
في جو من الصداقة والتفاهم المتبادل، ناقش رئيس الوزراء فام مينه تشينه ورئيسة الوزراء الدنماركية ميت فريدريكسن الوضع ونتائج التعاون الثنائي في الآونة الأخيرة؛ واتفقا على الاتجاهات والتدابير لتعزيز الشراكة الشاملة بين فيتنام والدنمارك في الفترة المقبلة.
هنأ رئيس الوزراء فريدريكسن فيتنام على إنجازاتها التنموية، وأعرب عن تقديره الكبير لدور فيتنام المتزايد ومكانتها على الساحة الدولية، مؤكدًا أن فيتنام هي الشريك الرئيسي والمهم للدنمارك في المنطقة. وأكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن فيتنام، في سياستها الخارجية، ترغب في العمل مع الدنمارك لتعميق العلاقات الثنائية وجعلها أكثر فعالية.
أعرب رئيسا الوزراء عن سرورهما بملاحظة أن الشراكة الشاملة بين فيتنام والدنمارك، بعد مرور عشر سنوات على تأسيسها، قد تطورت بشكل ديناميكي وفعال في العديد من المجالات، مثل السياسة والدبلوماسية والاقتصاد والتعاون الإنمائي والطاقة والبيئة والتكيف مع تغير المناخ... والدنمارك شريك تجاري مهم لفيتنام في الاتحاد الأوروبي. ومن حيث الاستثمار، ارتقت الدنمارك إلى المرتبة 22 من بين 141 دولة ومنطقة تستثمر في فيتنام، مع إطلاق مشروع استثماري عالمي سادس لمجموعة ليغو في مصنع بينه دونغ، بقيمة تزيد عن مليار دولار أمريكي، مما ساهم في ترسيخ توجه الاستثمار الأخضر في فيتنام.
ومن أجل تعزيز التعاون الثنائي في الفترة المقبلة، اتفق رئيسا الوزراء على مواصلة زيادة تبادل الوفود والاتصالات على جميع المستويات، وخاصة على المستويات العليا؛ وتعزيز التعاون بين الوزارات والقطاعات والمحليات في البلدين؛ وتنفيذ آليات التعاون بشكل فعال؛ والتنسيق والدعم المتبادل في المنتديات المتعددة الأطراف، بما في ذلك الأمم المتحدة وإطار التعاون بين رابطة دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي.
وشكر رئيس الوزراء فام مينه تشينه الحكومة الدنماركية على دعمها لفيتنام في استضافة شراكة النمو الأخضر وقمة الأهداف العالمية 2030 في عام 2025؛ وأكد أن فيتنام تدعم المبادرات التي تساهم في السلام والاستقرار والتنمية المستدامة ومصالح الشعب.
وأكد رئيسا الوزراء أن العلاقات التجارية والاستثمارية بين فيتنام والدنمارك تشكل ركيزة أساسية في العلاقات الثنائية، واتفقا على طلب وكالات البلدين التنسيق بشكل وثيق والاستفادة من الفوائد التي جلبتها اتفاقية التجارة الحرة بين فيتنام والاتحاد الأوروبي لتعزيز إمكانات ونقاط القوة في التعاون بين البلدين.
أكدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن أن فيتنام تتمتع بإمكانات هائلة. وترغب الحكومة الدنماركية في تعزيز العلاقات الثنائية، وتشجع الشركات الدنماركية دائمًا على تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري في فيتنام، مما يُسهم في تنويع سلسلة التوريد ويعود بالنفع على الشركات في كلا الجانبين.
واقترح رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن تزيد الدنمارك استثماراتها في فيتنام في المجالات التي تتمتع فيها الدنمارك بقوة وتتوافق مع أولويات التنمية المستدامة في فيتنام مثل الطاقة المتجددة وصناعة المعالجة والاقتصاد البحري والنمو الأخضر وما إلى ذلك؛ واقترح أن تدعم الدنمارك المفوضية الأوروبية لإزالة "البطاقة الصفراء" غير القانونية وغير المنظمة وغير المبلغ عنها قريبًا لمنتجات المأكولات البحرية الفيتنامية المصدرة إلى أوروبا.
وأكد رئيسا الوزراء أن الجانبين بحاجة إلى مواصلة تنفيذ أطر التعاون الاستراتيجي بشكل فعال في مجال سلامة الغذاء والإنتاج الغذائي المستدام، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في الإنتاج على طول سلاسل الثروة الحيوانية والزراعة ومصايد الأسماك، وتعزيز تصدير المنتجات الغذائية والزراعية.
وبناءً على التعاون الجيد بين البلدين في إطار الشراكة الاستراتيجية بشأن الطاقة والبيئة والنمو الأخضر والتكيف مع تغير المناخ منذ عام 2011 والشراكة الاستراتيجية الخضراء التي تم إنشاؤها حديثًا، اتفق الجانبان على توسيع التعاون نحو النمو الأخضر، والمساهمة في تحقيق جهود الحكومتين الفيتنامية والدنمركية في تنفيذ الالتزامات بخفض الانبعاثات الصفرية الصافية في مؤتمر الأطراف 26 وأولويات التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
شكر رئيس الوزراء فام مينه تشينه الدنمارك على تقديمها مساعدات إنمائية مهمة لفيتنام في وقت مبكر، مما ساهم في مساعدة فيتنام على تحقيق أهدافها التنموية الاجتماعية والاقتصادية بنجاح، واقترح على سلطات البلدين التنسيق الوثيق واستخدام المساعدات الإنمائية الرسمية لفيتنام بفعالية. ستدعم الدنمارك، بالتعاون مع مجموعة الدول السبع والشركاء الدوليين، فيتنام في تنفيذ إطار شراكة التحول العادل للطاقة (JETP)؛ وستنسق بفعالية لتنفيذ برنامج شراكة الطاقة بين فيتنام والدنمارك للفترة 2020-2025 (برنامج DEPP3). وأكد رئيس الوزراء فريدريكسن أن الدنمارك ستواصل تعاونها في مجال التحول الأخضر، وأشاد باقتراح رئيس الوزراء فام مينه تشينه بشأن دعم رأس المال، ونقل التكنولوجيا، وتدريب الموارد البشرية، وبناء المؤسسات.
رحّب الزعيمان بالنتائج الإيجابية للتعاون في مجالات مهمة أخرى، مثل التعليم والنقل والصحة والإحصاء والتعاون بين بلديات البلدين. وأشار رئيس الوزراء فام مينه تشينه إلى أن الدنمارك تواصل اهتمامها بمساعدة الجالية الفيتنامية في الدنمارك على تحسين مستوى معيشتها، وأن تصبح جسرًا هامًا للتواصل، وأن تساهم في توطيد وتقوية أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين.
ناقش رئيسا الوزراء القضايا الإقليمية والدولية، وأكدا على ضرورة الحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية، وحل النزاعات بالطرق السلمية وفقًا للقانون الدولي. وأكد الجانبان دعمهما لحرية الملاحة والطيران في البحر الشرقي، استنادًا إلى القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام ١٩٨٢.
وفي هذه المناسبة، دعا رئيس الوزراء فام مينه تشينه رئيسة الوزراء ميت فريدريكسن لزيارة فيتنام قريبًا؛ وقد قبل رئيس الوزراء الدنماركي الدعوة بكل سرور.

وبعد المحادثات مباشرة، اعتمد رئيسا الوزراء البيان المشترك بشأن إنشاء الشراكة الاستراتيجية الخضراء بين فيتنام والدنمارك، وهي وثيقة مهمة تساهم في تعزيز وتعميق الشراكة الشاملة بين فيتنام والدنمارك في الفترة الجديدة، وتلبية متطلبات التنمية المستدامة في كل بلد، بما يتماشى مع الاتجاه العام للعصر، والتحرك معًا نحو عالم "أكثر خضرة ونظافة واستدامة".
وأكد رئيس الوزراء فام مينه تشينه أن الشراكة الاستراتيجية الخضراء ستساهم في جعل التعاون الثنائي نموذجًا للتعاون بين الشمال والجنوب بين البلدان المتقدمة والنامية في تنفيذ الالتزامات بخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري نحو هدف صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050؛ وستكون الأساس لخلق اختراقات في التعاون الاقتصادي، وزيادة الاستثمار نحو النمو الأخضر، والاقتصاد الدائري، والتحول في مجال الطاقة، مما يدل على مسؤولية البلدين في التعاون مع المجتمع الدولي لمعالجة التحديات العالمية المتعلقة بالبيئة والمناخ.
وأكدت رئيسة الوزراء ميتي فريدريكسن أن الشراكة الاستراتيجية الخضراء ستمهد الطريق للتعاون الأخضر وتجلب الرخاء لشعبي البلدين، فضلاً عن الهدف المشترك المتمثل في التنمية المستدامة العالمية.
يعتقد الجانبان أن إنشاء الشراكة الاستراتيجية الخضراء بين فيتنام والدنمارك سيُشكّل إطارًا جديدًا يُكمّل الشراكة الشاملة بين البلدين بفعالية، ويُبرز مسؤولية البلدين في جهودهما المشتركة نحو مستقبل أكثر اخضرارًا واستدامةً للعالم. واتفق الجانبان على التنسيق الوثيق لوضع خطة قريبًا لتنفيذ البيان المشترك؛ وتعزيز التعاون في بناء المؤسسات والسياسات، وتبادل الخبرات، وتسهيل التعاون الاستثماري بين شركات البلدين في المجالات الخضراء.
إن البيان المشترك بشأن الشراكة الاستراتيجية الخضراء بين فيتنام والدنمارك سيساهم في تحقيق جهود الحكومتين في تعزيز التحول الأخضر، وتعزيز طموح المناخ العالمي، والتركيز على التحول الأخضر العادل من خلال التعاون متعدد القطاعات بما في ذلك: الحوار الأخضر؛ المناخ والبيئة والطاقة؛ التعاون التجاري والأعمال؛ البحرية؛ التنمية الحضرية والمدن المستدامة الصالحة للعيش؛ الغذاء والزراعة وتربية الأحياء المائية؛ الصحة وعلوم الحياة؛ الإحصاءات الوطنية التي تدعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والتحول الأخضر؛ تعزيز أهداف التحول الأخضر في جميع المجالات؛ التعاون في إطار متعدد الأطراف.
مصدر
تعليق (0)