مساء السبت، همست ابنتي ذات التسعة عشر عامًا لأبيها: "أبي، من فضلك أعطني بعض المال لشراء ملابس جديدة". تدخلت أختي الكبرى، التي كانت تُتصفح هاتفها القريب، قائلةً: "وأنا أيضًا". حوّل زوجي مليونًا لكلٍّ منا. عصر الأحد، قبل العودة إلى الغرفة المستأجرة للذهاب إلى المدرسة في بداية الأسبوع، همست ابنتي الكبرى: "أبي، عليّ دفع مليوني دولار لإيجار الشهر القادم". انتهزت أختي الصغرى الفرصة أيضًا لتطلب هذا المبلغ، ولكن لثلاثة أشهر.
حكّ زوجي رأسه وتنهد، لا يكسب مالًا بل ينفقه ببذخ. اضطررتُ لإضافة جملة أخرى لإسكات والد الأطفال: "هل انتهيتَ من دفع ما يقارب 70 مليون دونج رسومًا دراسية للأطفال في بداية العام؟"
لديّ ثلاثة أطفال، أكبرهم في سنته الأخيرة بجامعة خاصة، وابنتي الثانية في سنتها الثانية بجامعة اللغات الأجنبية (جامعة هانوي الوطنية)، وأصغرهم على وشك إنهاء المرحلة الثانوية. كثيرًا ما يُشيد الكثيرون بعائلتي لامتلاكها ثلاثة أطفال مطيعين ووسيمين، مما يجعل والديهم فخورين. لكن في الواقع، منذ أن ربينا أطفالنا للذهاب إلى الجامعة، انشغلنا أنا وزوجي كثيرًا، وأحيانًا ما كنا نشعر بالقلق بشأن المال، مما أدى إلى إصابتنا بالصداع وطنين الأذن.
تربية طفلٍ للدراسة الجامعية هذه الأيام مكلفةٌ للغاية. يُكلّف كل طفلٍ تقريبًا أكثر من 100 مليون دولار سنويًا، بينما يعاني الزوجان في الريف من ضآلة الدخل وعدم القدرة على ادخار الكثير من المال.
رسوم الدراسة وحدها تُكلفني حوالي 30 مليون دونج سنويًا لكل طفل، والإيجار الشهري حوالي مليوني دونج لكل طفل (شاملًا الكهرباء والماء والإنترنت)، وحوالي مليوني دونج للطعام. هذا فضلًا عن الغاز وفواتير الهاتف والملابس ومستحضرات التجميل، وأحيانًا يطلب أطفالي المال لصبغ شعرهم وتصفيفه وشراء ملابس نسائية...
بالإضافة إلى ذلك، مع بدء العام الدراسي الجديد، اضطر الابن الأكبر إلى شراء دراجة نارية بمبلغ 28 مليون دونج. وعندما رأى الابن الثاني إرهاق والديه، قال إنه سيستقل الحافلة. لكن في الأسبوع الماضي، طلب شراء دراجة نارية ليتمكن من حضور دروس الآيلتس بسهولة ويجد عملاً بدوام جزئي.
بالحديث عن الدروس الإضافية، ظننتُ أنه عندما يلتحق أبنائي بالجامعة، ستنخفض هذه النفقات، لكن لا. يدفع الأكبر عشرات الملايين كل بضعة أشهر، من دروس اللغة الإنجليزية إلى دروس مهارات العرض، ثم دروس التصميم وما شابه، بينما يرغب الأصغر في الالتحاق بدورة IELTS...
ليس هذا فحسب، ففي العام الماضي، شاركت الأخت الكبرى في أنشطة مدرسية وعملت بدوام جزئي وادّخرت أربعة ملايين، ثم "اقترضت" أربعة ملايين أخرى من والدتها لشراء جهاز لوحي للدراسة والعمل. لا أتوقع استرداد هذا القرض دون تاريخ سداد.
لإرسال ابننا إلى الجامعة، يضطر الوالدان للعمل بجدّ. فبالإضافة إلى دفع مبلغ كبير في بداية العام الدراسي، نضطر شهريًا لتوفير ما لا يقل عن 10 ملايين لطفلين، ناهيك عن ارتفاع الرسوم الدراسية والإيجار سنويًا. كثيرًا ما يشتكي زوجي عندما يتبقى لابنته الكبرى عام واحد للتخرج: "والداي بائعان متجولان، لكن ابنتي تدرس إدارة أعمال، لا أعرف أين أتقدم بطلب أو ما الذي يمكنني فعله في المستقبل".
أنا وزوجي نمتلك متجرًا للأدوات المنزلية في الريف، ونكسب ما يزيد قليلًا عن عشرة ملايين دونج شهريًا. اشتريتُ ماكينة خياطة وبدأتُ العمل بالخياطة التعاقدية عندما قلّ عدد الزبائن. كما عمل زوجي في إصلاح الأجهزة المنزلية لكسب دخل إضافي.
كانت هناك أوقاتٌ لم يكن فيها المال متوفرًا، فاضطررنا إلى اقتراض المال من الجيران للمساهمة في إعالة أطفالنا، ثم تضافرت الأمور، واضطررنا إلى التوفير في نفقات الأسرة، فلم يجرؤ والدانا لسنواتٍ على شراء أي شيء جديد للمنزل أو لأنفسهما. كانت هناك أوقاتٌ نشعر فيها بالتعب والغضب، وكنا نعاتب أطفالنا عدة مرات عندما يطلبون المال، لكننا لم نكن نطيق أن ينقصهم شيءٌ مقارنةً بأصدقائهم.
عندما رأيت تكلفة تربية طفلي الأول، ورأيت جيراني يرسلون أبناءهم للعمل في الخارج، قررت أن أرشد ابني الأصغر ليتبع هذا المسار.
كان ابن جاري طالبًا ضعيفًا ولم يجتاز امتحان القبول في المدرسة الثانوية العامة، فبعد تخرجه من المدرسة الإعدادية، أرسله والداه إلى مدرسة مهنية مُدمجة مع مدرسة ثقافية تكميلية. بعد تخرجه، درس لغة أجنبية لمدة ستة أشهر أخرى، وأكمل إجراءات تصدير العمالة إلى اليابان. وبلغت التكلفة الإجمالية لإرساله إلى اليابان أكثر من 100 مليون دونج فيتنامي.
حتى الآن، ورغم انخفاض سعر صرف الين الياباني، يستطيع أبناؤهم ادخار ما بين 12 و15 مليون دونج فيتنامي شهريًا، بعد خصم نفقات المعيشة، أو ربما أكثر إذا أتيحت لهم فرصة العمل بدوام جزئي. وعند عودتهم إلى الوطن، سيكون لديهم رأس مال، ويمكنهم فتح متجر وممارسة الأعمال التجارية، أو التقدم لوظيفة في شركات الملابس أو الميكانيكا... براتب شهري يقارب عشرة ملايين دونج.
عندما فكرتُ في هذه الخطة، قفز ابني الأصغر وقال: "أختاي تستطيعان الالتحاق بالجامعة، فلماذا عليّ الذهاب إلى العمل؟". بصراحة، لا أريد ترك ابني ليُعيل نفسه في بلد غريب. لكن في الواقع، فإن دراسة طفل ذي مستوى أكاديمي متوسط لمدة 4-5 سنوات في الجامعة ليست مكلفة فحسب، بل إن مستقبله ليس مشرقًا كما نتوقع. هل من سبيل آخر يُخفف عن الوالدين عناء الحياة ويُجنّب الطفل عناء الدخول فيها؟
القارئ فو ثي تويت (فوك ثو، هانوي)
[إعلان 2]
المصدر: https://vietnamnet.vn/nuoi-con-hoc-dai-hoc-ton-kem-toi-quyet-cho-cau-ut-di-xuat-khau-lao-dong-2327417.html
تعليق (0)