التعليم في الولايات المتحدة: اختبار نموذج الرياضيات في سنغافورة

تطبق العديد من المدارس الثانوية في الولايات المتحدة هذه الطريقة في تدريب الطلاب لتنشئة الأطفال الذين يحبون الرياضيات.

في فصل دراسي تجريبي، لم يكن عشرون معلمًا من بنسلفانيا وميريلاند وفيرجينيا منحنيين على السبورات أو أجهزة الكمبيوتر. بل كانوا يكدّسون المكعبات، ويطوون الكرتون، ويحاولون تقسيم كعكتين بالتساوي على ثلاثة أطباق. هذه هي روح برنامج "رياضيات سنغافورة"، وهو أسلوب لفت انتباه عشرات المدارس في جميع أنحاء الولايات المتحدة.

تستخدم مدرسة غاريسون فورست للبنات في أوينغز ميلز برنامج سنغافورة للرياضيات في صفوفها الابتدائية منذ عامين. تُظهر النتائج تحسنًا ملحوظًا في مستوى الطلاب بواقع عام، وفقًا للتقييمات الداخلية. هذا العام، تُوسّع المدرسة نطاق البرنامج ليشمل الصف الثامن. ووفقًا لخبيرة التعليم سوزان ريسنيك، تُعدّ هذه الطريقة وسيلةً لبناء أساسٍ للتفكير، لا مجرد ممارسة المهارات.

غاريسون ليس الوحيد. فالعديد من المدارس الخاصة والعامة في ماريلاند تُدمج هذا الأسلوب التعليمي في مناهجها، أملاً في تكرار النجاح الذي حققته سنغافورة لأكثر من ثلاثة عقود. وينتشر هذا التوجه من الساحل الشرقي إلى ولايات أخرى عديدة، حيث يسعى مسؤولو التعليم في الولايات المتحدة إلى إيجاد حلول لتحسين جودة تدريس الرياضيات.

طُوِّرَ برنامج سنغافورة للرياضيات منذ عقود، وهو لا يعتمد على أسلوب التلقين. يبدأ بممارسة عملية مع أشياء ملموسة، ثم ينتقل إلى الصور والرموز، بدلاً من التعمق في الصيغ. عملية التعلم أبطأ لكنها أعمق، حيث تُعطي الأولوية لمساعدة الطلاب على استيعاب المفاهيم بدلاً من التدرب على سلسلة من التمارين.

من الأدوات الشائعة نموذج الشريط، الذي يُمكّن الطلاب من تصوّر الأرقام بدلًا من مجرد كتابة حسابات جافة. هنا، يكون حل المشكلات هو المحور، بينما تلعب مهارات الحساب دورًا داعمًا في التفكير.

ومن الجدير بالذكر أن المنهج الدراسي موحد على مستوى البلاد، مما يضمن أن جميع المعلمين في سنغافورة يدرسون بنفس الطريقة، على النقيض تماما من تجزئة الأساليب في الولايات المتحدة.

لا تزال الدراسات الاستقصائية الدولية تُظهر تفوق سنغافورة في الرياضيات. ففي برنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) لعام 2022، حقق 41% من طلاب سنغافورة أعلى الدرجات في الرياضيات، أي ما يقارب ستة أضعاف المعدل الأمريكي (7%). كما حقق 92% منهم درجات على الأقل في المرحلة الثانوية، مقارنةً بـ 66% فقط في الولايات المتحدة. كما صنّفت دراسة الاتجاهات الدولية في الرياضيات والعلوم (TIMSS) لعام 2023 سنغافورة في صدارة العالم في الصفين الرابع والثامن، بينما حلت الولايات المتحدة في مرتبة متوسطة.

وقد دفعت هذه الإنجازات ناشري الكتب إلى نشر مواد الرياضيات السنغافورية، ووضعها في فصول تجريبية وورش عمل لتدريب المعلمين في جميع أنحاء البلاد.

علّقت السيدة كاسي تيرنر، مؤسِّسة منظمة "أبطال الرياضيات" التعليمية في الولايات المتحدة الأمريكية، قائلةً: "بحلول الصف الرابع، غالبًا ما يكون الطلاب قد قرّروا ما إذا كانوا يحبون الرياضيات أم لا. ويمكن لرياضيات سنغافورة أن تُغيّر ذلك. في الواقع، صنّف العديد من طلاب الصفين الأول والثاني الرياضيات كمادتهم "المفضّلة"، بعد التربية البدنية وحصص الغداء.

مع ذلك، ليس من السهل تطبيق هذا المنهج على نطاق واسع. فعلى عكس سنغافورة، التي تتبنى منهجًا وطنيًا موحدًا للرياضيات، تُوزّع الولايات المتحدة صلاحياتها على كل ولاية ومدرسة. وغالبًا ما لا يأخذ معلمو المدارس الابتدائية الأمريكية سوى عدد قليل من حصص الرياضيات، مما ينقصهم الأسس المتينة لتطبيق هذه الطريقة بشكل موحد.

في ماريلاند، يجب على المدارس الراغبة في استخدام برنامج سنغافورة للرياضيات تكييفه لتلبية متطلبات التخرج من المرحلة الثانوية في الرياضيات. وهذا يتطلب استثمارًا في التدريب والمواد والتزامًا من قادة المدارس.

قالت السيدة بات كامبل - الأستاذة الفخرية بجامعة ماريلاند: "يعتبر نموذج سنغافورة للرياضيات "ذكيًا" بفضل أداة نموذج الشريط، مما يساعد الطلاب على تصور العلاقات العددية وحل المفاهيم المتقدمة مثل النسب بثقة".

وفقًا لصحيفة بالتيمور صن

المصدر: https://giaoducthoidai.vn/giao-duc-my-thu-nghiem-mo-hinh-toan-singapore-post744158.html