أسرار مطبخ البيت الأبيض

لكي يصبح الطهاة طهاة لأقوى زعيم في أمريكا، لا يحتاج الطهاة إلى إظهار مهارات رفيعة المستوى فحسب، بل يتعين عليهم أيضًا اجتياز "فحص الخلفية" الصارم للغاية.

نقلت مجلة بيبول عن الشيف مارتن مونجيلو، الذي خدم ستة رؤساء أمريكيين في البيت الأبيض ومنتجع كامب ديفيد، قوله: "استغرقت هذه العملية 14 شهرًا قبل بدء العمل". وقالت كريستيتا كومرفورد، التي تعمل منذ عهد الرئيس بيل كلينتون، إنها اضطرت للتنافس مع مئات المرشحين لتولي منصب مساعدة رئيس الطهاة للشيف التنفيذي والتر شيب عام 1995. وفي عام 2005، عندما غادر السيد شيب البيت الأبيض، اضطرت السيدة كومرفورد للتنافس مع ما يقرب من 500 شخص آخر على منصب رئيس الطهاة في سباق استمر نصف عام. وفي النهاية، "اختيرت" السيدة كومرفورد من قبل السيدة الأولى لورا بوش (زوجة الرئيس جورج دبليو بوش آنذاك) بعد أن أعدت عشاءً رسميًا أقامه مالك البيت الأبيض لرئيس وزراء الهند.

تقوم الشيف كريستيتا كومرفورد بإعداد الطعام قبل مأدبة عشاء في البيت الأبيض في عام 2012.

رئيس الطهاة في البيت الأبيض مسؤول عن إعداد قوائم الطعام والمكونات والنكهات التي تعكس شخصية رئيس الدولة وأذواقه وأسلوب حياته. مع ذلك، فإن السيدة كومرفورد ليست أمريكية أصيلة. وُلدت في الفلبين، وانتقلت إلى الولايات المتحدة في سن الثالثة والعشرين، وتزوجت لاحقًا من أحد الطهاة. وهي أول امرأة وأول شخص من أصل آسيوي يشغل منصب رئيس الطهاة منذ أن أنشأ آل كينيدي هذا المنصب في ستينيات القرن الماضي. خلال فترة عملها في مطبخ البيت الأبيض، أعدّ السيدة كومرفورد قوائم طعام لمناسبات متنوعة، من حفلات عشاء خاصة إلى حفلات استقبال حضرها آلاف الضيوف.

عند إعداد الطعام لرئيس الولايات المتحدة، يجب أن يكون الطاهي قادرًا على التكيف مع الموقف وتحمّل "الحرارة"، حرفيًا ومجازيًا. في إحدى المرات، تلقى السيد مونجيلو اتصالًا مفاجئًا بطلب خاص: "السيد والسيدة كلينتون سيتناولان العشاء مع آل جور (نائب الرئيس آنذاك)، وتيبر (السيدة الثانية) تتبع حمية غذائية". مع بقاء أيام قليلة فقط للتحضير، قرر السيد مونجيلو طهي الطبق الرئيسي، وهو دجاج مشوي محشو بالخبز والدخن. للأسف، تطلّب هذا الطبق الدخن، وهو مكون غير مألوف بحث عنه أربعة موظفين في أكثر من اثني عشر متجرًا لمدة يومين دون أن يجدوه. قال السيد مونجيلو: "اشتريناه أخيرًا من متجر أدوات منزلية، في كيس كُتب عليه "بذور طيور". غسلته ووضعته في الدجاج ولم يعلم أحد شيئًا".

الشيف الضيف إدوارد لي (يسار) والشيف كريستيتا كومرفورد يستعدان قبل عشاء الدولة لرئيس كوريا الجنوبية في أبريل 2023

وفقًا لطهاة البيت الأبيض ومساعديه، يميل الأزواج إلى تناول الطعام بسهولة، بينما تميل الزوجات إلى اتباع نظام غذائي صحي. أفاد موقع أكسيوس بوجود "حرب طعام " في البيت الأبيض بين الرئيس جو بايدن وزوجته جيل، حيث كان أحدهما يحب تناول الشطائر والبيتزا والمعكرونة، بينما أرادت الأخرى أن يتناول زوجها المزيد من السمك والخضراوات، رغم أنه لم يكن يحب هذه الأطباق. خلال عشاء في البيت الأبيض عام ٢٠٢١، شاهدت فاليري، شقيقة بايدن، شقيقها وهو يشكو من سمك السلمون والخضراوات: "إنها تجعلني أتناول هذه الأطعمة الصحية طوال الوقت". بعد أن غابت زوجته عن الأنظار، تناول بايدن بسرعة كعكة إسفنجية بالليمون، وتناول علبة من آيس كريم رقائق الشوكولاتة كحلوى.

عندما كان الرئيس باراك أوباما في البيت الأبيض، لم يكن استثناءً. فقد زرعت زوجته ميشيل حديقة خضراوات خاصة بها. صرّح الشيف أندريه راش، الذي عمل مع أربعة رؤساء، لصحيفة نيويورك بوست أن أوباما كان أحيانًا يتناول البيتزا سرًا مع صلصة الفلفل الحار التي كان "يُحسّنها" إلى مستوى أعلى من الحرارة. في غضون ذلك، كان الرئيسان دونالد ترامب وبيل كلينتون يعشقان الهامبرغر خلال فترة ولايتهما، حتى أن أحدهما أرسل موظفين للبحث عن مطاعم وجبات سريعة في المنطقة التي كان على وشك المرور بها. وكشف السيد راش أن الرئيس "كان يتناول الطعام أثناء تنقله من مكان إلى آخر".

الرئيس يدفع تكاليف السوق بنفسه.

تتم عمليات شراء الطعام بتكتم، حيث يتسوق الموظفون يوميًا للتأكد من توفر المكونات دائمًا. يقول الشيف أندريه راش: "يجب توقع احتياجات الأسرة. إذا أرادت السيدة الأولى أو الرئيس أو الأطفال شيئًا ما، فعادةً ما يكون موجودًا في المنزل، وليس مجرد زيارة سريعة للمتجر". ومع ذلك، يتعين على الأسرة الأولى دفع ثمن الطعام الذي تشتريه، وفقًا لميشيل أوباما. قالت السيدة أوباما: "لا أحد يخبرك بهذا، وإذا قلت إنك تريد بعض الفاكهة الاستوائية، سيقولون: نعم سيدتي، سنشتريها. ثم ستتلقى فاتورة بقيمة 500 دولار للخوخ".

رابط المصدر: https://thanhnien.vn/nhung-bi-mat-sau-gian-bep-nha-trang-185240123184948627.htm