
تايلاند بالنسبة لي مكانٌ للاسترخاء والسكينة. من بانكوك إلى أيوتايا، وسوخوثاي، وتشيانغ ماي، وهوا هين... زرتُ بتأنٍّ العديد من الآثار البوذية في بلدكم. ولا أرغب في طلب أي شيء، فقط أشعر بالسكينة وأنا أتجول بين النظرات الحنونة للتماثيل...
قبل سنوات عديدة، وجدت نفسي في أيوتايا! كنت صغيرًا جدًا حينها. رأيت شجرة بودي ضخمة تحتضن رأس بوذا بجذورها الضخمة.
لا أتذكر بوضوح مشاعري آنذاك: دهشة من الخلق والتاريخ، وسعادة لاكتشافي أن لا أحد سواي اكتشف هذا الشيء الغريب! وطمأنينة لأن وجه بوذا كان يحمل ابتسامة خفيفة...
أُعجبُ بكيفيةِ حفظِ الزمنِ لهذهِ الأشياءِ الجميلة. عندما فقدتْ صفوفُ تماثيلِ بوذا الطويلةِ حولَ المعبدِ رؤوسَها، ربما على خطى تجارِ التحفِ إلى أراضٍ جديدة...
أين ذهبت رؤوس التماثيل؟ وأين هي الآن؟
أتخيل تماثيل بوذا مستلقية بهدوء في شقق فاخرة، بأبواب زجاجية، ومكيفات هواء، تستمع إلى موسيقى الجاز أو أنواع أخرى من الموسيقى يوميًا. ربما في هونغ كونغ، أو نيويورك، أو مانهاتن، أو باريس...
ربما في مكان ما في المتجر المليء بروائع الإنسان والوقت، مغطاة بطبقة من غبار الفضة على الرغم من تنظيفها باستمرار، مشبعة برائحة البخور المحترق في المزهريات الخزفية.
لا تزال أجساد بوذا المتبقية، مقطوعة الرأس، تتأمل بسلام منذ آلاف السنين. هناك أجساد بوذا برؤوس جديدة، وقد جرت محاولات لإعادة تركيبها، لكن لم يكن أي منها مناسبًا.
لكن يبدو أن جميع شؤون العالم الإنسانية لا تُحرّك غضب وكراهية النفوس الكامنة في أعماق التماثيل القديمة. في ابتساماتهم، يبدو أن هناك استهزاءً بجميع مستويات الجشع البشري.
في نهاية المطاف، السلام لا يأتي من الخارج، بل ينبع من داخلك... يستغرق الأمر سنواتٍ وأحداثًا عديدة لتدركه، أو قد لا تدركه أبدًا.
لقد مرّت سنواتٌ طويلة منذ أن غادرتُ تايلاند عائدًا إلى الوطن. كادتُ أن أمحو كلَّ آثار حياتي القديمة، القصيرة، لكنها مليئةٌ بالأحداث والمغامرات والندم...
ولكنني لا أزال أعلم أنه يوجد في مكان ما جرس علقته على قمة برج في وسط بانكوك، لا يزال يرن بهدوء، ليغفر، ويطهر، ويصلي من أجل السلام.
وأعلم أيضًا أن رأس التمثال في أيوتايا لا يزال يرقد محاطًا بجذور شجرة بودي عمرها مائة عام، ولا يزال يبتسم، ولا يزال يحمل تلك الهالة الحزينة.
لقد حصلت على جواز سفر جديد منذ بضع سنوات.
لقد سافرت في السنوات الأخيرة ذهابًا وإيابًا إلى بلدان أخرى غنية بالتقاليد البوذية...
لكن لسنواتٍ طويلة، لم أشعر بنفس الشعور بالسلام والنقاء الذي شعرت به يوم وطأت قدماي أيوتايا، كما شعرت به عندما وقفت أمام شجرة بودي. فقط في تلك الفترة من حياتي شعرتُ بالحماية والاحتواء، وكان ذلك أعذب شعور بالسلام.
إذا كان السلام والحظ كدفتر ادخار، ولم أستخدم منه إلا جزءًا صغيرًا، فأريد الآن أن أستخدم جزءًا كبيرًا منه. وفي السنوات القادمة، سأستخدم الباقي باعتدال...
كانت الفكرة غريبة، لكنها جعلتني أضحك.
عندما أبتسم، أشعر أن قلبي أصبح أخف بكثير...
[إعلان 2]
المصدر: https://baoquangnam.vn/binh-an-trong-moi-buoc-chan-3140548.html
تعليق (0)