خلال تلك المئة عام، تعلقت أجيال عديدة من شعب بليكو ودرسوا ونشأوا. وبالطبع، يحمل كلٌّ منهم في قلبه مشاعر عميقة تجاه هذه الأرض الصغيرة، لكنها هادئة ودافئة.
في قصصٍ كثيرة، كقطعٍ من الزمن مُرتبطةٍ بسلسلةٍ مُترابطةٍ حول بليكو، تركت هذه الأرض أثرًا عاطفيًا عميقًا في نفوس الكثيرين من البعيدين. يعود البعض إلى بليكو مرارًا، ليُعيدوا إحياء شبابهم، في تلك الأيام الصعبة، القاسية، لكنها لا تُنسى، والتي تستحق أن تُعاش.
لقد شهدتُ أصدقاء يجلسون لساعاتٍ ليسردوا تلك الأيام. عندما كانت حرب المقاومة الوطنية ضد الولايات المتحدة في أوجها، في بليكو، كانت المطارات العسكرية والمواقع والثكنات... تهدر تحت وطأة أقدام الجنود. ثم امتزج ذلك بغبار أحمر وأشجار صنوبر خضراء ومنحدرات ناعمة كأوشحة في الضباب. فلا عجب أن الشاعر فو هو دينه، بعد زيارة حبيبته عام ١٩٧٠، كتب: "لا يزال هناك ما نتذكره" عن بليكو في ذلك الوقت.

يعود بعض الناس أيضًا إلى بليكو لتوسيع آفاقهم نحو الماضي. يستعيرون الدراجات النارية وينزلون إلى القرية لاستكشاف المرتفعات الوسطى البكر والهادئة التي أسرتهم في الماضي. تضم بليكو الجبال والتلال، والحقول، والمدن، وقرى جراي.
في إطار الحفاظ على القيم الثقافية التقليدية لشعب بليكو، ليس من الصعب العثور على مساحات تحمل الطابع الثقافي المميز لشعب بليكو، مليئة بالسحر. في صباحات بليكو الباكرة، يُشعرك الجلوس بهدوء مع فنجان من القهوة تحت حفيف أشجار الصنوبر في قلب المدينة، في الهواء البارد، بسعادة لا تُضاهى.
أما من وُلدوا ونشأوا في بليكو، ويتعلقون بها، فيصعب وصف مدى حبهم لهذه الأرض الجبلية. لديّ أصدقاء قدامى، ينتمون إلى الجيل الأول من المثقفين في بليكو، قضوا سنوات طويلة يُكرّسون فيها شبابهم وذكاءهم بشغف. يعرفون كل زاوية شارع، وكل زقاق، وكل متجر... كل حدث مرّ عليهم، يحفظونه عن ظهر قلب.
أحيانًا، عندما أجد وقتًا، أحب الجلوس والاستماع إليهم وهم يروون قصصًا قديمة في قلب بليكو، مختبئين بهدوء بين الضباب والغيوم طوال العام. تأثرتُ بشدة ذات مرة عندما راسلني صديق يطلب بعض الصور التي التقطتها لبليكو في الضباب، لتوضيح منشور على وسائل التواصل الاجتماعي. لأنني أدرك أنه فقط بحب عميق يمكن للمرء أن يكتب مثل هذه الكلمات الصادقة ويتذكر كل لحظة من بليكو بهذه الطريقة.
وحتى أنا. أتيحت لي فرصٌ لاختيار العيش في مكانٍ آخر، لكن بليكو كانت دائمًا خيارًا أولويًا، حتى أنني أعتقد دائمًا أنني خُلقتُ لأتعلق بهذه الأرض، لا بأي مكانٍ آخر.
أنا بمثابة حلقة وصل بين بليكو القديمة وبليكو الحديثة. أتنقل بين الماضي والحاضر من خلال قصص أصدقائي. يلتقي الناس من البعيدين، من قلب بليكو، عند نقطة مشتركة، وهي عاطفة الحب الصادقة تجاه بلدة بليكو الصغيرة.
وبعد مئة عام من الآن، ربما لن يتمكن الناس من تخيل ما كانت عليه بليكو في الماضي إلا من خلال الصور والكتب. لكنني أؤمن بأن هذه الأرض ستجلب للناس دائمًا شعورًا بالسلام والسكينة.
المصدر: https://baogialai.com.vn/pleiku-mien-nho-post330328.html
تعليق (0)