سيدي، يجري حاليًا تفكيك ونقل العديد من المنشآت المحيطة ببحيرة هوان كيم لتوسيع المساحات الثقافية والترفيهية، مما يُسهم في تغيير مشهد العاصمة. ما رأيكم في هذا القرار؟
الأستاذ المشارك، الدكتور بوي هواي سون: أعتقد أن هذه خطوة جريئة وضرورية ومُفعمة بالأمل. هانوي مدينة عريقة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في عملية التنمية الحضرية. إن توسيع المساحات العامة حول بحيرة هوان كيم - المنطقة المركزية التي تلتقي فيها طبقات متعددة من الذكريات الثقافية - إذا ما طُبّق في الاتجاه الصحيح، سيُضفي على العاصمة مظهرًا إيجابيًا.
الأستاذ المشارك، الدكتور بوي هواي سون، العضو الدائم في لجنة الثقافة والتعليم بالجمعية الوطنية. الصورة: quochoi.vn
أرى في هذا فرصةً لهانوي لتعديل الجوانب التي لم تعد مناسبةً للتنمية العامة. بعض المباني السابقة شُيّدت لخدمة الاقتصاد والإدارة والتجارة، لكنها تدريجيًا أصبحت غير منسجمة مع المساحة التراثية التي تحتاج إلى أن تكون أنيقةً ومتناغمةً.
بالطبع، ليس تفكيك المباني بالأمر السهل، فكل بناء يحمل في طياته ارتباطًا خاصًا بالناس. ولكن إذا ساهم هذا التنازل في خلق مساحات ثقافية وترفيهية حقيقية، حيث يمكن للناس الاستمتاع بجمال بحيرة هوان كيم على نحوٍ أعمق، فسيكون تغييرًا جديرًا بالاهتمام.
ومع ذلك، من المهم أن تتمتع هذه العملية برؤية واضحة، وأن تحترم الماضي، وأن تراعي الحاضر. يجب مراجعة الأعمال ذات القيمة المعمارية والثقافية بعناية لوضع خطط للترميم، أو تحويلها إلى وظائف، أو الحفاظ عليها بشكل إبداعي.
إن توسيع الفضاء الثقافي لا ينبغي أن يعني محو الذكريات، بل وسيلة لاستمرار تلك الذكريات في شكل جديد، أكثر ملاءمة لوتيرة الحياة الحديثة.
من أبرز المباني التي هُدمت مبنى "شارك جوز". ما رأيك في هذا القرار؟
الأستاذ المشارك الدكتور بوي هواي سون: لا شك أن هدم مبنى "شارك جاوز" سيثير مشاعر كثيرة في قلوب السكان والسياح. إنه رمز مألوف، ومكان مرتبط بذكريات أجيال عديدة. أتفهم تمامًا الأسف، بل وحتى الجدل الدائر حول هذا القرار.
ومع ذلك، إذا نظرنا بموضوعية، نجد أن مبنى "شارك جو" لم ينسجم قط مع منظر بحيرة هوان كيم، تلك المساحة التي تتسم بالأناقة والعراقة والقداسة. عندما شُيّد هذا المبنى في التسعينيات، مثّل خطوةً تنمويةً جديدةً في هانوي. أما الآن، ومع تركيز الأولوية على توسيع المساحات العامة واحترام التراث، لم يعد وجوده مناسبًا.
أعتقد أن التفكيك لا يعني "محو ذكرى"، بل هو وسيلة لإنعاش الذكريات بطريقة مختلفة. عندما تصبح المساحة المحيطة ببحيرة هوان كيم أكثر اتساعًا، وعندما يُرى برج السلاحف من جميع الجهات، وعندما يتوفر للناس المزيد من الأماكن للمشي والراحة والتواصل الاجتماعي، عندها ستستمر الذكريات بشكل مختلف، أخف وأقرب.
قبل هدم المبنى، توافد مئات السكان والسياح إلى مبنى Shark Jaw لالتقاط الصور.
ليس مبنى "شارك جو" فقط، بل هناك حوالي 50 مبنى آخر قيد الهدم لتوسيع المساحة. برأيك، هل يجب إعادة النظر أم نحتاج إلى حلول أخرى؟
الأستاذة المشاركة د. بوي هواي سون: من منظور ثقافي، لا يُعدّ هدم سلسلة من المباني المحيطة ببحيرة هوان كيم قصةً بسيطة. فهي ليست مجرد كتل خرسانية، بل هي أيضًا ركائز للذكريات، حيث تتداخل طبقات من تاريخ هانوي على مدى أجيال عديدة.
أعتقد أنه لا ينبغي طرح المسألة بطريقة متطرفة - إما الإبقاء على كل شيء أو إزالته. بل يجب اتباع عملية اختيار دقيقة، تستند إلى معايير محددة تتعلق بالقيمة المعمارية والتاريخ والثقافة ومدى تأثيرها على التخطيط العام وشعور المجتمع.
هناك مبانٍ قديمة لا تزال تحتفظ بروح المدينة، ويمكن تجديدها لتلبية الاحتياجات الجديدة. أما المباني التي لم تعد صالحة، فيجب هدمها، واستبدالها بحلول تخطيطية إنسانية ومستدامة.
تحتاج هانوي إلى تطوير بنيتها التحتية ووسائل النقل، مع الحفاظ على هويتها الحضرية. فالعاصمة العريقة في ثقافتها لا تقتصر على شوارعها الواسعة وساحاتها الفسيحة، بل تحتاج أيضًا إلى مساحات تخلد الذكريات، وتُضفي عليها طابعها الخاص.
منطقة النافورة أمام مبنى Shark Jaws.
- من وجهة نظر شخصية، ما الذي تتوقعه بشأن المظهر الجديد لمنطقة بحيرة هوان كيم بعد عملية التجديد؟
الأستاذ المشارك الدكتور بوي هواي سون: آمل أن تصبح بحيرة هوان كيم، بعد عملية التجديد، نموذجًا حقيقيًا لمساحة ثقافية عامة - ليس فقط مكانًا لمشاهدة المعالم السياحية، بل أيضًا مسرحًا مفتوحًا للحياة الثقافية في العاصمة، ومكانًا لأنشطة فنون الشارع، ومساحة لعرض التراث، والتبادل المجتمعي.
إذا تم التخطيط له بشكل جيد، يمكن لهذا المكان أن يصبح "بطاقة العمل" الثقافية الخاصة بهانوي - وجهة لا ينبغي للسياح تفويتها، ومساحة ثقافية نابضة بالحياة للسكان المحليين، ورمزًا لمدينة تتطور بشكل مستدام على أساس ثقافي.
وأعتقد أنه إذا تم تنفيذ هذا التغيير بشكل منهجي، مع توافق اجتماعي ورؤية طويلة الأجل، فإن هانوي سوف تتمتع ببحيرة هوان كيم أكثر جمالاً وانفتاحاً مع المزيد من الحياة - وهي مساحة تستحق حقاً مكانتها كقلب العاصمة التي يبلغ عمرها ألف عام.
شكرًا لك!
فيتنام الصين (أداء)
المصدر: https://www.congluan.vn/pgsts-bui-hoai-son-cai-tao-khong-gian-van-hoa-o-ho-guom-la-mot-buoc-di-tao-bao-can-thiet-post340302.html
تعليق (0)