رغم أن السوق أظهر مؤشرات تفاؤلية بعد زوال ضغط البيع، إلا أن المؤشر العام تعافى تدريجيًا، بل وارتفع بشكل جيد، ولكن لتأكيد وصوله إلى نقطة التوازن، قيّم السوق بأكمله تقريبًا الوضع بأنه لم يصل إليها. لذلك، استمرت حالة الركود في جلسة التداول الصباحية الأولى من شهر أكتوبر.
إلى جانب تذبذب المؤشر العام في نطاق ضيق حول المستوى المرجعي، لا تزال السيولة هي العامل الأبرز الذي يجذب انتباه المستثمرين. فهذه هي الجلسة السادسة على التوالي، حيث يتناقص حجم التداول تدريجيًا مقارنةً بالجلسة السابقة. حتى جلسة أمس (2 أكتوبر) شهدت خسائر، حيث وصلت قيمة التداول في سوق HSX إلى حوالي 11.5 تريليون دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى لها في الأشهر الخمسة الماضية. كما انخفض حجم التداول في جلسة أمس بشكل حاد مقارنةً بمتوسط 20 جلسة. يُظهر نقص السيولة أن الجلستين الأخيرتين اللتين شهدتا ارتفاعًا في الأسعار لم تتمكنا من تحقيق زخم كافٍ للانطلاق، لذا لا يزال الاتجاه الصعودي يميل نحو الانتعاش الفني.
تدعم العوامل الاقتصادية الكلية توقعات تعافي السوق قريبًا، بينما تحتاج العوامل الفنية إلى انتظار تطورات أخرى في أسبوع التداول الأول من أكتوبر لتحديد اتجاه السوق. على صعيد العوامل الاقتصادية الكلية، يبقى سعر الصرف عند مستوى مرتفع، وإن كان أقل مما كان عليه في عام ٢٠٢٢. ومع ذلك، سيتعزز موقف البنك المركزي في عام ٢٠٢٣ بفضل احتياطيات النقد الأجنبي الإضافية في الأشهر الأولى من العام. إضافةً إلى ذلك، تُعدّ أسعار الفائدة المنخفضة عاملاً داعمًا لسوق الأسهم، مع احتمال عدم رفع البنك المركزي لأسعار الفائدة حتى نهاية عام ٢٠٢٤.
يعود الانخفاض الحاد في السوق بشكل رئيسي إلى تأثير الأخبار السلبية على معنويات المستثمرين، وضغوط تداول الديون بالهامش، وإعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية لتثبيت صافي قيمة أصول صناديق الاستثمار، وغيرها. وتعمل الحكومة على دمج سياساتها النقدية والمالية لدعم الاقتصاد . لذلك، وبغض النظر عن العوامل الفنية قصيرة الأجل، تُمثل هذه فرصة شراء جيدة لتحقيق هدف نهاية العام.
في ظل التطورات الحالية، من المرجح أن يشهد المؤشر تذبذبًا حادًا هذا الأسبوع لتأكيد قدرته على مواصلة التعافي. ولا يزال خبراء شركة TVSI للأوراق المالية يرون أن المؤشر يُشكل منطقة تراكم أفقية حول مستوى 1,150 نقطة الحالي، ليشكل قاعدة سعرية جديدة ويواصل التعافي. أما المقاومة القوية التي يستهدفها المؤشر في مرحلة التعافي المتوقعة، فهي منطقة التقارب بين متوسط 50 جلسة ومنطقة التراكم القصير قبل أن يتراجع حول نطاق 1,200-1,215 نقطة.
تعتقد شركة يوانتا فيتنام للأوراق المالية أن مؤشر فيتنام قد يتذبذب حول المتوسط المتحرك لـ 100 جلسة، وأن السوق قد يعود إلى اتجاه هبوطي في الجلسة القادمة. بشكل عام، لا يزال المستثمرون قلقين بشأن تطورات السوق الحالية، ولا يزال السوق في مرحلة انتعاش فني. تجدر الإشارة إلى أن ضعف الطلب حال دون انتعاش قوي للسوق، لذا لا يزال خبراء يوانتا مترددين بشأن مرحلة التعافي هذه في ظل غياب نقطة شراء آمنة.
تشاطر شركة فيتكوم بنك للأوراق المالية (VCBS) الرأي نفسه، إذ علّقت قائلةً إنه على الرغم من استمرار تذبذب السوق بشكل عام وعدم وضوح اتجاهه قصير الأجل، إلا أن التمايز لا يزال واضحًا، ويبحث المستثمرون عن أسهم فردية. يُنصح مستثمرو الأجل القصير باستغلال جلسات التداول المتصاعدة لإعادة هيكلة محافظهم الاستثمارية وتقليصها، أو توزيع استثماراتهم للوصول إلى أدنى مستوياتها والاستمرار في الصعود، بنسبة منخفضة تتراوح بين 10% و25% من إجمالي استثماراتهم في أسهم القطاعات التي تميل إلى التعافي بشكل أفضل من السوق.
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)