يرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن زيارته إلى باكستان بمثابة عمل متوازن نظرًا لأن الدولة الواقعة في جنوب آسيا تديرها حكومة مؤقتة.
شوارع إسلام آباد خلال استقبال باكستان لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فبراير 2019. (المصدر: تويتر) |
" السبب غير معروف"
ومن المقرر أن يقوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بزيارة قصيرة إلى باكستان في 10 سبتمبر/أيلول قبل أن يتوجه إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين.
لكن الزيارة تأجلت بسبب "أسباب غير محددة"، بحسب معلومات نشرتها قناة IndiaTV وصحيفة Times of India في الأول من سبتمبر/أيلول.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إنديا عن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش قولها إن الزيارة تم إعادة جدولتها وسوف يقرر الجانبان بشكل مشترك التوقيت.
وبحسب تقارير متعددة على مواقع إلكترونية وقنوات إخبارية باكستانية في 30 أغسطس/آب، من المتوقع أن يبقى الملك المستقبلي للمملكة الصحراوية في إسلام آباد لمدة "ست ساعات" لمناقشة "مجموعة واسعة" من القضايا بما في ذلك الدفاع والاستثمار.
وقالت مصادر إن ولي العهد السعودي من المرجح أن يلتقي رئيس الوزراء المؤقت أنور الحق كاكار ورئيس أركان الجيش الجنرال عاصم منير.
ونقلت قناة "جيو نيوز" عن مصادر دفاعية قولها إن "المباحثات بين البلدين ستركز على تعزيز العلاقات الباكستانية السعودية والتعاون الدفاعي والتدريبات العسكرية المشتركة".
ومع ذلك، وفقًا لقناة IndiaTV ، فإن الزيارة، إذا تمت، ستكون "بلا معنى" في سياق أن الدولة الواقعة في جنوب آسيا حاليًا تحت قيادة حكومة مؤقتة ولا يستطيع رئيس الوزراء المؤقت اتخاذ قرارات مهمة حتى تتولى الحكومة الجديدة السلطة.
يرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن الزيارة تُمثل "عملية موازنة" في ظل الاستثمارات الضخمة التي تضخها المملكة العربية السعودية في إسلام آباد. وقد قدمت المملكة العربية السعودية لباكستان مساعدات بمليارات الدولارات في السنوات الأخيرة.
وكان من المقرر أن يزور إسلام آباد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لكن الزيارة تأجلت لاحقا.
من المقرر أن يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قمة مجموعة العشرين ويقوم بزيارة رسمية للهند الشهر المقبل. (المصدر: وكالة فرانس برس) |
هل التاريخ يعيد نفسه؟
إذا تمت الزيارة كما هو مخطط لها، فإن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "سيكرر التاريخ" بزيارة كل من باكستان والهند في نفس الرحلة.
في فبراير 2019، تصدّر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عناوين الصحف عندما زار باكستان برئاسة رئيس الوزراء عمران خان قبل يومين من توجهه إلى الهند (ثم الصين). جاءت الزيارة في ظل تصاعد التوترات بين الجارتين الواقعتين في جنوب آسيا عقب تفجير انتحاري في الشطر الهندي من كشمير في 14 فبراير، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 40 ضابط شرطة هنديًا.
أعلنت جماعة جيش محمد الإسلامية، المتمركزة في باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم. واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالتورط فيه، وانتقدتها لتقصيرها في منع الجماعات المسلحة من العمل على الأراضي الباكستانية، بما فيها جيش محمد.
في هذه الأثناء، أعلنت باكستان أنها ليست متورطة في الإرهاب عبر الحدود، وأكدت استعدادها للتعاون مع الهند في التحقيق في الهجوم الإرهابي.
وتأتي جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى دولتين في جنوب آسيا والصين بعد خمسة أشهر من مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول (تركيا)، ما أدى إلى أزمة دبلوماسية، خاصة بين المملكة العربية السعودية وشركائها الغربيين.
بحسب خبراء، كانت الجولة الآسيوية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، النائب الأول لرئيس الوزراء آنذاك، فرصةً ليُظهر للغرب أنه لا يزال يتمتع بعلاقات صداقة وطيدة في المنطقة الآسيوية الناشئة. أرادت الرياض تعويض الولايات المتحدة وأوروبا عن حظر الأسلحة والعقوبات المفروضة على المملكة.
ولم تعلق الهند رسميا حتى الآن على جدول زيارة الضيف السعودي.
وبحسب قناة IndiaTV، أعربت نيودلهي عن استيائها عندما يزور أي وزير خارجية هاتين الدولتين المتجاورتين في جنوب آسيا في نفس الوقت.
من المقرر أن يزور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الهند في 11 سبتمبر/أيلول، بعد حضوره قمة مجموعة العشرين في نيودلهي. ومن المتوقع أن يحضر الفعالية العديد من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو...
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)