
يرى العديد من المعلمين أن أجيال الطلاب القادمة لن تضطر بعد الآن للذهاب إلى المدرسة حاملةً حقائب ظهر ثقيلة. فالأجهزة اللوحية، وأجهزة القراءة الإلكترونية، والحواسيب الذكية تحل تدريجيًا محل الأدوات التقليدية. كما أن الكتب الإلكترونية، بما فيها الكتب المدرسية، تتطور تدريجيًا وتصبح مألوفة.
من الارتباك إلى الألفة
بالطبع، بالنسبة للأجيال السابقة، بمن فيهم آباء جيل 9X في القرن العشرين، لم يكن الوصول إلى بيئة تعليمية باستخدام الكتب الإلكترونية أمرًا سهلاً. على سبيل المثال، خلال جائحة كوفيد-19 قبل بضع سنوات، ورغم استعدادهم الذهني، ظل العديد من الآباء متشككين في جودة تعلم أبنائهم عندما رأوهم يحضرون دروسًا عبر الإنترنت ويستمعون إلى محاضرات عبر الإنترنت.
"كان ذلك عندما كان أطفالهم لا يزالون يستخدمون الكتب الورقية للدراسة، ولكن في المستقبل، عندما تصبح الكتب الإلكترونية أكثر شعبية، فما هي المخاوف التي ستواجه الآباء؟" - هذا ما قاله أحد معلمي المدارس الابتدائية.
وفقًا لهذا المعلم، شهد الوصول إلى الكتب الإلكترونية في الفصول الدراسية مؤخرًا تغييرات إيجابية. كما أنشأت دار النشر التربوي صفحة "الأمتعة الرقمية" للتعريف بالكتب الإلكترونية ودعم استخدامها للطلاب.
تحتوي هذه الصفحة المعلوماتية على مجموعة شاملة من الكتب المدرسية التي يمكن لأولياء الأمور والطلاب الاطلاع عليها ومتابعتها واستخدامها في التعلم. تُعرض المحاضرات بوضوح على كل صفحة إلكترونية، وتتوفر أدوات دعم إضافية، مثل الملفات الصوتية والتمارين الجماعية من خلال الألعاب، وغيرها، مما يُسهّل على الطلاب فهم التمارين وممارسة حلها.

بتوجيه من وزارة التربية والتعليم، تحظى سياسة التدريس الإلكتروني واستخدام الوثائق والكتب الإلكترونية في جميع المراحل الدراسية باهتمام بالغ. وقد بدأت العديد من المدارس بتشجيع الطلاب على التعرّف على الكتب الإلكترونية، ووضع أطر دراسية، والتدرب على استخدام البيانات الرقمية وتجربتها، مما يُوسّع بشكل متزايد من شروط الوصول إلى الكتب الإلكترونية واستخدامها في الفصول الدراسية.
بفضل سياسة الرقمنة هذه، أصبح البحث عن الكتب المدرسية المختلفة واستخدامها أسهل، ولا يحتاج العديد من المعلمين إلى تعديل الكتب والمواد الدراسية وفقًا للبرنامج. بل يمكنهم اختيار الكتب المدرسية التي تناسب احتياجاتهم التعليمية وأساليب عرضها بشكل استباقي.
بالنسبة للطلاب، أصبحت الكتب الإلكترونية أكثر ملاءمة لأنهم يستطيعون البحث بسرعة عن المعلومات من أجهزة الكمبيوتر وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، ونسخ المعلومات وتخزينها بشكل أنيق، والأهم من ذلك، أن حقائبهم المدرسية أصبحت أخف وزناً.
هناك العديد من الصعوبات
ومن الجدير بالذكر أنه على الرغم من الجهود المبذولة لتعزيز وتطوير المحتوى الرقمي، إلا أن قطاع الكتاب الإلكتروني، وخاصة الكتب المدرسية، لا يزال يعاني من العديد من القيود حتى الآن.

لا تزال صفحة "الأمتعة الرقمية" لقطاع التعليم محدودةً في كثيرٍ من موادها المعلوماتية، وخاصةً التمارين والمحاضرات المتعلقة بالممارسة والتجربة العملية. كما أن نظام أدوات الدعم، من صور وفيديوهات وأصوات وغيرها، لا يزال يفتقر إلى التنوع والاكتمال.
اضطر قطاع التعليم مؤخرًا إلى إصدار تحذير بعد اكتشافه استخدام بعض مراكز التدريب ومراكز التعليم الخاصة للمحاضرات والبيانات الرقمية من الكتب المدرسية الإلكترونية لأغراض تجارية. وهذا يُخالف مبادئ حقوق النشر والملكية الفكرية.
لكن التحذيرات تبقى تحذيرات، فمشكلة نسخ المعلومات من الكتب المدرسية الإلكترونية واستخدامها غير القانوني لا تزال قائمة. وعليه، فإن مسألة ضمان "الأمتعة الرقمية" لمبادئ حقوق النشر والقيم التربوية الإنسانية لا تزال قضيةً تحتاج إلى معالجة من قِبل المجتمع بأسره.
وفقًا لدار النشر التربوي، لن يكون التعلم عبر الكتب الإلكترونية سوى أداة أساسية. المهم هو أن البيئة التعليمية للأجيال الشابة الحالية قد تغيرت كثيرًا، فالتعلم لا يقتصر على الكتب المدرسية فحسب، بل يجب أن يتوسع ليشمل مجالات وظروفًا متنوعة. بالإضافة إلى قراءة الكتب، يحتاج الطلاب إلى اكتساب المعرفة العملية ومهارات الحياة... ليتمكنوا من التطور بشكل متوازن.
يجب أيضًا ربط استخدام الكتب الإلكترونية في التعليم بظروف المعدات ووسائل الاستخدام. على سبيل المثال، يجب تركيب الأجهزة اللوحية التعليمية وإدارتها ومراقبتها لتجنب المحتوى السيئ على الإنترنت. كما يجب مراقبة تفاعل الطلاب، من الكتب المدرسية إلى التمارين التطبيقية والألعاب، بدقة، لا سيما في ظل بيئة الذكاء الاصطناعي الحالية، لمراقبة الطلاب ودعمهم حسب الحاجة.
وقد اضطرت العديد من المدارس في هانوي ومدينة هوشي منه مؤخرًا إلى إصدار تحذيرات بشأن استخدام الطلاب لأدوات الذكاء الاصطناعي للقيام بالواجبات المنزلية، وهو ما لا ينحرف عن معايير التعلم فحسب، بل يؤدي أيضًا بسهولة إلى اعتماد الطلاب على الأدوات، والكسل في التفكير، والافتقار إلى الإبداع.
تُظهر هذه المشكلات أن بيئة التعلم الإلكتروني، باستخدام الكتب المدرسية الإلكترونية، لا تزال تعاني حتى الآن من العديد من المشاكل والعقبات. بدءًا من وعي الطلاب بالالتزام وصولًا إلى قبول أولياء الأمور وثقتهم، شكّلت عائقًا كبيرًا أمام سياسة تعميم التعلم "الرقمي".
المصدر: https://baodanang.vn/sach-giao-khoa-dien-tu-hanh-trang-so-cua-nganh-giao-duc-3264907.html
تعليق (0)