بعد أقل من عامين من سلسلة من الأيام الصعبة تحت قيادة المدربين السابقين وإعادة الهيكلة المكلفة والمعقدة، فاجأ تشيلسي عالم كرة القدم بالفوز بكأس العالم للأندية 2025.
التغلب على الشك
قبل انطلاق البطولة، لم يكن تشيلسي من أبرز المرشحين. بعد موسم 2023-2024 الخالي من الألقاب، وانتهاء الموسم خارج المراكز الأربعة الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، سيشارك الفريق اللندني في كأس العالم للأندية FIFA 2025 فقط بصفته بطل دوري أبطال أوروبا UEFA 2021 (وفقًا للقواعد، يُسمح لأبطال أوروبا من 2021 إلى 2024 بالمشاركة في البطولة).
المدرب إنزو ماريسكا يجلب مظهرًا جديدًا ورغبة في الفوز إلى تشيلسي (صورة: الفيفا)
لقب دوري أبطال أوروبا هذا قديم جدًا، ناهيك عن أن تشيلسي شهد منذ ذلك الحين تغييرات لا حصر لها، بدءًا من دكة البدلاء وصولًا إلى تشكيلة اللاعبين. لم يتبلور "البلوز" تدريجيًا بمظهر شاب وطموح إلا بعد تعيين المدرب إنزو ماريسكا في صيف 2024.
بعد عام واحد فقط من توليه المسؤولية، ترك المدرب إنزو ماريسكا بصمةً بارزةً في أسلوب لعبه وإنجازاته. بنى المدرب الإيطالي نظامًا تكتيكيًا مرنًا، يجمع بين التحكم الحديث بالكرة والقدرة على تغيير المراكز بسرعة. حتى أن الصحافة الإسبانية علّقت مازحةً بأن سر ماريسكا لا يتجاوز إجبار اللاعبين على "الركض أكثر... والركض معًا".
بفضل تحويل لاعبيه إلى وحدة متحدة وحيوية، يضغطون باستمرار على كل نقطة ضغط في الملعب، ويدافعون بثبات وينظمون هجمات فعّالة، نجح المدرب إنزو ماريسكا في بناء فريق تشيلسي متماسك بلاعبين أساسيين موزعين على ثلاثة خطوط. كما طبّق بمرونة تكتيكات مناسبة لكل خصم، تاركًا حتى زميله المخضرم لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، عاجزًا عن الرد في النهائي.
ساعد هدفان من كول بالمر وهدف الفوز في وقت متأخر من الشوط الأول من جواو بيدرو تشيلسي على الفوز بلقب كأس العالم للأندية FIFA للمرة الثانية في تاريخه، بعد فوزه بالنسخة السابقة في عام 2021. لم يكن هذا مجرد فوز بسيط، بل كان إعلانًا عن فريق شاب وشجاع، مستعد للصعود بقوة على خريطة كرة القدم الأوروبية والعالمية.
نقطة تحول مهمة
لم يلجأ تشيلسي إلى أسلوبه الدفاعي القائم على الهجمات المرتدة، الذي أصبح سمته المميزة، بل شنّ هجومًا استباقيًا فور صافرة البداية، ضاغطًا على باريس سان جيرمان حتى الاختناق. ولم يكن ذلك تهورًا من فريق غير مرشح للفوز، بل زاد تشيلسي الضغط وسجل هدفين متتاليين في غضون ثماني دقائق بأداء رائع من "القاتل ذو الوجه البارد" كول بالمر.
فجأةً، أصبح الضغط العالي للفريق الإنجليزي، وتسارعه الشديد، وتمريراته الطويلة على الأطراف، مشكلةً لباريس سان جيرمان. وقع الفريق ضحية هذا الإيقاع المزعج، ثم استقبل هدفًا ثالثًا في نهاية الشوط الأول عن طريق جواو بيدرو، كاد أن يعجز عن تعويضه، رغم أن الشوط الثاني كان لا يزال متقدمًا.
حوّلت سلسلة من التغييرات من كلا الفريقين الشوط الثاني إلى معركة ذكاء وقوة، حيث بدت علامات العجز واضحة على وجوه كل لاعب من لاعبي باريس سان جيرمان. لم تنجح تسديدات كرافاتسخيليا وديمبيلي وديزاير دويه وفيتينيا على المرمى في تجاوز حارس مرمى تشيلسي روبرت سانشيز، بينما على الجانب الآخر من الملعب، كان على "الرجل العنكبوت" دوناروما إظهار موهبته لإنقاذ الفريق الفرنسي عدة مرات.
دخل تشيلسي البطولة بكثير من الشكوك والقلق، وزادت مخاوفه بعد هزيمته الساحقة 3-1 أمام فلامنغو في دور المجموعات. أجبر هذا التعثر "البلوز" على تغيير أسلوب لعبهم، وشهد الجمهور العودة المذهلة للمدرب ماريسكا وفريقه. تغلبوا على بنفيكا في مباراة استمرت قرابة أربع ساعات في دور الستة عشر، وهزموا خصمين من أمريكا الجنوبية، بالميراس وفلومينينسي، في طريقهم إلى النهائي بفضل شجاعة وإصرار الفريق الشاب.
بفوزه على باريس سان جيرمان، المرشح شبه المثالي، بنتيجة 3-0 في النهائي، أصبح تشيلسي أول فريق إنجليزي يفوز بلقب كبير من بطولات FIFA في ظل النظام الجديد. كانت هذه نقطة تحول مهمة، إذ شهدت عودة تشيلسي إلى الساحة الدولية بعد سنوات من الكفاح لإعادة بناء الفريق تحت قيادة المليارديرين تود بوهلي وبهداد إغبالي.
يُتيح لقب البطولة وجوائزها المالية التي تزيد عن 100 مليون دولار أمريكي فرصةً قويةً لتشيلسي للوصول إلى آفاقٍ جديدةٍ في الموسم المقبل بتشكيلةٍ شابةٍ وغنيةٍ ومُخططةٍ جيدًا، مُستعدةٍ لبلوغ أهدافٍ بعيدةٍ مثل الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. كأس العالم للأندية 2025 ليست مجرد لقبٍ فحسب، بل هي أيضًا رمزٌ للنهضة والإيمان والطموح.
المصدر: https://nld.com.vn/the-luc-moi-mang-ten-chelsea-196250714201118847.htm
تعليق (0)