قادة الاتحاد الأوروبي تقريبًا على طمأنة السيد زيلينسكي بأن كييف لا تزال قادرة على الاعتماد على الدعم الأوروبي بعد خلافه مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض في 28 فبراير. ومع ذلك، لم تتفق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حتى الآن على مقترح منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس لتحديد مبلغ للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، وفقًا لرويترز. واقترح المسؤولون أن يلتزم الاتحاد الأوروبي بتقديم ما لا يقل عن 20 مليار يورو هذا العام، وهو نفس المبلغ الذي قدمه العام الماضي.

من المتوقع أن يدعو القادة إلى "تسريع العمل على مبادرات تنسيق تعزيز الدعم العسكري الأوروبي لأوكرانيا"، وفقًا لمسودة اطلعت عليها رويترز. وفي خطابه مساء الخميس، قال ماكرون إنه من الممكن إرسال قوات عسكرية أوروبية إلى أوكرانيا في حال توقيع اتفاق سلام . وأمس أيضًا، صرّح وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو بأن بلاده مستعدة لتقديم معلومات استخباراتية لأوكرانيا، وفقًا لرويترز.

التحرك الأمريكي

في غضون ذلك، أعلن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، جون راتكليف، في 5 مارس/آذار، أن الولايات المتحدة علّقت تبادل المعلومات الاستخباراتية مع أوكرانيا، بعد يومين من إعلان تعليقها جميع المساعدات العسكرية لكييف. ونقلت رويترز عن مصدر مطلع قوله إن إدارة ترامب أوقفت "كل شيء"، بما في ذلك البيانات التي استخدمتها أوكرانيا لمهاجمة أهداف روسية. وحتى عصر أمس، لم ترد أي معلومات عن رد أوكرانيا.

الولايات المتحدة تقطع الاتصالات الاستخباراتية وأوكرانيا قلقة

يرى بعض الخبراء أن وقف الولايات المتحدة لتبادل المعلومات الاستخباراتية سيؤثر سلبًا على قدرة أوكرانيا على مهاجمة القوات الروسية والدفاع عن نفسها. وصرح ميكولا بيليسكوف، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية الوطنية الأوكرانية: "للأسف، اعتمادنا على هذا كبير جدًا".

في غضون ذلك، كتب رئيس ديوان الرئيس الأوكراني أندريه يرماك على موقع التواصل الاجتماعي X في 5 مارس/آذار أنه "تبادل وجهات النظر حول القضايا الأمنية ووحدة الموقف" مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، وأنهما حددا موعدًا لاجتماع بين مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين "قريبًا لمواصلة هذا العمل المهم". وفي اليوم نفسه، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن واشنطن تُراجع تعليق التمويل لكييف، وأن المفاوضات بين الجانبين بشأن صفقة معادن جارية.

هل وصلت ألمانيا إلى الحد الأقصى من الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا؟

في مؤتمر صحفي عُقد في 5 مارس/آذار، سُئل المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، مايكل ستيمبفل، عن نقل أنظمة صواريخ باتريوت إضافية وأسلحة ألمانية أخرى إلى أوكرانيا، فقال إنه على الرغم من أن برلين نقلت بالفعل العديد من الأنظمة إلى أوكرانيا، إلا أن هناك "حدودًا طبيعية" لذلك. وأكد السيد ستيمبفل أن ألمانيا بحاجة إلى التركيز على قدراتها الدفاعية وقدرات حلفائها الأوروبيين، وفقًا لقناة روسيا اليوم.

كانت ألمانيا من أهم داعمي أوكرانيا في حربها مع روسيا، حيث قدمت لكييف حوالي 47 مليار دولار كمساعدات عسكرية ومالية، وفقًا للحكومة الألمانية. تشمل المساعدات الألمانية لأوكرانيا دبابات ليوبارد، وصواريخ بانزرفاوست 3 المضادة للدبابات، وصواريخ ستينغر للدفاع الجوي، ومدافع جيبارد ذاتية الحركة المضادة للطائرات.

المصدر: https://thanhnien.vn/chau-au-gap-rut-tim-cach-tu-ve-va-ho-tro-ukraine-185250306231208536.htm