في المرتفعات، حيث تُغطي الغيوم والضباب طوال العام، يستقبل شعب الهان هي الأسود الربيع الجديد بمهرجانات تقليدية عديدة ذات دلالة إنسانية عميقة. بعد مراسم عبادة الغابة، شاكرين إله الغابة على توفيره بيئة معيشية آمنة، وحياة هانية هادئة، ومحاصيل وفيرة، يحتفل شعب الهان هي الأسود بيوم الطفل، داعين الله أن ينعم أطفال القرية بالصحة والعافية، وأن يُحسنوا سلوكهم، وأن يُحققوا نتائج دراسية ممتازة.
يُعدّ احتفال عبادة الغابة (غا ما دو) ويوم الطفل (غا ما أو) من أهمّ الأنشطة الثقافية المجتمعية لشعب الها نيهي الأسود مع حلول الربيع. إذا أُقيم احتفال عبادة الغابة في الأيام الثلاثة الأولى من عيد التنين والثعبان والحصان في يناير، فإنّ يوم الطفل يُقام مباشرةً بعد عيد الحصان، حيث تُختتم الإجراءات النهائية لاحتفال عبادة الغابة.
يتألف يوم الطفل من جزأين: الأول مخصص للرجال المتزوجين فقط، والثاني للشامان وممثلي العائلات، الذين عادةً ما يكون لديهم خبر سار، كزواج زوجين أو ولادة طفل جديد، ليطلبوا من الآلهة والأجداد الصحة والحكمة والسلام.
تُحضّر القرابين للآلهة والأجداد بعناية، بما في ذلك منتجات الجبال والغابات أو الأطعمة التقليدية التي يُعدّها السكان المحليون من لحم الخنزير والدجاج وأسماك الجداول والفول السوداني والفاصوليا واليقطين والبطاطس والخضراوات البرية والبيض... وبالطبع، تُعدّ أكواب النبيذ من أساسيات هذه القرابين. وعلى وجه الخصوص، تحتوي كل صينية قرابين على غصن من الزهور، مثل أزهار الخوخ أو الزهور البرية المتفتحة.
مجلة التراث
تعليق (0)