ترقية الأسهم: الرأي العام الدولي متفائل بشأن تدفقات رأس المال بمليارات الدولارات

تعليق الصورة — عملاء يُجرون معاملاتهم في المقر الرئيسي لشركة باو فيت للأوراق المالية. صورة توضيحية: تران فيت/وكالة الأنباء الفيتنامية

خطوة رائدة إلى الأمام

أشارت معظم وكالات الأنباء الرئيسية إلى أن هذا الحدث يُعدّ حدثًا بارزًا لاقتصاد فيتنام وأسواقها المالية. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن هذه هي المرة الأولى التي تُرقّى فيها فيتنام إلى مرتبة السوق الناشئة الثانوية من قِبل مُزوّد مؤشرات، وهي خطوة "قد تُدرّ مليارات الدولارات من الاستثمارات على سوق الأسهم الفيتنامية". ونقلت الصحيفة عن بيل هايتون، الباحث في برنامج آسيا في تشاتام هاوس، قوله إن هذه الترقية "مهمة للغاية لفيتنام" وتُمثّل خطوة أخرى نحو تعزيز مكانتها كاقتصاد يعمل وفقًا للمعايير والممارسات الدولية.

وبالمثل، أبرزت نيكي آسيا أن هذا التغيير من المتوقع أن يجلب مليارات الدولارات إلى سوق الأسهم، مع إضافة المستثمرين الدوليين فيتنام إلى محافظهم الاستثمارية. ونقل المقال عن السيد غاري هارون، رئيس خدمات الأوراق المالية في بنك إتش إس بي سي فيتنام، قوله: "بالنسبة لفيتنام، قد يُحدث إلغاء تصنيف "الحدود" تغييرًا جذريًا في سلوك المستثمرين وثقتهم، مما يُغير مسار التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، ويُقلل الاعتماد على أي شريك تجاري واحد".

حصلت فيتنام على ترقية طال انتظارها، وهو تغيير من شأنه أن يُتيح مليارات الدولارات من رؤوس الأموال الجديدة لأسواقها المالية، وفقًا لبلومبرغ. وصرحت هيبي تشين، الخبيرة الاستراتيجية في فانتاج ماركتس في ملبورن، لبلومبرغ: "يُمثل ترقية فوتسي راسل لفيتنام إلى مرتبة السوق الناشئة الثانوية نقطة تحول في مسيرة أسرع اقتصادات جنوب شرق آسيا نموًا وأسواق رأس المال فيها".

من أبرز النقاط التي ركزت عليها جميع وكالات الأنباء تحليلها إمكانية جذب رؤوس الأموال الاستثمارية الأجنبية. تفاوتت التقديرات، لكنها جميعها أظهرت توقعات إيجابية للغاية.

نقلت صحيفة فاينانشال تايمز عن نجوين ثوي آنه، مدير شركة دراغون كابيتال، قوله إن الترقية قد تجلب "عشرات المليارات من الدولارات من الاستثمارات النشطة وحوالي 500 مليون دولار من تدفقات رأس المال السلبي". كما استشهدت الصحيفة بتقرير للبنك الدولي العام الماضي قدّر أن ترقية كلٍّ من مؤشري مورغان ستانلي كابيتال (MSCI) وفوتسي راسل قد تجلب تدفقات رأسمالية صافية بقيمة 25 مليار دولار بحلول عام 2030، إذا استمرت الإصلاحات القوية وظلت بيئة الاستثمار العالمية سليمة.

استشهدت كلٌّ من نيكي آسيا وبلومبرغ بتقديرات بنك إتش إس بي سي التي تُشير إلى أن إدراج الصندوق في المؤشرات الدولية قد يجذب 3.4 مليار دولار من الصناديق النشطة و10.4 مليار دولار من الصناديق السلبية. وذكرت رويترز أن المحللين قدّروا تدفقاتٍ تتراوح بين 3.5 مليار و5 مليارات دولار.

يعتقد الخبراء أن هذا التدفق الرأسمالي سيكون له تأثير إيجابي كبير. ووفقًا لبلومبرغ، صرّح السيد تايلر نجوين مانه دونغ، المدير الأول لأبحاث استراتيجيات السوق في شركة HSC للأوراق المالية المساهمة: "سيكون هذا المبلغ الضخم من رأس المال كافيًا لعكس اتجاه البيع الصافي المطول للمستثمرين الأجانب في السنوات الأخيرة، مما يؤكد نقطة تحول في السوق". كما أشارت مقالات بلومبرغ ورويترز إلى أن المستثمرين الأجانب كانوا بائعين صافين مؤخرًا، وأن الترقية قد تعكس هذا الاتجاه. ووفقًا لرويترز، باع المستثمرون الأجانب أسهمًا بقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي في شهري أغسطس وسبتمبر.

الجهود والتحديات

وقد أجمعت وسائل الإعلام الدولية على أهمية جهود الإصلاح المتواصلة التي تبذلها الحكومة الفيتنامية ووكالات الإدارة، والتي تعد شرطاً أساسياً للارتقاء.

في قرارها بالترقية، أشارت فوتسي راسل إلى التقدم الملحوظ الذي أحرزته فيتنام في نظام تسوية التداول. وسردت الصحيفة سلسلة من الإصلاحات التي أجرتها فيتنام منذ إضافتها إلى قائمة مراقبة فوتسي راسل عام ٢٠١٨، بما في ذلك: تخفيف واسع النطاق للأنظمة لتسهيل التداول على المستثمرين الأجانب، وإزالة بعض قيود الملكية الأجنبية، وإلغاء متطلبات هامش ما قبل التداول.

أشارت نيكي آسيا إلى أن فيتنام استوفت المعيارين الأخيرين لإعادة التصنيف: السماح للمستثمرين الأجانب بشراء الأسهم دون إيداع مبلغ أولًا، وإنشاء نظام لمعالجة المعاملات الفاشلة. كما أشارت رويترز إلى أن إلغاء فيتنام لشرط الإيداع الكامل لمعاملات الأوراق المالية للمستثمرين الأجانب يُعد شرطًا أساسيًا لترقية مؤشر فوتسي.

وبالإضافة إلى ذلك، أشارت كل من صحيفة فاينانشال تايمز وبلومبرج إلى اعتماد فيتنام للبنية الأساسية للسوق من بورصة كوريا (نظام KRX)، وهو ترقية تكنولوجية اعتبرتها بلومبرج "مهمة لتعزيز الشفافية والبنية الأساسية للسوق".

وقال ديفيد سول، مدير السياسة العالمية في فوتسي راسل: "إن إعادة تصنيف فيتنام تعكس تنفيذ تحسينات مهمة في البنية التحتية للسوق".

وبالإضافة إلى المراجعات الإيجابية، أشارت الصحافة الدولية أيضًا إلى التحديات وذكرت بعض النقاط التي يتعين على فيتنام أن تكون حذرة بشأنها.

تشير بلومبرغ إلى أن العوامل المؤدية إلى الترقية ليست جميعها إيجابية. فاعتبارًا من سبتمبر، كانت فيتنام صاحبة الوزن الأكبر (حوالي 32%) في مؤشر فوتسي للأسواق الناشئة، لكن الانتقال إلى مؤشر الأسواق الناشئة الثانوي سيجعلها تنافس دولًا أكبر وأكثر رسوخًا. وفي بلومبرغ، حذرت هيبي تشين من توخي الحذر في ظل ارتفاع تقييمات سوق الأسهم. وتُظهر بيانات بلومبرغ أن مؤشر فيتنام يُتداول عند 12.2 ضعفًا من مكرر الربحية المستقبلية، مقارنةً بمتوسط ثلاث سنوات البالغ 10.1 ضعفًا (مكرر الربحية المستقبلية هو مقياس لمدى "ارتفاع" أو "رخص" سعر السهم، ويُحسب بناءً على الأرباح المستقبلية المقدرة وليس الأرباح السابقة).

كما سلّطت صحيفة فاينانشال تايمز الضوء على الصعوبات طويلة الأمد التي تواجه الاستثمار في فيتنام من الخارج. ونقلت الصحيفة عن السيد أوينز هوانغ، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة دالتون للاستثمارات، قوله: "قد يستغرق الأمر شهورًا حتى يحصل المستثمرون على رقم التعريف اللازم للسوق، ويضطر الأجانب إلى دفع أسعار أعلى لشراء أسهم بعض الشركات نظرًا لحدود الملكية المفروضة على المستثمرين غير الفيتناميين". وفي إعلانها عن الترقية، أشارت فوتسي أيضًا إلى "محدودية وصول شركات الوساطة العالمية إلى التداول في فيتنام"، وهي نقطة ستُراجع في مراجعة مارس 2026، وفقًا لرويترز ونيكي آسيا.

وبالنظر إلى المستقبل، قالت فاينانشال تايمز وبلومبرج إن فيتنام تضع أهدافا أكبر: ترقيتها إلى وضع السوق الناشئة من قبل MSCI بحلول عام 2030 وترقيتها إلى وضع "السوق الناشئة المتقدمة" من قبل FTSE في نفس الوقت.

يمكن القول إن ترقية مؤشر فوتسي راسل لسوق الأسهم الفيتنامية تُعتبر في نظر الرأي العام الدولي تقديرًا مستحقًا لجهود الإصلاح الاقتصادي والمالي التي تبذلها البلاد. ورغم التحديات التي لا تزال قائمة، إلا أن هذه الخطوة تُعدّ إشارة قوية تُبشّر بفتح صفحة جديدة في سوق رأس المال الفيتنامي، وجذب المزيد من الاهتمام وتدفقات استثمارية أقوى من المجتمع الدولي.

المصدر: https://baotintuc.vn/thi-truong-tien-te/nang-hang-chung-khoan-du-luan-quoc-te-lac-quan-ve-dong-von-ty-usd-20251008130838294.htm