نودلز الأرز بالروبيان، المعروفة أيضًا باسم نودلز الأرز المالحة بحليب جوز الهند، طبق ريفي مميز في منطقة الجنوب الغربي. في كل صيف، أستمتع بتناول نودلز الأرز التي تعدها جدتي.
أولاً، تختار جدتي أرزًا دبقًا جيدًا، وتنقعه طوال الليل، ثم تبحر به بالقارب إلى السوق لطحنه وتحويله إلى دقيق. بعد الطحن، يُربط الدقيق بإحكام في كيس (كيس قماشي يُستخدم لتصفية الدقيق والماء)، وتُستخدم لوح تقطيع كبير أو لوح لعصر الماء كله، لتشكيل عجينة سميكة ولزجة. بعد ذلك، تجد عيدان طعام مطبخ ذات جوانب مسطحة وحادة بما يكفي لقطع العجين. تُجهز زجاجة سعة 3 كوارت لفرد العجين وطاولة لبشر جوز الهند يدويًا. تُجهز البصل والفلفل والثوم والفلفل الحار والسكر، إلخ، ووعاء من نشا التابيوكا لتغطية العجين أثناء فرده حتى لا يلتصق بيديك. تتسلق شجرة لكسر جوز الهند.
في زاوية من المطبخ، كانت عمتي الصغرى تبشر جوز الهند. كانت قدماها تضغطان بقوة على مقبض المبشرة، ويداها تمسكان بنصف ثمرة جوز هند، تضغط على لب جوز الهند وتدفعه على المبشرة. سقطت كل خصلة جوز هند بيضاء في حوض الألمنيوم بالأسفل.
أخذت جدتي سلةً مليئةً بالروبيان الطازج، وقطفت رؤوس وذيول كل حبة. في لحظة، امتلأ وعاءٌ كبيرٌ بالروبيان. غسلته ووضعته في سلةٍ لتصفيته. وضعته جدتي على لوح تقطيع، وفرمته ناعمًا، ثم وضعته في وعاء، وتبّلتْه بالبهارات والبصل، وخلطته جيدًا ليمتصّ النكهة.
صبّت ماءً ساخنًا في وعاء جوز الهند المبشور وخلطته جيدًا. استخدمت ملعقةً لغرفه في قطعة قماش وعصرته بقوة. تدفقت قطرات من حليب جوز الهند، أبيض نقيًا، في الوعاء النظيف. وضعت وعاء الحليب جانبًا وواصلت إضافة الماء الدافئ إلى جوز الهند المتبقي لعصره في وعاء ألومنيوم آخر.
الآن جاء دور الجدة لتستعرض مهاراتها. وضعت قدر الماء على الموقد حتى احترق الخشب. أخرجت الكرة وأخذت العجينة ووضعتها على الصينية. ضغطت يدا الجدة على العجينة وعجنتها باستمرار. كانت تضيف من حين لآخر القليل من الدقيق لتعجنها حتى لا تلتصق بالصينية ويديها. بعد حوالي نصف ساعة، توقفت الجدة واستخدمت يدها للضغط على العجينة البيضاء الناعمة، التي لم تعد لزجة وبها حجم معين. وضعت الجدة المزيد من الدقيق ثم كسرت قطعًا صغيرة من العجين وشكلتها على شكل كرات مثل اليوسفي. باستخدام النشابة، أصبحت العجينة تدريجيًا رقيقة مثل ورق الأرز. عجنتها الجدة حتى التصقت بالزجاجة، وأمسكت بفوهة الزجاجة بيد واحدة، ووجهت قاع الزجاجة نحو قدر الماء المغلي، بينما استخدمت باليد الأخرى عودًا خشبيًا لقص حواف العجينة باستمرار في قاع الزجاجة.
طبق نودلز الأرز المقطع على الطريقة الغربية من إعداد المؤلف
تسقط كل قطعة عجين، طويلة ومسطحة، في قدر الماء. يكمن السر في تقطيع العجينة بعيدان الطعام. يجب أن تكون سريعة ودقيقة، بقوة كافية لفصل العجينة إلى قطع دون أن تنكسر عند سقوطها في الماء المغلي، ويجب أن تدير اليد فوهة الزجاجة باستمرار. يعتمد الأمر كله على أسلوب عجن العجينة وتقطيعها. استمر على هذا المنوال حتى تسقط آخر قطعة عجين في قدر الماء المغلي.
رفعت الجدة درجة الحرارة، وحركت قدر الماء المغلي برفق حتى لا تلتصق الكعكة بالقدر، وعند طهيها، تصبح بيضاء صافية. أنزلت الجدة القدر، ووضعت قدر الماء المغلي على الموقد، وخففت كمية الحطب للحفاظ على درجة حرارة منخفضة. أخرجت الكعكة المسلوقة وغسلتها في حوض من الماء البارد لإذابة لزوجتها وجعلها أكثر طراوة.
بدأ الماء يغلي في القدر، فسكبت الجدة فيه الروبيان الذي امتصّ التوابل. انتظرت حتى غلى الموقد لبضع دقائق حتى نضج الروبيان جيدًا وأصبح ورديًا فاتحًا. وضعت الجدة جميع المعكرونة في القدر، وأضافت حطبًا لإشعال النار، واستخدمت مغرفة من حين لآخر لتقليبها بالتساوي.
"لماذا لا تضعين حليب جوز الهند، يا جدتي؟"
"يجب ترك ذلك في النهاية للحفاظ على الطعم الدهني ورائحة المعكرونة"، أجابت جدتي ببطء على مخاوفي.
غلى قدر البان كان، فأخرجت جدتي كل الحطب، وتبّلتْه حسب الرغبة، ثم أضافت حليب جوز الهند برفق، وحرّكته قليلًا لتمتزج المكونات. كانت نار الفحم كافية لجعل قدر البان كان يغلي بهدوء، فانتشرت رائحته العطرة في كل مكان. امتزجت رائحة أرز البان كان برائحة روبيان المياه العذبة، وامتزجت برائحة حليب جوز الهند الدهنية، وذابت في التوابل، مُخلّفةً رائحة ريفية عطرة تُذكّر بالطفولة.
عندما أنظر إلى جدتي وهي تضع شرائح المعكرونة في وعاء، مع اللون الأخضر للبصل الأخضر والكزبرة، واللون الأحمر للفلفل الحار، واللون الوردي الفاتح للمرق في الأعلى، لا توجد صورة أجمل من صورة طعم الوطن.
شوربة نودلز الأرز مع شرائح الروبيان
حب الوطن دائما في القلب.
[إعلان 2]
رابط المصدر
تعليق (0)