في فبراير 2023، جردت جامعة بلجيكية الدكتور حاتم أبو هاشم من درجة الدكتوراه بعد اكتشاف قيامه بتزوير بيانات في أطروحته.

قبل أسابيع قليلة، سُحبت شهادة الدكتوراه من طبيب آخر، أحمد بدوي، التي حصل عليها من جامعة هولندية عام ٢٠٠٨. كان كلٌّ من أبو هاشم وبدوي أستاذين في قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة المنصورة في مصر.

وبحسب تحقيق أجرته جامعة بروكسل الحرة (VUB)، التي منحت أبو هاشم درجة الدكتوراه في عام 2013، ارتكب الباحث انتهاكات خطيرة للنزاهة العلمية ، استناداً إلى "أدلة واضحة على تزوير النتائج الإحصائية" و"الافتقار إلى الخبرة الإحصائية".

جامعة VUB.jpg
صدر قرار سحب الدكتوراه من أبو هاشم من جامعة بروكسل الحرة بعد تحقيق أجرته لجنة النزاهة العلمية في الجامعة. الصورة: جامعة بروكسل الحرة

وقال بن مول، الباحث في جامعة موناش في أستراليا والذي اكتشف وأبلغ عن مشاكل في أبحاث أبو هاشم وبدوي في عامي 2021 و2020، لـ Retraction Watch في رسالة بالبريد الإلكتروني: "من الإيجابي أن كلتا الجامعتين توصلتا إلى استنتاج قاطع بعد تحقيقات مستقلة".

كما أعرب بن مول عن مخاوفه بوضوح في ورقة بحثية عام 2020، عندما أشار هو وفريق بحثي آخر إلى العديد من الأخطاء في عمل عالمين تم إلغاء درجتيهما العلمية.

أطروحة مبنية على بحث مزيف

استندت أطروحة دكتوراه أبو هاشم إلى إحدى عشرة تجربة سريرية عشوائية، نُشرت جميعها. وأُفيد بأن الدراسات أُجريت في جامعة المنصورة قبل انضمام أبو هاشم إلى برنامج الدكتوراه في جامعة بروكسل الحرة كطالب خارجي.

ومع ذلك، كشف تقرير صادر عن لجنة النزاهة العلمية الفلمنكية عن أمرٍ مثيرٍ للريبة. وأشار التقرير إلى أن أبو هاشم ربما "تعلم كتابة الأوراق الطبية من خلال قراءة أوراق أخرى، واختلاق قيم البيانات بنفسه ثم تعديلها، ونسخ النتائج بين الأوراق، وإجراء تغييرات طفيفة (+1 أو -1 في الأرقام)".

واتفقت اللجنة مع جامعة بروكسل الحرة على أن "التزوير الكامل (أو شبه الكامل) هو التفسير الوحيد المعقول للنتائج"، وأكدت أن أبو هاشم لم يقدم أي دحض محدد للادعاءات، بل اتهم متهميه وتساءل عن أساليبهم.

ولم يستجب أبو هاشم ولا جامعة المنصورة لطلبات التعليق.

مع ذلك، كانت الجامعة على علم بأبحاث أبو هاشم المزورة منذ عقد من الزمن. في تحقيق داخلي أُجري عام ٢٠١٤، وجد العميد آنذاك، ناصر اللقاني، وخمسة أساتذة آخرين أن إحدى تجارب أبو هاشم لم تُجرَ قط؛ وأن ست تجارب أخرى شملت أعدادًا كبيرة بشكل لا يُصدق من النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض؛ وأن تجربتين أفادتا بإجراء ٣٦٦ عملية ثقب مبيض، في حين وُثِّقت ٩٤ عملية فقط. وكانت هاتان المجموعتان الأخيرتان من الدراسات جزءًا من أطروحة أبو هاشم للدكتوراه.

وكتب أساتذة المنصورة، بحسب ترجمة إنجليزية للتقرير العربي الأصلي، "لا يوجد سبب لتبرير سوء سلوك الباحث".

school4.jpg
جامعة أوتريخت هي إحدى أقدم الجامعات في هولندا. الصورة: جامعة أوتريخت

بدأ نيك براون، وهو محلل بيانات، في البحث في دراسات أبو هاشم وبدوي في عام 2021 بعد تلقيه طلبًا من صحفي هولندي.

سرعان ما اكتشف أن ورقتي الباحثين كانتا مليئتين بأخطاء "فادحة". فمعظم قيم الاحتمالية (P) - وهي معيار مهم في الإحصاء - كانت خاطئة. وتجاوزت بعض القيم القيمة 1، وهو أمر مستحيل رياضيًا. إضافةً إلى ذلك، كانت نتائج الاختبار نفسه مختلفة.

"يبدو أنهم توصلوا فقط إلى أرقام "تبدو معقولة" دون أن يدركوا أنهم بحاجة إلى أن تكون متسقة"، كما قال براون.

تشديد قواعد منح شهادات الدكتوراه بعد قضايا الاحتيال

وفقًا لموقع "دوب" ، الموقع الإخباري المستقل التابع لجامعة أوتريخت، كان الحصول على درجة الدكتوراه بناءً على بحث أُجري في مكان آخر أمرًا سهلًا نسبيًا، خاصةً إذا نُشر في مجلات علمية. في هولندا، تحصل الجامعات على منحة حكومية لكل درجة دكتوراه تمنحها. في السابق، كان على مرشحي الدكتوراه ببساطة تجميع أبحاثهم المنشورة في كتاب صغير للحصول على شهادتهم.

كان هذا هو الحال مع منح الدكتور بدوي درجة الدكتوراه. كان قد أجرى بحثه في مصر ولم يسبق له العمل في جامعة أوتريخت. لم تتدخل جامعة أوتريخت ومشرفه في البحث إلا عندما قدم بدوي إلى الجامعة لتقديم طلب الدكتوراه.

وفي أعقاب هذه الحادثة، تم تشديد متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه: إذ يتعين على المرشحين للحصول على درجة الدكتوراه الآن التسجيل لمدة ثلاث سنوات على الأقل قبل الدفاع عن أطروحتهم؛ وقبول اتفاق بشأن التدريب والتوجيه وسبل مراقبة تقدم البحث منذ بداية العملية؛ وسيكون لكل مرشح دكتوراه مشرفان على الأقل.

وفي جامعة بروكسل الحرة، وبعد قرار إلغاء درجة الدكتوراه في العلوم الطبية التي حصل عليها حاتم أبو هاشم، قامت الجامعة بتنفيذ تدابير لتحسين عمليات التحقق من البيانات الإحصائية وتشديد لوائح منح الدرجات العلمية.

على موقع المدرسة الإلكتروني، صرّح نائب رئيس الجامعة لشؤون البحث، بيتر بالون: "في عالمٍ يعجّ بالمعلومات المضللة، تُعدّ النزاهة أمرًا أساسيًا للحفاظ على الثقة في العلم. إذا كانت هناك أيّة شكوك حول نزاهتنا، فمن مسؤوليتنا توضيحها. هذا يعني أن المدرسة ستُجري تحقيقًا شاملًا في أيّ شكاوى، وستتخذ الإجراءات اللازمة في حال المساس بهذه الثقة".

جامعة تشوسون تسحب شهادتي الماجستير والدكتوراه من مغنية شابة بسبب الانتحال كوريا - سحبت جامعة تشوسون شهادتي الماجستير والدكتوراه من المغنية هونغ جين يونغ بعد أن تم اكتشاف أنها كانت غير أمينة في أطروحتها قبل 11 عامًا.