زيادة فرص التصدير إلى الأسواق الكبيرة

بحاجة إلى تغيير العقلية

تتمتع فيتنام بالعديد من المزايا والإمكانات لتطوير الإنتاج الزراعي والغابات والسمكي. فالإنتاج السنوي من المنتجات الزراعية والغذائية لا يلبي احتياجات الاستهلاك المحلي فحسب، بل يخدم أيضًا قطاع التصنيع والتصدير إلى العديد من دول العالم .

في عام ١٩٩٠، لم تتجاوز صادرات فيتنام من المنتجات الزراعية والغابات والأسماك ٢٠ مليون دولار أمريكي، لكنها تجاوزت الآن ٥٣ مليار دولار أمريكي سنويًا. وفي الأشهر الثمانية الأولى من عام ٢٠٢٤، بلغت صادرات فيتنام من المنتجات الزراعية والغابات والأسماك ٤٠.٠٨ مليار دولار أمريكي، بزيادة قدرها ١٨.٦٪ عن نفس الفترة من العام الماضي. وشهدت جميع صادرات هذه المجموعة تقريبًا زيادة مقارنة بالفترة نفسها، حيث سجلت المنتجات الزراعية أعلى نسبة زيادة (٢٤٪)، لتصل إلى ٢١.٣٢ مليار دولار أمريكي. ومن المتوقع أن تشهد العديد من المنتجات الزراعية الفيتنامية صادرات جيدة من الآن وحتى نهاية العام، عندما تكون أسواق الشركاء التجاريين مواتية للغاية.

تُعالَج العديد من المنتجات من فاكهة التنين. الصورة: فان لين

وبفضل زخم النمو الحالي، من المتوقع أن يحقق القطاع الزراعي هدف حجم الصادرات البالغ 55 مليار دولار أمريكي ونمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.5٪ في عام 2024.

وعلى الرغم من تحقيق نتائج إيجابية، إلا أن التحليل المتعمق يظهر أن البحث وتطبيق العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتدريب الموارد البشرية في الزراعة لا تزال محدودة.

في الواقع، يُصدَّر ما بين 70% و85% من المنتجات الزراعية الفيتنامية خامًا أو بمحتوى معالجة منخفض. ولا يزال الحصاد الجيد مع انخفاض الأسعار شائعًا، كما أن الإنتاج مجزأ، وتفاوت جودة المنتجات الزراعية، وتقنيات المعالجة القديمة وغير المتزامنة، والتصميمات غير الجذابة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يؤدي إلى ضعف القدرة التنافسية وضغط الأسعار في السوق العالمية.

من جهة، لا يزيد هذا من قيمة المنتجات الزراعية، بل يُعرّضها لخطر الخسائر الاقتصادية نتيجةً لكميات كبيرة من الفاكهة والخضراوات التالفة بعد الحصاد وعند نقلها إلى أماكن الاستهلاك. من جهة أخرى، تواجه المنتجات الزراعية والغذائية المُصدّرة العديد من الصعوبات والتحديات، نتيجةً لارتفاع معايير الجودة أو متطلبات منشأ السلع في أسواق الاستيراد؛ وتزايد الحمائية في العديد من الأسواق؛ أو اتجاه التنمية المستدامة، وخفض انبعاثات الكربون، وحماية البيئة في أسواق التصدير الرئيسية في فيتنام.

في سياق اندماج فيتنام العميق في الاقتصاد العالمي، يُحدث تطور الثورة الصناعية الرابعة تأثيرًا قويًا على العديد من قطاعات الاقتصاد، وخاصةً القطاع الزراعي. وهذا يتطلب تغييرًا في مفاهيم التنمية الزراعية، بالانتقال من الإنتاج الزراعي إلى الاقتصاد الزراعي؛ وتطوير زراعة فعّالة قائمة على التكنولوجيا المتقدمة؛ وزيادة القيمة الاقتصادية لكل مساحة أرض.

تحتاج الشركات إلى تنشيط

ويعتبر تطبيق تكنولوجيا ما بعد الحصاد العميق مفتاحاً لخفض تكاليف الخدمات اللوجستية، وفتح العديد من الأسواق والوصول إليها حول العالم، وزيادة قيمة المنتجات.

حاليًا، تشارك العديد من المناطق والشركات بنشاط في تطوير المنتجات المُعالَجة بعمق. على سبيل المثال، يوجد في مقاطعة تيان جيانج حاليًا أكثر من 500 شركة متخصصة في طحن ومعالجة الأرز للاستهلاك والتصدير. ولتلبية الطلب المتزايد، قامت الشركات بتركيب أنظمة تكنولوجية حديثة، مثل صوامع لتخزين الأرز وحفظه، وخطوط إنتاج آلية، مع التركيز على الاستثمار في وسائل نقل الأرز من الشركات إلى الشركاء، وبناء مستودعات لتخزين عشرات الآلاف من الأطنان للتصدير.

بالنسبة للخضراوات والدرنات والفواكه، استثمرت العديد من الشركات في مصانع تجهيز الخضراوات والدرنات والفواكه المجمدة باستخدام برنامج IQF كاملاً. بعد التجميد، تحتفظ المنتجات بشكلها الطبيعي ونكهتها وسلامتها الغذائية، وتحظى بشعبية واسعة في الأسواق المحلية والأجنبية.

حتى من نفس نوع القهوة، طورت بعض الشركات منتجات معالجة بعمق وفقًا للأذواق الجديدة واتجاهات الاستهلاك، مثل قهوة الفاكهة التي تمت معالجتها إلى قهوة سريعة التحضير بنكهات النعناع والقلقاس وجوز الهند والفاصوليا الخضراء... كان المنتج موجودًا في أسواق أستراليا والمملكة المتحدة واليابان والهند وروسيا والولايات المتحدة وكوريا... وهذا اتجاه جديد يساهم في زيادة قيمة هذه الصناعة المحتملة في فيتنام.

في منطقة زراعة فاكهة التنين في بينه ثوان، بالإضافة إلى الفاكهة الطازجة، تُنتج أيضًا فاكهة التنين المجففة والناعمة. لا تقتصر عملية المعالجة على زيادة قيمة المنتج فحسب، بل تُطيل أيضًا مدة حفظه، مما يُسهّل على الشركات الوصول إلى سلسلة التوريد العالمية.

رغم هذه المزايا، لا يزال عدد الشركات المستثمرة في القطاع الزراعي منخفضًا، حيث يُمثل حوالي 1.3% من إجمالي عدد الشركات، ومعظمها شركات صغيرة ومتوسطة. ونظرًا لصغر حجمها، لا تملك معظم الشركات موارد كافية للاستثمار في شراء معدات الاختبار والفحص، وآلات ومعدات المعالجة والحفظ المتطورة. ولم تتمكن العديد من الشركات والتعاونيات حتى الآن من الوصول إلى مصدر خبراء ذوي مهارات عالية لدعمها وتقديم المشورة لها في تطوير أفكارها التجارية وتحسين منتجاتها، وما إلى ذلك.

بناءً على الواقع المحلي، ستدعم مقاطعة بنه ثوان الشركات والمؤسسات الإنتاجية التي تتاجر بمنتجات المقاطعة المميزة لتحسين قدرتها الإنتاجية، وتعزيز تنافسيتها، والوفاء بالمعايير الدولية، وصولاً إلى هدف تصدير منتجات OCOP المصنوعة من فاكهة التنين الحاصلة على تقييم 3-4 نجوم. كما ستدعم إنشاء نقطة بيع "فخورون بالمنتجات الفيتنامية" للشركات لترويج استهلاك منتجات OCOP المصنوعة من فاكهة التنين في نقاط الخدمة السياحية، حيث يرتادها السياح بكثرة، ويقضون أوقاتًا ممتعة في مدينة فان ثيت، حيث تزخر بالمعالم السياحية والآثار التاريخية.

وفي الوقت نفسه، تنسيق تنفيذ سياسات الدعم لجذب الاستثمار في مصانع المعالجة الزراعية؛ ومواصلة تشجيع ودعم الشركات للاستثمار في التكنولوجيا والمعدات اللازمة لمعالجة المنتجات عالية الجودة، وضمان سلامة الأغذية لتلبية متطلبات السوق، والمساهمة في تقليل الضغط على استهلاك فاكهة التنين الطازجة.

خلال مشاركتها في ورشة عمل "اتجاهات السوق وفرص تصدير المنتجات الزراعية الفيتنامية والأغذية المصنعة إلى أنظمة التوزيع الدولية"، التي عُقدت مؤخرًا، قالت نائبة وزير الصناعة والتجارة، فان ثي ثانغ: "تحتاج فيتنام إلى مواصلة تطبيق السياسات الحالية التي تدعم القطاع الزراعي للانتقال من تصدير المنتجات الخام إلى زيادة نسبة الصادرات المكررة، وتهيئة الظروف للشركات لتطبيق العلوم والتكنولوجيا في الزراعة، وجذب الاستثمارات لتطوير صناعة تجهيز الأغذية. وبالتالي، المساهمة في تحسين جودة المنتجات وتنويعها، وتنويع خطوط الإنتاج، والتحول من تطوير سلاسل التوريد الزراعية إلى تطوير سلاسل قيمة المنتجات، ومواكبة اتجاهات الاستهلاك في السوق العالمية".

وفي الفترة المقبلة، ستعمل وزارة الصناعة والتجارة ووزارة الزراعة والتنمية الريفية على تعزيز التنسيق في تعزيز التجارة والتفاوض لفتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية الفيتنامية.

لزيادة تنافسية المنتجات، لا خيار أمام الشركات سوى الاستثمار في المعدات والتقنيات الحديثة، وتحسين قدرات المعالجة. ويتعين على الوحدات المعنية وضع خطة لمناطق تركيز المواد الخام بهدف زيادة فعالية الروابط بين المحليات والمناطق، وبين المزارعين والشركات، لإنشاء مناطق مستقرة للمواد الخام لمعالجة الصادرات.

المصدر: https://congthuong.vn/dau-tu-che-bien-nong-san-nang-co-hoi-xuat-khau-vao-thi-truong-lon-348758.html