
خلال ثمانية وعشرين عامًا من عمر صحيفة كوانغ نام ، كنتُ محظوظًا بمرافقتها لست سنوات. في الواقع، ارتبطتُ بها لفترة أطول بكثير.
كانت تلك أيامًا عندما كنت في التاسعة أو العاشرة من عمري، في ظهيرة صيفية هادئة، حين رأيت والدي يقرأ جريدة مدينتي باهتمام، لم يسعني إلا أن أشعر بالفضول والتساؤل. لا أتذكر بوضوح ما الأخبار الشيقة التي قرأتها لوالدي في تلك السنوات المبكرة، لكن رغبةً غامضةً اشتعلت في قلبي.
بعد خمسة عشر عامًا، نُشرت مقالتي الأولى في صحيفة كوانغ نام. مهما طال الزمن، سيظلّ الفرح يغمرني من ذلك اليوم. وبينما كنتُ في مدينة جنوبية تبعد آلاف الكيلومترات، شعرتُ بسعادة غامرة لرؤية كلماتي تُنشر في صحيفة مدينتي، وكأنني عدت إلى الوطن.
أعلم أنه في وطن بعيد، رآني جميع الأقارب والأحباب والمعارف. رؤية اسم كأنها لقاء شخص، وقراءة جريدة كأنها لقاء مدينتي. صحيفة كوانغ نام جسرٌ يربط بين ضفتي الحنين، ومكانٌ للتمسك بالذكريات القديمة، ومكانٌ لأتابع تغيرات مدينتي خطوةً بخطوة، وإيمانٌ راسخٌ بقلوب البعيدين عن الوطن.
أستمتعُ كثيرًا بالأوقات التي ترسل لي فيها الأخوات في هيئة التحرير صورًا للمقالات ويشاركنني أفكارهن ونصائحهن حول كيفية الكتابة واختيار المواضيع والمحتوى. أحيانًا تكون رسالة نصية في وقت متأخر من الليل، وأحيانًا نتواصل عبر البريد الإلكتروني، وأحيانًا نتحدث مباشرةً. كل هذه الأسرار مليئة بالحب.
ثم في يوم عودتي، أتيحت لي فرصة حضور اجتماع للمتعاونين، حيث التقيت مباشرةً بالعديد من إخوة وأخوات وأعمام وخالات المحررين - أولئك الذين دعموا الكتابة الخرقاء لطفل يحاول أن يحلم. كان الاجتماع ودودًا للغاية، لدرجة أنني شعرت وكأنني فرد من العائلة. استمعت إلى المشاركة والتشجيع والتعليقات الصادقة. ضحكتُ وأمزحتُ، وتحدثتُ بصراحة، بل وحصلتُ على هدية لأخذها معي إلى المنزل.
في ذلك اليوم، ربت السيد نغوين هو دونغ، نائب رئيس التحرير، على كتفي وقال شيئًا غريبًا ومألوفًا في آنٍ واحد. شعورٌ بالشك. لم أُفاجأ إلا في الجملة الثالثة. يا لها من مفاجأة! وسرعان ما أخفيتها في خجل. حتى أنني نسيتُ "فكرة" فكرتي، لكنه تذكر كل جملة سخيفة في مقالة صغيرة. حينها فقط عرفتُ قلب الصحفي، "القضاة" في هيئة تحرير مرموقة. إلى جانب شعوري بالسعادة لتذكر اسمي وكلماتي، شعرتُ أيضًا بتأثرٍ عميق وامتنان. ستبقى هذه الذكرى من أجمل ذكريات رحلتي الأدبية الشاقة.
في خضمّ حبٍّ كان لا يزال قويًا، جاء الفراق كالريح، عنيفًا وحاسمًا. لم يكن وداعًا لصحيفة فحسب، بل وداعًا أيضًا لحياةٍ رائعة، حبٍّ كرّس له المرء كل قلبه. خاب أملُ كلٍّ من بقي ومن رحل. مع ذلك، حثّ الجميع بعضهم البعض على تقبّل الفراق. ستُصبح الأشياء الجميلة التي جمعتنا، والطريق الذي سلكناه معًا، ذكرياتٍ خالدة في قلوبنا.
لأني كنتُ دائمًا مفعمًا بالود، ولأنني استعديت طويلًا، تبدو كلمات الوداع خفيفةً كأوراق الشجر المتساقطة. لكن لماذا يثقل قلبي بكل هذه المشاعر التي لم تُكتب؟ هل تسقط ورقةٌ دون أن تشعر أغصانها بالألم والندم؟ حسنًا، أظن...
لأن الجميع، كما يبدو، يدركون، مهما هبت الرياح، ستعود الأوراق إلى جذورها، منتظرةً يوم نهضة في حياة جديدة. وداعنا اليوم هو للقاء غدًا، في المكان القديم الذي طال انتظاره.
المصدر: https://baoquangnam.vn/nhu-chiec-la-roi-3199967.html
تعليق (0)