بعد 15 شهرًا من الصراع، تضرر نظام معالجة النفايات في غزة بشدة. ورغم بدء أعمال التنظيف، لا يزال السكان يواجهون آثارًا صحية وبيئية طويلة الأمد.
لقد شلّ الحرب نظام جمع النفايات المحدود أصلاً. وأعاق الوصول إلى مكبات النفايات، بينما أدى حصار الوقود الإسرائيلي إلى توقف مركبات النقل عن العمل. ونتيجةً لذلك، تراكمت مئات الآلاف من الأطنان من النفايات الصلبة في الشوارع.
لم تعد تتم معالجة القمامة تقريبًا.
عانت غزة سابقًا من مشكلة إدارة النفايات، حيث تُنتج 1700 طن من النفايات يوميًا، ولا يوجد سوى ثلاثة مكبات نفايات عاملة، وجميعها مكتظة. ويُقال إن مكب "جوهر إيديك" تجاوز سعته الاستيعابية، حيث تصل أكوام النفايات إلى ارتفاع 35 مترًا.
تؤدي محدودية الموارد إلى مخاطر الحرائق وتأثيرات بيئية سلبية. بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢٢، انخفض عدد مركبات جمع النفايات من ١١٢ إلى ٧٣، مع عجز العديد من المرافق القديمة عن تلبية احتياجات النمو السكاني.
أشخاص يمرون أمام أكوام القمامة في دير البلح، غزة، في 26 مايو/أيار. (الصورة: جي آي/جيتي)
كان نظام التخلص من النفايات الصلبة في غزة يعتمد على ثلاثة مكبات رئيسية للنفايات، ولكنها أغلقت جميعها أثناء الصراع الأخير.
كان التغيير في توزيع السكان دراماتيكيًا أيضًا، حيث تضرر أو دُمر أكثر من 60% من المباني، مما أجبر الكثيرين على الانتقال إلى مناطق إنسانية. وأجبر إغلاق جيش الدفاع الإسرائيلي ثلاثة مكبات نفايات رئيسية السلطات المحلية على إنشاء مكبات نفايات مؤقتة.
حتى مايو 2024، كان هناك ما لا يقل عن 225 مكبًا مؤقتًا للنفايات تعمل في جميع أنحاء قطاع غزة. وقد تم تحديد هذه المكبات من خلال صور الأقمار الصناعية، ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي، والتقارير الرسمية. ومع ذلك، يُرجّح أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك.
تأثير مكبات النفايات المؤقتة
ويتفاقم تراكم النفايات والتخلص منها بشكل غير سليم بسبب الصراع، حيث تواجه غزة درجات حرارة عالية، وبنية تحتية مدمرة للصرف الصحي، ونقص في الغذاء والخدمات الصحية .
حذّرت الأمم المتحدة مرارًا وتكرارًا من أزمة صحية وبيئية ناجمة عن التلوث الناجم عن النفايات الصلبة. ومن بين المخاوف تسرب المياه، وهو سائل ملوث ينتج عن تسرب المياه عبر أكوام النفايات غير المُدارة بشكل سليم، مما يُشكل خطرًا على المياه الجوفية.
ورغم جهود التنظيف، تشير الأبحاث إلى أن معظم هذا النشاط يتركز في جنوب غزة، حيث يتم جمع 600-700 طن من القمامة يومياً، في حين يصل حجم النفايات الفعلي إلى 2000 طن يومياً.
يُجبر معظم النازحين - وخاصةً المقيمين في مخيمات اللاجئين أو المساكن المؤقتة - على العيش قرب أكوام النفايات المتعفنة. ورغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في يناير/كانون الثاني، لم يتحسن الوضع بشكل ملحوظ.
"لا نستطيع النوم، لا نستطيع الأكل، لا نستطيع الشرب. الرائحة الكريهة تقتلنا"، هذا ما قاله أحد سكان غزة الذين أجبروا على النزوح إلى خان يونس.
أصبحت مكب النفايات في منطقة عامة وسط قطاع غزة جزءا من الحياة القاسية التي يعيشها العديد من الفلسطينيين الذين يعيشون بالقرب منه.
أبو محمد، أحد سكان المنطقة الذي يسكن على بُعد 100-150 مترًا من مكب النفايات، قلقٌ على صحة أطفاله. يقول: "النفايات هنا جلبت أمراضًا كثيرة. أطفالنا يعانون من أمراض لم نرَ مثلها من قبل".
وحذر من المخاطر البيئية التي تسببها هذه المكبات، ومن بينها ظهور الكلاب الضالة وانتشار الحشرات والتلوث البيئي الخطير بشكل متزايد.
ها ترانج (بحسب رويترز، AJ)
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/cuoc-khung-hoang-rac-thai-o-gaza-post336590.html
تعليق (0)