تشكل حادثة استخدام أحد المرشحين للذكاء الاصطناعي للغش في امتحان التخرج من المدرسة الثانوية لعام 2025 نقطة تحول جديدة وتحديًا في إدارة الامتحانات.
مزامنة السياسة والتكنولوجيا
قال الدكتور نجوين مينه جيام، أستاذ التربية في جامعة ثو داو موت (مدينة هو تشي منه)، إن حادثة استخدام المرشحين للذكاء الاصطناعي للغش في امتحان التخرج من المدرسة الثانوية تُنذر بكيفية إدارة الامتحانات في العصر الرقمي. وتُظهر هذه الحادثة بوضوح أن التكنولوجيا تُغير طريقة تعلم الطلاب وأدائهم للامتحانات وتفكيرهم.
للاستجابة، يحتاج قطاع التعليم إلى تحديث سياساته وتقنياته بشكل متزامن. أولًا، وضع لوائح واضحة بشأن استخدام التكنولوجيا في التعلم والامتحانات؛ وفي الوقت نفسه، زيادة معدات وبرامج المراقبة الحديثة في الامتحانات.
مع ذلك، من الأهم تثقيف الطلاب حول أخلاقيات التكنولوجيا الرقمية والمسؤولية الشخصية، وتوخي الحذر عند استخدام الذكاء الاصطناعي. فهو مجرد أداة لدعم التعلم، وليس وسيلة للغش. فبدون تزويد الطلاب بالمهارات الرقمية والشعور بالنزاهة الأكاديمية في مرحلة مبكرة، قد يحدث الغش بأشكال أكثر تعقيدًا، مهما كانت الرقابة دقيقة.
بالإضافة إلى ذلك، من الضروري تطوير طريقة تنظيم الامتحانات تدريجيًا، مما يُخفف الضغط على امتحان/جلسة واحدة. وينبغي توسيع نطاق نماذج التقييم، مثل المشاريع والواجبات الجماعية ومنتجات التعلم الفردية، لمساعدة الطلاب على إظهار قدراتهم الحقيقية والحد من دافعية الغش.
هذا هو تقييم العملية التعليمية بأكملها للطلاب مع الجمع بين الأسرة والمدرسة ومنصات إدارة التقييم الدوري التابعة لوزارة التربية والتعليم ويتم تحديثه باستمرار لنظام الإدارة والتقييم بوزارة التربية والتعليم .
وفقًا للأستاذ المشارك الدكتور تران ثانه نام - نائب مدير جامعة التعليم (جامعة فيتنام الوطنية ، هانوي )، للرد على الغش في الامتحانات باستخدام الذكاء الاصطناعي والاستعداد لنظام تعليمي جديد، يجب أن يكون هناك حل متزامن على 3 ركائز: التعليم والتكنولوجيا واللوائح.
تحديدًا، بناء التعلم لإتقانه، أي التعلم الحقيقي لبناء مسيرة مهنية مستدامة، بدلًا من التعلم لاجتياز الامتحانات. تحسين قدرات المتعلمين في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أخلاقيات التكنولوجيا؛ وتثقيفهم وتعزيز مهارات التعلم مدى الحياة والتفكير النقدي. أما فيما يتعلق بالتكنولوجيا، فيتمثل في تطبيق الذكاء الاصطناعي لمراقبة السلوك في قاعة الامتحان؛ وتطوير منصات امتحانات رقمية ذات تحكم صارم في الوصول إلى البيانات.
فيما يتعلق باللوائح، من الضروري تحديث اللوائح المتعلقة بالغش باستخدام التكنولوجيا المتطورة. وتحديدًا، تغيير هيكل الامتحان، من تقييم الذاكرة والفهم إلى تقييم التحليل والتفكير النقدي والإبداع؛ وتغيير الإجابات من الصواب والخطأ فقط إلى الإبداع ووجهات النظر النقدية الفريدة. وفي الوقت نفسه، نشر نظام تقييم مرن ومتنوع يعتمد على العملية، مع معلومات من السجلات الرقمية، وواجبات المشاريع، وملاحظات الزملاء.

وفقًا للدكتور نجو ثي هوانج فان، من كلية الأحياء - الزراعة - البيئة، جامعة التربية، جامعة دانانج، للرد على السلوكيات الاحتيالية باستخدام الذكاء الاصطناعي، نحتاج إلى التصرف في اتجاهين متوازيين:
أولاً، ثمة حاجة ملحة إلى حلول عاجلة لحماية نزاهة الامتحانات. من الضروري تطوير نظام الأمان باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي: من اكتشاف الأجهزة الذكية، وحجب الإشارات غير الطبيعية، إلى تحليل السلوك داخل قاعة الامتحان.
في الوقت نفسه، نحتاج إلى بناء إطار قانوني واضح، وتحديد المسؤوليات بوضوح، وفرض عقوبات محددة على الغش باستخدام التكنولوجيا المتطورة. مع ذلك، لا تكفي التقنيات والانضباط وحدهما. والأهم من ذلك، نحتاج إلى تثقيف الطلاب حول الأخلاقيات الأكاديمية، مع التأكيد على أن "الدراسة هي لتنمية الإنسان"، وليس فقط للتعامل مع الامتحانات.
ثانيًا، إصلاحات طويلة المدى تهدف إلى إعادة تصميم التقييم وتطوير كفاءات المتعلمين. بدلًا من الاعتماد على الاختبارات المعيارية التقليدية التي يسهل على الذكاء الاصطناعي تجاوزها، نحتاج إلى تعزيز التقييمات التكوينية، والتقييمات من خلال المنتجات العملية، ومشاريع التعلم، ومهارات حل المشكلات.
وفي الوقت نفسه، يجب إدراج الذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية كأداة تعليمية نشطة، لمساعدة الطلاب على تطوير التفكير النقدي والمهارات الرقمية والقدرة على تقييم موثوقية المعلومات - وهي مهارات حيوية في العصر الرقمي.

متطلبات جديدة لتقييم كفاءة المتعلم
"إن ظاهرة استخدام الذكاء الاصطناعي للغش في امتحان التخرج من المدرسة الثانوية لا تثير قضية إدارة الامتحان فحسب، بل تجعلني أيضًا أفكر بشكل أعمق في كيفية تقييم قدرات المتعلمين في عصر الذكاء الاصطناعي"، قال الدكتور نجو ثي هوانج فان، في سياقه الحالي، لا يزال امتحان التخرج من المدرسة الثانوية يلعب دورًا مهمًا ويؤدي وظيفة الفحص بشكل جيد، مما يضمن مستوى المعرفة العامة، وفي الوقت نفسه يعمل كأساس للقبول الجامعي.
مع ذلك، في ظل التطور التكنولوجي القوي وتزايد شيوع الذكاء الاصطناعي، سيصبح الاعتماد على نتائج اختبار واحد فقط لتقييم المتعلمين بشكل شامل غير كافٍ تدريجيًا. إذ أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي الآن دعم المستخدمين في الكتابة، وحل المسائل الرياضية، والبرمجة، وحتى محاكاة أسلوب الكتابة البشرية. وهذا يجعل التقييم القائم على المنتج النهائي (الأوراق والإجابات) عرضة للاستبدال بشكل متزايد في حال عدم وجود عوامل ترصد عملية التعلم الفعلية وتعكسها.
ومن هنا، وفقًا للدكتورة نجو ثي هوانج فان، من الضروري تحويل التركيز في التقييم من "المنتج" إلى "العملية" - وهذا يعني عدم الاهتمام بما يصنعه الطلاب فحسب، بل أيضًا بكيفية قيامهم بذلك، وكيف يفكرون، وكيف يجادلون، ومدى قدرتهم على تطبيقه.
ستصبح أساليب مثل تقييم التعلم، والعمل على المشاريع، والعروض التقديمية، والتعاون الجماعي، والنقد متعدد الأبعاد... أكثر عمليةً ويصعب استبدالها. علاوةً على ذلك، لا ينبغي اعتبار الذكاء الاصطناعي منافسًا في التقييم، بل أداةً لدعم المعلمين والمتعلمين.
ما نحتاجه هو تطوير أساليب تقييم لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يحل محل التفكير البشري والقيم الأخلاقية والإبداع. بمعنى آخر، يجب أن يتحول التقييم في عصر الذكاء الاصطناعي من "اختبار الذاكرة" إلى "تحفيز التفكير، وتقييم القدرة على العمل والنضج". هذه أمور، مهما بلغ الذكاء الاصطناعي من تقدم، لا يزال البشر بحاجة إلى تطويرها؛ ليس فقط للعيش مع الذكاء الاصطناعي، بل أيضًا للعيش بشجاعة وكرامة في عالم يتغير يوميًا، كما أشار الدكتور نغو ثي هوانغ فان.
وشاطرًا الرأي، قال الدكتور نجوين مينه جيام إنه في عصر الذكاء الاصطناعي، ليس المهم هو كمّ ما يتذكره الطلاب، بل مدى فهمهم للجوهر، وقدرتهم على النقاش، والإبداع، وحل المشكلات. لذلك، يجب أن يركز التقييم على العملية، لا على النتائج فقط. لذلك، من الضروري الانتقال إلى تقييم شامل للقدرات، يجمع بين عملية التعلم والمنتجات الفعلية.
يجب أن يكون هناك نظام لتقييم عملية تعلم المتعلمين، بدءًا من وزارة التربية والتعليم والتدريب، مرورًا بإدارات التربية والتعليم، ووصولًا إلى المدارس المتصلة بالإنترنت. فعندما يُقيّم المتعلمون تقييمًا سليمًا، سيكتسبون الدافع للتعلم الحقيقي، والعيش بصدق، والنضج الحقيقي.
وقال الدكتور نجوين مينه جيام: "إن الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدًا، ولكن يجب النظر إليه باعتباره فرصة استراتيجية لإعادة هيكلة النظام التعليمي، وبناء تعليم يركز على المتعلم، والتطوير في اتجاه شخصي، وضمان العدالة، وتعزيز الإبداع، والاستعداد للتكامل العميق مع العالم الرقمي".
"نحن بحاجة إلى تصور وبناء تعليم جديد، حيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء البشري بل يرافقه؛ حيث لا يمتص الطلاب بشكل سلبي بل يكونون مبدعين بشكل استباقي؛ حيث لا يقيس التقييم المعرفة فحسب، بل يعكس أيضًا الأخلاق والمهارات والقدرة على التكيف.
إن حادثة الغش في الذكاء الاصطناعي ليست مجرد حادثة عابرة، بل هي تحذيرٌ بضرورة الابتكار بشكل أسرع وأكثر قوةً وشمولية. إن مكافحة الغش ضرورية، والأهم من ذلك، ضرورة إعادة تعريف هدف التعليم: ليس مجرد الحصول على درجات عالية، بل أن نصبح أشخاصًا طيبين، معتمدين على أنفسهم، ومسؤولين في عصر الذكاء الاصطناعي. - د. نجو ثي هوانغ فان
المصدر: https://giaoducthoidai.vn/quan-ly-thi-cu-trong-ky-nguyen-so-ba-tru-cot-hoa-giai-thach-thuc-post738198.html
تعليق (0)