يُنصح المستخدمون بوضع هواتفهم ووجهها لأسفل كلما أمكن. الصورة: جيسون تشون/سي نت . |
أصبح تجاهل الشخص الآخر للتركيز على الهاتف أمرًا شائعًا بشكل متزايد. عندما يقضي الشخص وقتًا مع أصدقائه أو عائلته وينشغل بهاتفه الذكي فقط، ينقطع التواصل. حتى مع وجود الشخص الآخر بالقرب، فإن هذا الانشغال بالمحتوى الرقمي يخلق شعورًا غريبًا بين الأفراد.
يُعتبر قضاء وقت طويل في التحديق بالشاشة، وخاصةً "التمرير المستمر" (التمرير غير المرغوب فيه على الهاتف)، عادة سيئة. لذلك، ينصح الخبراء المستخدمين بإبعاد هواتفهم عن الأنظار عند عدم استخدامها. وإذا كنت بحاجة إلى إبقاء الهاتف في متناول يدك، فضع شاشة الهاتف ووجهها لأسفل.
توفير البطارية وآدابها
وضع هاتفك ووجهه لأسفل له فوائد عملية عديدة. أولًا، عند وضع الشاشة لأسفل، لن يُضيء الهاتف تلقائيًا عند ورود إشعار جديد، مما يُساعد على توفير طاقة البطارية بشكل ملحوظ.
مع أن إشعارًا واحدًا قد لا يُؤثر بشكل كبير على عمر البطارية طوال اليوم، إلا أن إجمالي عدد الإشعارات قد يتراكم بسرعة. خاصةً إذا كانت إشعارات تطبيقات متعددة مُفعّلة لديك أو كنتَ مُشاركًا في مجموعات دردشة نشطة، فقد تُضيء شاشة هاتفك عشرات المرات يوميًا.
ويعتبر هذا الرقم متواضعا مقارنة بمئات الإشعارات التي يتلقاها بعض المستخدمين يوميا، مما يدل على إمكانية استنزاف البطارية بشكل كبير في حالة عدم اتخاذ تدابير الإدارة المناسبة.
![]() |
يمكننا إيقاف إشعارات الهاتف أثناء التواصل مع الآخرين. الصورة: أوسكار غوتيريز/سي نت. |
وضع هاتفك ووجهه لأسفل من آداب التعامل الاجتماعية المهمة . يُظهر هذا احترامًا للطرف الآخر، ويشير إلى عدم تشتيت انتباهك به. فالشاشة المضيئة باستمرار، وخاصةً في الأماكن ذات الإضاءة الخافتة كالمطاعم والحانات، تُزعج الآخرين.
تقول ميشيل ديفيس، أخصائية علم النفس السريري في هيدسبيس: "يُعد التواصل البصري أحد أقوى أشكال التواصل البشري". تُظهر أبحاث علم الأعصاب أنه عندما يتفاعل شخصان وجهًا لوجه، يميل نشاط أدمغتهما إلى التزامن، مما يؤدي إلى تواصل أكثر فعالية وزيادة التعاطف بينهما.
ويقول ديفيس: "يمكن أن يتعطل هذا التزامن المهم بسهولة عندما يتم تحويل الانتباه إلى الهاتف المحمول، حتى ولو للحظة وجيزة".
تقليل امتلاك الهاتف
بالإضافة إلى الأسباب العملية والاجتماعية، هناك عامل شخصي عميق يدفع أيضًا إلى ممارسة وضع الهواتف المحمولة ووجهها لأسفل: المساحة الساحقة التي يشغلها الجهاز في حياة الشخص الشخصية.
هذا ليس مجازيًا فحسب، بل حرفيًا أيضًا. أحجام الهواتف المحمولة تتزايد بشكل يفوق الضرورة. ويتجلى هذا التوجه بشكل خاص عندما لم يعد المستخدمون يفضلون الهواتف الذكية صغيرة الحجم مثل iPhone Mini أو iPhone SE.
الهواتف الذكية ذات الشاشات الكبيرة، على الرغم من أنها تُحسّن عمر البطارية بشكل ملحوظ، إلا أنها تُشكّل خطرًا متزايدًا على تشتيت انتباه المستخدم. وقد أظهرت الدراسات أن الشاشات الكبيرة قد تجذب الانتباه بسهولة إلى عناوين الأخبار المثيرة أو مقاطع الفيديو التي تُشغّل تلقائيًا. وهذا يزيد بشكل مباشر من احتمالية تشتيت انتباه المستخدمين وقضاء وقت طويل على أجهزتهم.
![]() |
يُفضّل المستخدمون بشكل متزايد الهواتف ذات الشاشات الكبيرة. الصورة: Android Police. |
تزداد الهواتف الذكية تطورًا في جذب انتباه المستخدمين والاستحواذ عليه. فقد تجاوزت كونها مجرد أداة تواصل، لتتنافس مباشرةً مع العلاقات الاجتماعية، وأنشطة الترفيه التقليدية كالقراءة ومشاهدة الأفلام، بل وحتى مع العالم الذي يتجاوز الشاشة.
ومع ذلك، هناك طريقة بسيطة وفعالة لتقليل هيمنة الجهاز: قم بقلب الشاشة رأسًا على عقب كلما أمكن ذلك.
مع أن المستخدمين قد لا يتحكمون تمامًا بكل جوانب هواتفهم، إلا أنهم يتحكمون في ما إذا كانت الشاشة تجذب الانتباه باستمرار عند عدم استخدامها. وهذه طريقة عملية للحد من هيمنة التكنولوجيا على حياتنا اليومية.
المصدر: https://znews.vn/ngung-de-ngua-dien-thoai-post1563058.html
تعليق (0)