يجب أن يصبح المعلمون واثقين من أنفسهم ومستقلين وقادرين على تحديث أنفسهم، بحيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون سوى مساعد حكيم ولا يمكنه أن يحل محل دورهم ومكانتهم.
على المعلمين التعلّم وتحديث معارفهم لتجديد أنفسهم. (صورة: مينه هيين) |
في سياق المجتمع الحديث، لا يقتصر تطوير قطاع التعليم على المناهج أو المرافق التعليمية فحسب، بل يعتمد أيضًا بشكل كبير على الكادر التعليمي. فالمعلمون لا يقتصرون على نقل المعرفة فحسب، بل عليهم أيضًا أن يكونوا مبدعين، وأن يبتكروا باستمرار أساليب تدريس تلبي احتياجات التعلم المتزايدة للطلاب. لذلك، يُعد بناء وتطوير فريق من المعلمين المبدعين عاملًا أساسيًا.
لا يقتصر الإبداع في التعليم على تطبيق أساليب تدريس جديدة، بل يشمل أيضًا القدرة على استثمار إمكانات الطلاب وتعظيمها، مما يساعدهم على التطور الشامل في ذكائهم وشخصيتهم. سيهيئ فريق من المعلمين المبدعين بيئة تعليمية نابضة بالحياة، ويجذب الطلاب، ويثير شغفهم واهتمامهم بالتعلم لدى كل طالب.
المعلم المبدع ليس مجرد من يُدرّس من خلال كتاب، بل هو من يتحلى بالمرونة في تطبيق أساليب التدريس، ويجمع بين التكنولوجيا وأدوات دعم التعلم الحديثة. يبحث ويتعلم باستمرار لتحسين جودة التدريس، مما يُنشئ فصولًا شيقة تتخلص من الرتابة والملل.
لتكوين فريق من المعلمين المبدعين، يجب ألا تقتصر برامج تدريب وتطوير المعلمين على الخبرة فحسب، بل يجب أن تشمل أيضًا المهارات التربوية والتفكير الإبداعي والقدرة على توظيف التكنولوجيا في التدريس. يجب أن يكون المعلمون مُلِمّين تمامًا بأساليب التدريس الحديثة، ليتمكنوا من تطبيقها إبداعيًا في الفصل الدراسي. كما يجب على المعلمين أنفسهم التحسين والتجديد باستمرار، ومواكبة أحدث التطورات في التعليم والتكنولوجيا.
يجب على المعلمين تعزيز إبداعهم وبيئة عملهم. تتيح البيئة التعليمية المفتوحة للمعلمين تجربة أساليب تدريس جديدة، وتبادل الأفكار، والتعلم من بعضهم البعض. كما تحتاج المدارس إلى توفير مساحات تتيح للمعلمين التعاون وتبادل الخبرات وتطبيق أساليب جديدة لمساعدة الطلاب على التعلم بشكل أفضل.
لا يمكن بناء وتطوير فريق من المعلمين المبدعين دون دعم السياسات الحكومية وهيئات إدارة التعليم. كما أن الراتب المناسب وفرص التقدم الوظيفي ستشكل دافعًا قويًا للمعلمين للاجتهاد والتمسك بالمهنة.
"فقط عندما نخلق بيئة مناسبة ونشجع الإبداع في التعليم، يمكن لقطاع التعليم أن يلبي متطلبات العصر ويتطور بشكل مستدام." |
من وجهة نظره، يرى الأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام، نائب مدير جامعة التربية (جامعة هانوي الوطنية)، أن نظامنا التعليمي يدخل مرحلة جديدة، متأثرًا بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي. ولذلك، فقد أثر هذا الذكاء الاصطناعي، في بعض جوانبه، على كيفية ترسيخ المجتمع لمكانة المعلمين واحترامهم.
أتاحت التكنولوجيا فرصًا عديدة لكل معلم، وربما غيّرت النهج "الموحد" للتعليم سابقًا - عندما كان التعليم يركز على المعرفة، حيث أصبح دور المعلم مركزًا لها. الآن، لم يعد المعلمون يلعبون دور مركز المعرفة. ومع ذلك، فإنهم يؤدون أدوارًا متعددة، ليس مجرد "معلمي كلمات"، بل يجب أن يتحولوا إلى معلمين ومرشدين وملهمين ومحفزين.
قال الأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام: "الذكاء الاصطناعي أو البرمجيات، مهما بلغت حداثتها، لا يمكنها "تعليم الناس" جيدًا. لأن المعلمين يُعلّمون الطلاب بشخصياتهم الخاصة."
وفقاً للسيد نام، يحتاج المعلمون إلى استعادة مكانتهم المحترمة في المجتمع. على الدولة والوزارات والإدارات والقطاعات أن تتحمل مسؤولية مساعدة المجتمع على فهم وتقدير مساهمات المعلمين وتأثيرهم. كما يجب التركيز على سياسات التعامل والسلوك ليشعر المعلمون بأن مهنتهم تحظى بالاحترام والتقدير. كما يجب أن يصبح المعلمون واثقين من أنفسهم، مستقلين، قادرين على تطوير أنفسهم، حتى يكون الذكاء الاصطناعي مجرد مساعد حكيم لا يمكن أن يحل محلهم.
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج المعلمون إلى تحسين قدراتهم الرقمية، التي تمكنهم من تنظيم محاضرات وأنشطة مهنية توظف الذكاء الاصطناعي وتدمجه كأداة لتحسين الجودة وتحقيق أهدافهم التعليمية. حينها، سيتضح دور المعلمين ومكانتهم أكثر لدى المجتمع.
أكد الأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام: "لا يُمكن تعليم الحب بقراءة بعض التعليقات من برنامج ذكاء اصطناعي. لا يُمكن تكوين الحب إلا من خلال قلوب المعلمين المُحبة".
لكي يصبح المعلمون مبدعين، عليه أن يدرس ويجدد نفسه يوميًا. (صورة: مينه هين) |
لكي يصبح المعلم مُبدعًا، عليه أن يتعلم ويُبدع يوميًا. يُعدّ التعلم الذاتي، واكتشاف أساليب تدريس جديدة، وتحديث المعرفة من مصادر مُختلفة، جزءًا لا غنى عنه من عملية التطوير المهني. في العصر الرقمي، يُساعد استخدام أدوات التعلم الإلكتروني والمنصات الرقمية المعلمين على الوصول إلى العديد من الموارد الجديدة وتحسين أساليبهم التدريسية.
في الدورة الثامنة للجمعية الوطنية، ناقشت الجمعية مشروع قانون المعلمين (20 نوفمبر). وقالت النائبة نجوين تي فيت نغا، من وفد مقاطعة هاي دونغ في الجمعية الوطنية: "إن اللوائح المتعلقة بتدريب المعلمين من المادة 34 إلى المادة 36 تُثقل كاهلهم، فنحن اليوم مجتمع متعلم، يعتمد على التعلم مدى الحياة، ويشجع على الدراسة الذاتية والبحث. يحتاج المعلمون إلى تحسين قدراتهم والدراسة بانتظام. ومع ذلك، لا ينبغي أن يُحوّل هذا المعلمين إلى طلاب في ظل لوائح مُحكمة بشأن التدريب الإلزامي، مما يُزيد من الضغط عليهم".
وفي الوقت نفسه، اقترحت المندوبة نجوين ثي فيت نجا تخفيف اللوائح التي تخلق ضغوطًا على الشهادات والتدريب الإلزامي للمعلمين واللوائح التي تلزم المعلمين بالبحث والدراسة بشكل نشط لتحسين مهاراتهم ومؤهلاتهم لتلبية متطلبات الوظيفة.
إن بناء وتطوير فريق من المعلمين المبدعين عملية طويلة الأمد، تتطلب جهودًا واستثمارات ليس فقط من المعلمين، بل أيضًا من هيئات ومنظمات الإدارة التعليمية. ويشكل هذا الفريق أساسًا متينًا لتطوير التعليم الحديث، إذ يُمكّن الطلاب ليس فقط من اكتساب المعرفة، بل أيضًا من ممارسة التفكير المستقل ومهارات حل المشكلات. ولا يمكن لقطاع التعليم أن يلبي متطلبات العصر ويتطور بشكل مستدام إلا من خلال تهيئة بيئة تعليمية مواتية وتشجيع الإبداع.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)