(NB&CL) يصادف عام 2025 الذكرى الخامسة والسبعين لليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام. ومن المتوقع أيضًا أن يكون عامًا تزدهر فيه التعددية، وهي الركيزة الأساسية للسلام الدولي. ولا سبيل إلى مواجهة الانقسامات والأزمات المتفاقمة إلا من خلال العمل معًا.
2024 مع العديد من الصراعات و"النقاط الساخنة"
سيشهد عام ٢٠٢٤ انقسامًا حادًا في العالم، مع العديد من الصراعات و"البؤر الساخنة" في مناطق مختلفة. يدخل الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا عامه الثالث، متضمنًا تطورات معقدة وغير متوقعة.
الصراع الروسي الأوكراني ليس مجرد قضية بين طرفين، بل يتأثر ويتأثر أيضًا بعوامل خارجية. الولايات المتحدة والغرب ليسا متورطين بشكل مباشر في الحرب، لكنهما يزيدان من مساعداتهما لأوكرانيا بالأسلحة والمعدات الحديثة، ويفرضان عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا، وغيرها. سيُتيح استمرار انغماس روسيا في الحرب فرصةً للغرب لاغتنام فرصة إعادة بناء الوضع الأمني الأوروبي وإنشاء آليات اقتصادية دون مشاركة روسيا، بما يعود بالنفع على الولايات المتحدة والغرب؛ وفي الوقت نفسه، سيُضعف هذا من قوة روسيا الوطنية الشاملة على الساحة الدولية. وقد ضيّق هذا العامل الباب أمام حل الصراع الروسي الأوكراني في الآونة الأخيرة.
يحتاج العالم إلى التعافي بعد كل هذا الانقسام على مر السنين، وخاصة في عام 2024. رسم توضيحي: إيان ماسترتون
تشتعل "البؤر الساخنة" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وقد تشتعل في أي وقت؛ فقد أصبحت هذه المنطقة ساحةً للتنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى. وقد تصاعدت حدة القضية النووية في شبه الجزيرة الكورية مع استمرار كوريا الشمالية في إجراء تجارب أسلحة وصواريخ لمواجهة ما تعتبره تهديدًا أمنيًا ناجمًا عن التدريبات العسكرية التي تُجريها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان. وفي الوقت نفسه، لا تزال النزاعات في بحر الشرق وقضية مضيق تايوان تُشكل تحديات أمنية خطيرة تُهدد السلام والاستقرار في المنطقة.
يقول المحللون السياسيون إنه بينما يدفع الصراع في أوكرانيا العلاقات بين الولايات المتحدة وحلف الناتو وروسيا إلى "الخط الأحمر" لمواجهة شاملة، ستكثف الولايات المتحدة وحلفاؤها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الإجراءات العسكرية لردع الصين واحتوائها. في عام 2024، ستستمر آليات التعاون متعددة الأطراف بقيادة الولايات المتحدة، مثل المجموعة الرباعية (QUAD)، ومعاهدة الشراكة الأمنية الثلاثية (AUKUS) (التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا)، والتعاون الثلاثي بين الولايات المتحدة واليابان وكوريا... في التطور، مما يُرسي أساسًا متينًا لوجود الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة. في غضون ذلك، تُركز الصين على الاستثمار في التحديث العسكري، مُوليةً أهميةً لتوسيع التعاون الأمني والدفاعي الثنائي والمتعدد الأطراف مع دول أخرى، بما في ذلك روسيا. وقد أدى ذلك، بشكل خفي، إلى منافسة استراتيجية شرسة بين الدول الكبرى وتشكيل محاور قوى متعارضة في المنطقة.
في عام ٢٠٢٤، يتسم وضع الحرب في الشرق الأوسط بالتعقيد. منذ هجوم حماس في أكتوبر ٢٠٢٣، اتخذ جيش الدفاع الإسرائيلي إجراءات عسكرية صارمة ضد "محور المقاومة" الذي تقوده إيران في المنطقة. ونفذ جيش الدفاع الإسرائيلي سلسلة من الهجمات والغارات الجوية وتفجيرات لأجهزة الراديو وأجهزة النداء ضد حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان. وفي ظل استمرار الانقسام العالمي، وخاصة بين الدول الكبرى، فإن إيجاد حل لتعزيز عملية السلام في الشرق الأوسط أمر بالغ الصعوبة.
الأمل في السلام في عام 2025
ومع حلول عام 2025، يتوقع المجتمع الدولي عالماً ينعم بالسلام والاستقرار والتقدم، مع التركيز بشكل خاص على دور الدول الكبرى.
أولاً، سيصادف عام 2025 الذكرى الخامسة والسبعين لليوم الدولي للتعددية والدبلوماسية من أجل السلام (24 أبريل). ومن المتوقع أن يشهد هذا العام ازدهار التعددية، أساس السلام الدولي. ويأمل المجتمع الدولي أن تُغيّر القوى الكبرى استراتيجياتها، وأن تُدرك القضايا الخطيرة التي تواجه الأمن الإقليمي والعالمي اليوم، وأن تجلس على طاولة المفاوضات لتعزيز حلول بناء السلام. ومن الواضح أن التعاون وحده كفيلٌ بمكافحة الانقسامات والأزمات المتفاقمة.
ستظل الأمم المتحدة تؤدي دورًا هامًا في إحلال السلام في العالم. الصورة: الأمم المتحدة
التعددية جزءٌ من ميثاق الأمم المتحدة، وهي إحدى ركائز النظام الدولي الذي نعيش فيه اليوم. وفي تقريره لعام ٢٠١٨ عن أعمال الأمم المتحدة المقدم إلى الجمعية العامة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الميثاق يبقى "بوصلةً أخلاقيةً لتعزيز السلام، وتعزيز كرامة الإنسان وازدهاره، وحماية حقوق الإنسان وسيادة القانون".
ثانيًا، مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى المخاطر التي قد تواجه بقية العالم، وخاصةً ما حدث في ولايته الأولى، هناك أيضًا توقعات مؤكدة لولاية ثانية أكثر استقرارًا. ومن المرجح أن يُفتح باب المفاوضات الأمريكية الروسية، مما يفتح فرصة لإنهاء الصراع في أوكرانيا قريبًا، على الرغم من استمرار وجود العديد من الصعوبات والتحديات. من وجهة نظره الشخصية، لا يعتبر السيد ترامب روسيا خصمًا. علاوة على ذلك، ووفقًا له، فإن زيادة الضغط على روسيا ستؤدي إلى تقارب بين روسيا والصين، وهو أمر لا تريده الولايات المتحدة إطلاقًا.
لذلك، ليس من المستبعد أن تُسبب سياسة السيد ترامب بعض العراقيل في العلاقات الروسية الصينية، مما يُنشئ تحالفًا ثلاثيًا "تعاونيًا ودفاعيًا" بين القوى الثلاث. وسيُحدّ هذا التحالف، إلى حدٍّ ما، من الاستقطاب الحاد الحالي، وهو عاملٌ يضمن استقرار العالم من خلال التنافس السلمي بين القوى الثلاث.
ثالثًا ، ترتفع أصوات دول الجنوب العالمي. ويتضح جليًا اتجاه توسع المنظمات الإقليمية والدولية، لا سيما مجموعتا الاقتصادات المتقدمة والناشئة الرائدة في العالم، البريكس ومجموعة العشرين، اللتان ترحبان بانضمام أعضاء جدد في عام ٢٠٢٤. وهذا لا يُعزز آليات التعاون متعدد الأطراف فحسب، بل يُعزز أيضًا أصوات الدول النامية ويعزز دورها في القضايا العالمية، مما يُسهم في بناء نظام عالمي أكثر تعددًا للأقطاب وأكثر عدالة.
في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، لطالما اعتبرت الدول الكبرى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، كمنظمة إقليمية، ذات دور مهم في منع احتمال نشوب النزاعات وتعزيز عملية حل النزاعات البحرية والجزرية بالوسائل السلمية وعلى أساس القانون الدولي. وبناءً على هذا الأساس، يُتوقع من الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) مواصلة تعزيز التضامن والتماسك الوثيق لوضع معايير وقيم جماعية مشتركة، وبناء مؤسسات أمنية، وتشكيل هيكل أمني إقليمي جديد تكون رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في مركزه.
ها آنه
[إعلان 2]
المصدر: https://www.congluan.vn/nhung-ky-vong-han-gan-mot-the-gioi-nhieu-chia-re-post331230.html
تعليق (0)