هل يجوز للطيارين النوم في الرحلات الطويلة عندما تكون الطائرة مليئة بالركاب؟

هل يُسمح للطيارين بالنوم أثناء الرحلات الجوية؟

في الواقع، السماح للطيارين بالنوم على متن الطائرة يساعدهم على الحصول على ما يكفي من الصحة والروح لضمان سلامة الرحلة.

في الآونة الأخيرة، جذبت قضية إيقاف طيارين إندونيسيين عن العمل بسبب نومهما مما تسبب في انحراف الطائرة عن مسارها انتباه الرأي العام.

أوقفت شركة باتيك إير، التابعة لمجموعة ليون الإندونيسية، طيارين اثنين عن العمل بعد أن غلبهما النعاس أثناء قيادة الرحلة 6723، التي كانت تقل 153 راكبا، من مدينة كينداري، بمقاطعة سولاويزي إلى العاصمة جاكرتا في 25 يناير.

وفقًا للجنة الوطنية لسلامة النقل في إندونيسيا (NTSC)، بعد حوالي نصف ساعة من الإقلاع، طلب قائد الطائرة الراحة، فوافق الضابط الأول. تولى الضابط الأول قيادة الطائرة، لكنه غلبه النعاس.

بعد 28 دقيقة من آخر اتصال بين مساعد الطيار ومراقبي الحركة الجوية، استيقظ القبطان ليكتشف أن الطائرة انحرفت عن مسارها الأصلي ولكن لحسن الحظ هبطت بسلام.

في الواقع، تسمح بعض البلدان للطيارين بالنوم في قمرة القيادة، في حين تمنع بلدان أخرى - مثل الولايات المتحدة - هذه الممارسة ولا تسمح بالراحة إلا عند وجود طيار بديل.

عادةً ما يكون للرحلة من الولايات المتحدة إلى أوروبا ثلاثة طيارين. في أي وقت، يكون هناك طياران على الأقل في قمرة القيادة، وثالث في استراحة. أما في الرحلات الأطول، فيكون هناك أربعة طيارين يعملون في فرق من طيارين اثنين.

وقال حسن شهيدي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمؤسسة سلامة الطيران، إن فترات الراحة المجدولة "منظمة بشكل صارم" و"تمثل ممارسة مهمة للرحلات الطويلة".

في الواقع، تختلف اللوائح التي تسمح للطيارين بالراحة أثناء العمل من بلد لآخر. الصورة: بيكساباي

ومع ذلك، هناك نوع آخر من راحة الطيارين - المحظور بموجب لوائح إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية - وهو القيلولة في قمرة القيادة، والمعروفة باسم "الراحة المتحكم فيها".

وتسمح بعض البلدان مثل كندا وأستراليا للطيارين بأخذ "راحة خاضعة للرقابة" في قمرة القيادة، مع متطلبات صارمة للمساعدة في تقليل التعب أثناء الطيران.

توصي منظمة الطيران المدني الدولي (IAU) الطيارين بأخذ قيلولة في قمرة القيادة، إن سُمح لهم بذلك؛ وينطبق هذا عادةً على الرحلات القصيرة التي لا تتوفر فيها أماكن للراحة. في هذه الحالات، يُبلغ الطيار الطاقم بوجود قيلولة، ويُسجل باقي الطاقم دخولهم بعد فترة زمنية محددة.

حتى بالنسبة لشركات الطيران التي تسمح بالقيلولة، فيجب أن يتم ترتيبها بعناية وليس مجرد قيلولة عشوائية.

تنص اللوائح الكندية على أن تكون فترات الراحة المُنظَّمة 45 دقيقة أو أقل، وأن تُقام خلال مدة الرحلة، وأن تنتهي قبل نصف ساعة على الأقل من بدء الهبوط. كما تنص اللوائح على أنه "يُسمح لعضو واحد فقط من أفراد الطاقم بالراحة في أي وقت".

في الوقت نفسه، تفرض إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية قواعد صارمة بشأن الراحة: لا تتجاوز مدة الطيران 30 ساعة في 7 أيام متتالية أو 100 ساعة في الشهر. يجب على الطيارين الحصول على 9 ساعات متتالية من الراحة قبل أي رحلة تقل مدتها عن 8 ساعات، و11 ساعة إذا كانت مدة الرحلة 9 ساعات أو أكثر.

إذا سمح بذلك فكيف ينام الطيارون أثناء الطيران؟

يتوجب على الطيارين التناوب على الراحة أثناء الرحلات الطويلة التي تستغرق ليلاً.

يمكن تقسيم نوم الطيار إلى فئتين: راحة مُتحكّم بها وراحة في الفراش. تشمل الراحة المُتحكّم بها النوم في قمرة القيادة؛ بينما تشمل راحة الفراش مغادرة قمرة القيادة إلى مقصورة الركاب (مقاعد الدرجة الأولى أو درجة رجال الأعمال المخصصة للطيارين) أو إلى منطقة النوم "السرية" المُخصصة لطاقم الطائرة.

هذه ممارسة شائعة ومعيار متبع في قطاع الطيران، إذ ثبت أن النوم يُحسّن سلامة الطيران. وهذا يضمن حصول الطيارين على قسط كافٍ من الراحة واستعدادهم لأصعب مهام الرحلة، مثل الهبوط.

يعد النوم في سرير الطيار أو الراحة المتحكم بها أمرًا شائعًا في الرحلات الجوية الطويلة التي تستغرق وقتًا طويلاً، وخاصة بين الساعة الرابعة والسادسة صباحًا. وفي الطائرات عريضة البدن الطويلة المدى، توجد أسرّة نوم سرية لطاقم الطائرة لا يعلم عنها الركاب.

يجب أن يكون أحد الطيارين على متن الطائرة مستيقظًا دائمًا للتعامل مع المواقف والآلات والمعدات. ومع ذلك، في بعض الرحلات الطويلة، يتواجد حوالي 3 أو 4 طيارين لتوزيع أوقات النوم بشكل مناسب، مما يساعد الجميع على الحصول على قسط كافٍ من الراحة أثناء الرحلة.

بعد الإقلاع بفترة، يستريح الطيار الأول (الذي أقلع للتو) أو ينام لفترة معينة، ثم يُستبدل بطيار آخر. يُوزع وقت العمل المتبقي بالتساوي على الأعضاء حتى حوالي ساعة قبل الهبوط، حيث يجب على الجميع التجمع في قمرة القيادة.

تتيح الراحة المُنظّمة للطيار النوم لمدة تصل إلى 45 دقيقة كلما كان ضغط العمل على متن الطائرة منخفضًا. هذا يُساعد على إبقاء الطيار مُتيقظًا خلال المراحل الأكثر أهمية من الرحلة، وفقًا لموقع Flightdeckfriend.com. مع ذلك، يُفضّل أن تتراوح مدة الراحة المُنظّمة بين 10 و20 دقيقة، بينما قد تُؤدي 30 إلى 60 دقيقة إلى الخمول والغثيان عند الاستيقاظ.

هناك قواعد موضوعة عندما يستريح الطيارون أثناء الطيران، مثل: يجب مناقشة الراحة المتحكم بها من قبل كلا الطيارين ويجب أن ينام أحدهما فقط، ويجب أن يكون الآخر مستيقظًا؛ يجب أن ينام في مقعد الطيار؛ يجب سحب المقعد للخلف من أدوات التحكم.

هناك خطر من أن ينام الطيار المُكلَّف بمهمة. لتجنب ذلك، يجب أن يكون أعضاء الطاقم الآخرون على تواصل دائم مع الطيار. في بعض الطائرات، يوجد زر تحذير في حال عدم استخدام بعض أدوات التحكم لفترة من الوقت.

المصدر: https://giadinh.suckhoedoisong.vn/phi-cong-co-duoc-phep-ngu-trong-nhung-chuyen-bay-dai-may-bay-dang-cho-day-hanh-khach-khong-172240520080150145.htm