وأفاد مراسل وكالة أنباء فيتنام الخاص أن البلدين أصدرا خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الأمين العام والرئيس تو لام إلى الجمهورية الفرنسية يومي 6 و7 أكتوبر/تشرين الأول، بيانا مشتركا بشأن رفع علاقاتهما إلى شراكة استراتيجية شاملة.
يسرنا أن نقدم لكم بكل احترام النص الكامل للبيان المشترك بين فيتنام وفرنسا:

استناداً إلى إنجازات التعاون الثنائي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1973، وعلى أساس أوجه التشابه في المصالح والرؤية المشتركة بشأن الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، اتفق الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي ورئيس جمهورية فيتنام الاشتراكية تو لام ورئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، بمناسبة الزيارة الرسمية للأمين العام والرئيس تو لام إلى الجمهورية الفرنسية في الفترة من 6 إلى 7 أكتوبر 2024.
تعميق التعاون السياسي لمواجهة التحديات الدولية
وتعهد البلدان بتعزيز العلاقات الثنائية على أساس احترام القانون الدولي والمساواة والسيادة والاستقلال والسلامة الإقليمية والمؤسسات السياسية لكل جانب.
وعلى المستوى الثنائي، تعهد الجانبان بالحفاظ على التبادلات والاتصالات رفيعة المستوى من خلال جميع القنوات بين الحكومة الفرنسية والحزب الشيوعي والحكومة والجمعية الوطنية والسلطات المحلية في فيتنام؛ وتحديث وتعزيز الكفاءة وتوسيع آليات التعاون الثنائي.
أكدت فرنسا وفيتنام على أهمية دور التعددية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة، وجددتا التزامهما بميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما أهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية من أجل تنمية كل بلد. وتعهد الجانبان بتعزيز التشاور والتنسيق في المحافل الإقليمية، وخاصة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، والمنتديات الدولية، بما في ذلك المنظمة الدولية للفرانكوفونية.
جددت فرنسا وفيتنام التزامهما بالحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في بحر الصين الجنوبي، فضلًا عن التزامهما بالاحترام الكامل لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام ١٩٨٢. ورفضتا بشدة أي شكل من أشكال التهديد بالقوة أو استخدامها بما يخالف القانون الدولي، وأكدتا أهمية الحفاظ على الأمن وحرية الملاحة والتحليق دون عوائق وحق المرور البريء في بحر الصين الجنوبي، ودعمتا الجهود الإقليمية الرامية إلى وضع مدونة سلوك فعالة وجوهرية، وفقًا للقانون الدولي، ولا سيما اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وأكد الجانبان على أهمية تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا، وفقا للقانون الدولي وعلى أساس المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الجانبان على الأهمية الخاصة لاحترام استقلال جميع الدول ووحدة أراضيها وسيادتها.
أعرب الجانبان عن قلقهما العميق إزاء التصعيد المقلق للوضع في الشرق الأوسط، داعين جميع الأطراف المعنية إلى التهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس؛ وأدانا جميع الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية؛ ودعوا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، والإفراج عن جميع الرهائن، وإيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق وعلى نطاق واسع. وأكد الجانبان التزامهما بحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم لإسرائيل وفلسطين، ولضمان الاستقرار في المنطقة. وفي الوقت نفسه، دعا الجانبان إلى وقف إطلاق النار في لبنان لإيجاد حل دبلوماسي وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
تعزيز التعاون الدفاعي والأمني
التزم الجانبان بتطوير العلاقات في مجال الدفاع لتعزيز الاعتماد على الذات، بما يتوافق مع احتياجات كل جانب. ولتحقيق ذلك، قرر الجانبان تعزيز التعاون في قطاع الدفاع من خلال البحث وتقديم المقترحات وتنفيذ المشاريع الهيكلية. ويرغب الجانبان في زيادة تبادل الوفود والتعاون والمشاورات، بالإضافة إلى أنشطة التدريب، وفقًا لاتفاقيات التعاون في مجال الدفاع، وخاصة في مجالات الطب العسكري وعمليات حفظ السلام والمساعدة الإنسانية والبحث والإنقاذ. وفي الوقت نفسه، يرغب الجانبان في تعزيز التعاون في مجال تبادل الذكريات بعد زيارة وزير الجيش الفرنسي إلى فيتنام بمناسبة الذكرى السبعين لانتصار ديان بيان فو. وستسهل فيتنام رسو السفن العسكرية الفرنسية في الموانئ الفيتنامية وفقًا للقانون الفيتنامي، من أجل تطوير التعاون والتبادل المهني بين القوات البحرية وقوات خفر السواحل في البلدين. وتعهد الجانبان باستكمال التعاون والتدريب في مجالات الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر. كما تعهد الجانبان بزيادة تبادل المعلومات في أنشطة مكافحة الجريمة. وفي الوقت نفسه، واصل الجانبان تعزيز التعاون في حماية الأشخاص وتعزيز قدرات الوقاية من الحرائق ومكافحتها والإنقاذ.
تعزيز الشراكات الاقتصادية لتطوير التجارة والابتكار
أكد الجانبان عزمهما المشترك على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، باعتبارهما ركائز العلاقات الثنائية. وأكدا مجدداً على أهمية مواصلة التنفيذ الكامل لاتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك الوصول إلى الأسواق وحماية حقوق الملكية الفكرية. وفيما يتعلق بالاستثمار، واصل الجانبان تعزيز مشاريعهما في كل بلد لتوفير بيئة أعمال شفافة ومستقرة وقابلة للتنبؤ. وأكد الجانبان على أهمية اتفاقية حماية الاستثمار بين فيتنام والاتحاد الأوروبي (EVIPA). وتأمل فيتنام أن تُصادق فرنسا قريباً على هذه الاتفاقية.
ويتطلع الجانبان إلى تطوير وتعميق التعاون الاستراتيجي في مجالات الابتكار والتقنيات الجديدة، وخاصة من خلال التبادلات في مجال السياسات العامة وأنشطة التدريب.
ترغب فيتنام في تعزيز التعاون مع فرنسا والشركات الفرنسية في مجالات البنية التحتية، والنقل الحضري والسككي، والطاقة المتجددة، والتحول في مجال الطاقة، والهيدروجين غير الكربوني، والاقتصاد الرقمي، والاقتصاد الدائري، والخدمات اللوجستية والبنية التحتية للموانئ، والطيران المدني، والكابلات البحرية. واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في مجال التدريب والبحث في مجال تطبيق التكنولوجيا النووية المدنية، وخاصةً في قطاع الطاقة. والتزم الجانبان بتعزيز وتوسيع نطاق التعاون في مجال الأقمار الصناعية. وفي الوقت نفسه، يرغب الجانبان في توسيع نطاق التعاون ليشمل مجال المعادن الأساسية.
تعزيز التعاون من أجل التنمية المستدامة والاعتماد على الذات
في مواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ، أكد الجانبان مجددًا عزمهما على تحقيق الأهداف المنصوص عليها في اتفاقية باريس لعام 2015. وأكدا التزامهما بتحقيق التوازن بين التنمية الاجتماعية والاقتصادية وحماية البيئة، في إطار توافق باريس من أجل الناس والكوكب (توافق 4P). ورحبت فرنسا بالتزامات فيتنام القوية نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 والتخلص التدريجي من الفحم. وستواصل فرنسا دعم فيتنام في تحقيق هذه الأهداف وبناء نموذج اقتصادي منخفض الانبعاثات، ولا سيما من خلال شراكة التحول العادل للطاقة (JETP). وتقر فيتنام وتدعم مبادرة CTA - مُسرّع التحول إلى الفحم - لتطوير حلول لتعزيز استبدال مصادر الطاقة من الفحم. وستواصل فرنسا التعاون مع فيتنام للاستجابة لآثار تغير المناخ في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك دلتا نهر ميكونغ.
يُقر الجانبان بالدور الأساسي للمحيط بالنسبة للكوكب والمناخ، ويلتزمان بتعميق التبادلات حول هذا الموضوع في إطار حوار التعاون البحري، ولا سيما لضمان نجاح مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، المقرر عقده في نيس في يونيو 2025. وبهذه الروح، يحافظ الجانبان على التعاون في مجال مصايد الأسماك المستدامة ويعززانه، على أساس اللوائح الدولية ولوائح الاتحاد الأوروبي القائمة.
مواصلة تعزيز التبادلات بين الناس
التبادلات الشعبية هي أساس العلاقات الثنائية. وقد تعهد الجانبان بتعزيز التبادلات الشعبية، وتسهيل التعاون في مجالات الثقافة، بما في ذلك التراث والرياضة، وتبادل المعلمين والطلاب والعلماء، بالإضافة إلى تدريس اللغتين الفيتنامية والفرنسية. ويساهم التبادل الشعبي في تعزيز التفاهم والتضامن بين الشباب وشعبي البلدين، كما يُعدّ دافعًا هامًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وتعهد الجانبان بمواصلة التعاون في مجالات الصحة والعدالة والحوكمة والزراعة وأعربا عن سرورهما برؤية التعاون بين المحليات يتعزز باستمرار.
وبناء على محتويات البيان المشترك، فإن وزيري خارجية البلدين مسؤولان عن التنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية لوضع خطة عمل في أقرب وقت ممكن لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه.
مصدر
تعليق (0)