حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، يوم الخميس من أن ملايين الأشخاص قد يعانون من الجوع إذا لم يُمدد اتفاق تصدير الحبوب بين روسيا وأوكرانيا، وهما من كبار المُصدّرين. ونقلت رويترز عن المسؤول قوله إن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت بشكل حاد هذا الأسبوع، مُهددةً بمحو المكاسب التي تحققت بشق الأنفس على مدار أكثر من عام.
سفينة TK Majestic التي تحمل الحبوب بموجب اتفاق البحر الأسود رست في إسطنبول (تركيا) في 15 يوليو.
طلب موسكو
بوساطة الأمم المتحدة وتركيا، توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق في يوليو/تموز 2022 لتصدير الحبوب من موانئ البحر الأسود الأوكرانية، مما ساهم في تهدئة حمى أسعار الغذاء العالمية. إلا أن الاتفاق انتهى في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن أعلنت روسيا أنها لن تمدده. وفي الأيام التالية، هاجمت روسيا مرارًا الموانئ الأوكرانية المشمولة بالاتفاق، متهمةً إياها باستخدام تلك المرافق لدعم العمليات العسكرية ، وفقًا لوكالة تاس للأنباء.
من أسباب عدم تجديد روسيا للاتفاقية القيود المفروضة على صادراتها من الحبوب والأسمدة. وصرح الرئيس فلاديمير بوتين ومسؤولون روس بأن تجديد الاتفاقية لن يتم إلا في حال استيفاء شروط موسكو. ووفقًا لقناة روسيا اليوم، تتمثل المطالب الرئيسية لروسيا في إعادة ربط البنك الزراعي الروسي بنظام سويفت للدفع الدولي، وإطلاق خط أنابيب رئيسي للأمونيا، والسماح لروسيا باستيراد الآلات الزراعية وقطع الغيار، وفرض تأمين على النقل والخدمات اللوجستية.
خطة كلا الجانبين
وفي اليوم نفسه، 22 يوليو/تموز، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف إن البلاد ستسعى إلى إيجاد حلول بديلة لمواصلة تصدير المنتجات الزراعية والأسمدة، ودعم الدول المحتاجة.
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن روسيا اقترحت بيع حبوب إلى قطر، التي ستشحنها بدورها إلى تركيا قبل توزيعها على الدول الأفريقية. إلا أن قطر وتركيا رفضتا الخطة، وفقًا للتقارير. ولم تُعلّق الأطراف المعنية على هذه المعلومات.
وفقًا لأرقام الأمم المتحدة، ساهمت مبادرة البحر الأسود خلال العام الماضي في تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية إلى 45 دولة، على متن أكثر من ألف سفينة. كما ساعدت الاتفاقية برنامج الغذاء العالمي على نقل أكثر من 725 ألف طن من القمح كمساعدات إلى أفغانستان وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واليمن.
في غضون ذلك، اقترحت أوكرانيا خطتها الخاصة دون تدخل روسيا، والتي بموجبها ستشارك تركيا في مرافقة سفن الحبوب في البحر الأسود. في 21 يوليو/تموز، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هاتفيًا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة "تنسيق الجهود" لإحياء اتفاقية الحبوب. وصرح الرئيس أردوغان قبل المكالمة بأنه "لن يتردد" في اتخاذ إجراءات استباقية لمنع الآثار الضارة لانتهاء الاتفاقية. من ناحية أخرى، دعا السيد أردوغان الغرب أيضًا إلى مراعاة مطالب روسيا، وحذر من عواقب مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية ونقص الغذاء الذي قد يؤدي إلى موجات هجرة جديدة، وفقًا لما ذكرته رويترز.
تعليقًا على خطة أوكرانيا، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي فيرشينين، إن الاستعانة بتركيا لمرافقة سفن الحبوب عبر البحر الأسود ليس خيارًا ممكنًا، بل "خيارًا خطيرًا". وأكد أن عودة روسيا إلى اتفاقية الحبوب من عدمها تعتمد على "الشركاء الأجانب". من جهة أخرى، قال الدبلوماسي إنه يتفهم مخاوف الدول الأفريقية بعد انسحاب روسيا من الاتفاقية مع أوكرانيا، وتعهد بتقديم خطة لتوريد الحبوب في القمة الروسية الأفريقية أواخر يوليو/تموز في سانت بطرسبرغ (روسيا).
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)