سكنت المحادثة القصيرة بين الأم وابنتها قلبي سكونًا غريبًا. ربما لم أقدر قط اللحظات التي قضيتها مع عائلتي بهذا القدر. ثلاث سنوات من البعد عن الوطن، أسعى وراء ما يُسمى حلمًا، وأسلك طريقًا فنيًا، لكني نسيت ما يُسمى عائلة. ثلاث سنوات من الدراسة بعيدًا عن الوطن، بالنسبة للجميع، العودة إلى الوطن في رأس السنة القمرية الجديدة سهلة وبسيطة، أما أنا، فهي عالمٌ من الشوق.
يتطلع الأطفال الصغار إلى كل لحظة، وكل ثانية، للعودة إلى دفء منزلهم، ليحتضنوا آباءهم ويخبروهم عن إحباطاتهم في الحياة، وعن إنجازاتهم، وعن رحلاتهم التي لا تُنسى. ماذا عن الآباء؟ إنهم أيضًا يتطلعون إلى عودة أبنائهم كل يوم. طوال العام، يعملون بجد، ويقلقون بشأن كل وجبة، ويربون أبنائهم على الدراسة، ولا يمر يوم إلا ويتطلع فيه الآباء إلى أبنائهم. يبدو أن وعد بعضهم البعض بوجبة عائلية في لمّ شمل سهل، ولكنه في الواقع صعب للغاية.
أتذكر عندما كنت طفلاً، كلما حل عيد تيت، كنت أتحدث مع أمي وأطلب منها أن تأخذني إلى السوق لشراء بعض الأشياء. كنت أذهب إلى السوق لشراء الجمبري والسمك واللحوم لإعداد أطباق خاصة، وبعض أوراق الدونغ لتغليف بان تشونغ. أتذكر ذلك بغرابة شديدة. عندما كنت أذهب مع أمي، كنت أتوقف عند المتاجر لشراء بان لوك وبان بيو وبعض أصابع العجين المقلي قبل العودة إلى المنزل. أحيانًا كنت أشتري بعض الوجبات الخفيفة لإخوتي الصغار. في كل مرة كهذه، كان والدي في المنزل يتذمر مني ومن أمي بسبب غيابنا لفترة طويلة. كنت أبتسم فقط. كان الأطفال في المنزل سعداء لأن والدتهم اشترت لهم بان تشونغ.
بقي الإخوة الأصغر سنًا في المنزل مع أبي، يساعدون في تنظيف المنزل وتزيين أشجار البونساي. بعد عودتي من السوق، شمرتُ عن ساعديهم أيضًا. أحدهم مسح الأرض، والآخر كنّس القمامة، والثالث رتّب الطاولة والكراسي الطويلة في المنزل الذي كنا نعتبره كابوسًا. ضحكت الأخوات وتحدثن بحماس وسعادة بالغة. هذا العام، ذهب أبي إلى سوق البونساي مبكرًا، فاختار شجرة خوخ كبيرة ذات جذع كبير. قلّمها أبي، وزيّنها بأظرف نقود ملونة تجلب الحظ، وبعض كرات السلام، متمنيًا للعائلة كل التوفيق في العام الجديد.
في كل ربيع، كانت والدتي تذهب إلى المطبخ لتحضير وجبة عشاء ليلة رأس السنة لتجمع جميع أفراد الأسرة معًا. في كل عام، كانت صينية الطعام تحتوي دائمًا على اللحم المطهو ببطء الذي تحبه أختي، ولحم تاي بينه الغني الذي يطبخه والدي، وحساء الجذور بالروبيان الذي كنت أرغب فيه. فقط مع حلول الشتاء، كانت والدتي تذهب إلى الفناء الخلفي لحفر أكبر الجذور وأكثرها صلابة لصنع الحساء. كان أعمامي الذين يعيشون بعيدًا يمزحون كثيرًا قائلين إنه عصيدة تقدم مع الأرز، ولكنه الأفضل. أفتقد حساء الجذور كثيرًا. لأنني سافرت في كل مكان، وأكلت العديد من الأطباق اللذيذة والفريدة من نوعها، لكنني لا أستطيع أبدًا أن أنسى حساء الجذور الذي أعدته والدتي. كانت والدتي تختار حساء الجذور بعناية، وتبشره لطهيه مع روبيان النهر المطحون. كانت تلك ألذ وجبة عشاء ليلة رأس السنة وأكثرها راحة في العائلة.
كانت تلك الوجبة هي الوجبة التي تشاركنا فيها ما أنجزناه في السنوات الماضية، وما فاتنا، وأهدافنا للعام الجديد. كانت تلك الوجبة مليئة بالضحك، والجدال على الطعام، والتناحر على من يقدم الأرز لوالدينا. أفتقد الأيام التي كنت أساعد فيها أمي في الطبخ وأغسل أكوام الأطباق عند تناول الطعام في بيوت الأقارب. أفتقدهم كثيرًا!
أتجول، أعيش في أماكن عديدة، آكل وأشرب بحرية، أنام وأنا متعب، آكل وأنا جائع، لكني لا أسمع أبدًا توبيخ أمي وتعنيفها، ولا عزاء أبي وتهدئته. أحيانًا كل ما أشتهيه هو وجبة - ما يُسمى وجبة عائلية.
لم يمضِ على عودتي إلى الوطن سوى أيام قليلة، لكنها خلّفت فيّ مشاعر جمّة. عودتي إلى المنزل، وتناولي الطعام والنوم مع والديّ، ورؤيتهما في حالة صحية سيئة، وشعرهما المشوب بالشيب، أحزنني ذلك. هل والداي طاعنان في السن حقًا؟
يعتقد الكثيرون أن رأس السنة القمرية الجديدة هو وقت الراحة، والذهاب إلى أماكن هادئة، والسفر بعد شهور من العمل الشاق. لكن... ربما يكون المنزل هو المكان الأكثر هدوءًا. لا يزال الأهل ينتظرون عودتنا.
من لا يزال لديه منزل وعائلة فليعود مع حلول رأس السنة، لأن آباءه ما زالوا ينتظرون عودتنا. الأطفال الذين يعيشون بعيدًا عن منازلهم يتوقون إلى وجبات عائلية، ويشتاقون إلى مشهد الاحتفال بليلة رأس السنة مع آبائهم، والتجمع لتغليف الكعكات والعناية بها. في كثير من الأحيان، رؤية الناس يعودون إلى عائلاتهم تجعلني أشعر بنفس الشعور. كما أشعر أنني محظوظ جدًا لأنني ما زلت أملك عائلتي التي أعتمد عليها.
ثلاث سنواتٍ غائبة عن الوطن، ثلاث سنواتٍ دون أن أتمكن من العودة إليه بمناسبة رأس السنة القمرية الجديدة، دون أن أعانق والديّ. عامٌ آخر على وشك أن ينقضي، وما زالت ذكرياتٌ جميلةٌ كثيرةٌ عالقةٌ في ذهني. عليّ أن أبذل جهدًا أكبر، وأن أتحلى بعزيمةٍ أكبر لأُكمل عملي على أكمل وجه، حتى أعود إلى عائلتي الحبيبة. رأس السنة القمرية الجديدة قادم، فليغتنم الجميع فرصة العودة، فلا تدع والديك ينتظران. أتمنى لكم رأس سنةٍ دافئةً وسعيدةً مع عائلاتكم.
هوانغ ثي كام الخميس
بلدة دييم ديين - منطقة تاي ثوي - مقاطعة تاي بينه
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)