وفي صباح يوم 12 مارس/آذار، استضاف رئيس الوزراء والأمين العام لحزب العمل الشعبي السنغافوري لورانس وونغ في مبنى البرلمان في سنغافورة حفل استقبال للأمين العام تو لام.
بعد حفل الترحيب، عقد الأمين العام تو لام ورئيس الوزراء لورانس وونغ اجتماعًا مغلقًا وأجريا محادثات.

أكد رئيس الوزراء لورانس وونغ أن زيارة الأمين العام تو لام تشكل علامة فارقة مهمة في العلاقات بين البلدين.
وأعرب الأمين العام تو لام عن سعادته بزيارة سنغافورة مرة أخرى في منصبه الجديد، والتي تزامنت مع العديد من الأحداث المهمة بين البلدين، بما في ذلك الذكرى الثمانين لليوم الوطني لفيتنام والذكرى الستين لليوم الوطني لسنغافورة.
وتساهم الزيارة بشكل كبير في تعزيز الصداقة والتفاهم المتبادل وفتح فرص التعاون الكبيرة وتعميق التعاون بين البلدين ورفعه إلى آفاق جديدة.
وأكد الأمين العام أن فيتنام تولي دائمًا أهمية وترغب في تعزيز العلاقات الودية والتعاون المتعدد الأوجه مع سنغافورة.

واستعرض الأمين العام إنجازات فيتنام في عملية الابتكار، والجهود المبذولة لتعزيز إعادة الهيكلة الاقتصادية المرتبطة بابتكار نموذج النمو، والتحول الرقمي والتنمية المستدامة؛ وإصلاح الجهاز الإداري، وتبسيطه، وتقليل نقاط التركيز، وإصلاح الإجراءات الإدارية نحو نظام دولة يعمل بفعالية وكفاءة وفعالية.
واستعرض الزعيمان الإنجازات البارزة في التعاون بين البلدين، خاصة في الاقتصاد والتجارة والاستثمار، حيث من المتوقع أن يصل حجم التجارة الثنائية إلى أكثر من 9 مليارات دولار أمريكي بحلول عام 2024.
تعد سنغافورة حاليًا ثاني أكبر شريك استثماري في فيتنام برأس مال استثماري إجمالي يتجاوز 80 مليار دولار أمريكي، حيث تعتبر المناطق الصناعية فيتنام - سنغافورة (VSIP) رمزًا للتعاون الناجح.

وأقر الجانبان أيضًا بالتقدم الإيجابي في التعاون في مجالات الدفاع والأمن والتعليم والتدريب والعلوم والتكنولوجيا والسياحة والعمالة والتبادل الشعبي.
وبناءً على الإنجازات العظيمة التي تحققت على مدى أكثر من خمسة عقود منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية في عام 1973، اتفق الزعيمان على رفع مستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة.
ويشكل هذا الاتفاق علامة تاريخية في العلاقات الثنائية، ويفتح فصلاً جديداً برؤية أطول أمداً وأكثر شمولاً.
صرح رئيس الوزراء لورانس وونغ أن هذه هي الشراكة الاستراتيجية الشاملة الأولى التي تقيمها سنغافورة مع دولة عضو في رابطة دول جنوب شرق آسيا.
وحدد الجانبان الاتجاهات الرئيسية وكلفا الوكالات والوزارات والقطاعات ذات الصلة بتطوير برنامج عمل لتنفيذ الشراكة الاستراتيجية الشاملة وتطوير العلاقة بشكل جوهري وفعال.
وسيركز الجانبان على تعزيز الثقة السياسية من خلال تبادل الوفود على جميع المستويات، وخاصة على المستويات العليا؛ وتوسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري؛ وتعزيز التعاون في التحول الرقمي والابتكار والاقتصاد الأخضر والطاقة النظيفة؛ وتعزيز التعاون في الدفاع والأمن والثقافة والتعليم والسياحة والتبادل الشعبي.
واقترح الأمين العام أن تعمل سنغافورة على توسيع شبكة VSIP 2.0 نحو الابتكار وانبعاثات الكربون المنخفضة وتعزيز التعاون في مجالات التحول الرقمي والتقنيات الناشئة.
أعرب رئيس الوزراء لورانس وونغ عن رغبته في تعزيز التعاون مع فيتنام في تطوير الموانئ البحرية والبنية التحتية البحرية من خلال التحول الرقمي. وستواصل سنغافورة دعم فيتنام في تحسين جودة الموارد البشرية، وخاصةً المسؤولين على المستوى الاستراتيجي، والتنفيذ الفعال لمذكرة التفاهم بشأن برنامج تبادل المواهب الابتكارية بين فيتنام وسنغافورة.
ويأمل أيضًا في إرسال الطلاب السنغافوريين إلى فيتنام للدراسة والبحث، وتعزيز التبادل الثقافي والرياضي، والتبادل مع الأجيال الشابة لتعزيز التفاهم والصداقة بين الشعبين.

واتفق البلدان على تعزيز التضامن في رابطة دول جنوب شرق آسيا وإيلاء الاهتمام الواجب للتنمية المستدامة للمناطق الفرعية في المنطقة، بما في ذلك منطقة ميكونج الفرعية، وبالتالي المساهمة بشكل فعال في الاعتماد على الذات والازدهار والتنمية المستدامة في رابطة دول جنوب شرق آسيا، وتعزيز دورها المركزي في المنطقة.
وأكد الزعيمان أيضا عزمهما على تحويل البحر الشرقي إلى بحر للسلام والتعاون والتنمية، والعمل مع دول الآسيان على تعزيز المفاوضات بشأن مدونة سلوك موضوعية وفعالة في البحر الشرقي وفقا للقانون الدولي، وخاصة اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982.
وقال الأمين العام تو لام في تصريح صحفي عقب المحادثات إن إطار العلاقة الجديد سيساهم في تعزيز الثقة السياسية بشكل أكبر، وفتح مساحة أوسع وأعمق للتعاون، مما يجعل علاقة التعاون بين فيتنام وسنغافورة نموذجا في العلاقات الدولية في العصر الجديد.
أكد الأمين العام أن سنغافورة، منذ انضمام فيتنام إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كانت دائمًا شريكًا اقتصاديًا مهمًا، رافقت فيتنام في مسيرتها الإصلاحية والانفتاحية والتنموية. وتفخر فيتنام بصديق وشريك استراتيجي شامل مثل سنغافورة.
تتمتع فيتنام بشراكات استراتيجية شاملة مع 12 دولة، بما في ذلك: الصين (مايو 2008)، والاتحاد الروسي (يوليو 2012)، والهند (سبتمبر 2016)، وكوريا الجنوبية (ديسمبر 2022)، والولايات المتحدة (سبتمبر 2023)، واليابان (نوفمبر 2023)، وأستراليا (مارس 2024)، وفرنسا (أكتوبر 2024)، وماليزيا (نوفمبر 2024)، ونيوزيلندا (فبراير 2025)، وإندونيسيا وسنغافورة (مارس 2025).
تعليق (0)