
كان عام ٢٠٢٣ أول عام لي في العمل في صحيفة هاي دونغ (التي تُعرف الآن باسم إذاعة وتلفزيون هاي دونغ)، حيثُ كُلِّفتُ بالترويج لاتحاد الشباب. في ذلك الوقت، تعرّفتُ على مجموعة من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مُتخصصة في إعادة إنتاج صور الشهداء مجانًا لإرسالها إلى عائلاتهم في جميع أنحاء البلاد. كان أحدهم يعيش في هاي دونغ. تواصلتُ معهم لكتابة مقال بمناسبة يوم شهداء الحرب والمعاقين في ٢٧ يوليو، لكنني لم أستطع التحدث معهم آنذاك إلا عبر الهاتف.
في ديسمبر ٢٠٢٣، أتيحت لي فرصة الانضمام إلى اتحاد شباب مقاطعة هاي دونغ ومجموعة من الشباب لتسليم الصور المُرممة شخصيًا لعائلات الأمهات الفيتناميات البطلات في مقاطعتي نام ساش وثانه ها. كانت تلك أول مرة أعمل معهم مباشرةً. ورغم أنني شاهدتُ سابقًا العديد من مقاطع الفيديو حول عمليات تسليم صور مماثلة، إلا أن اللحظة التي شهدتها بعيني كانت مختلفة تمامًا.
ما زلتُ أتذكر بوضوح صورة الأم لي ثي لوي في قرية آن سون (نام ساش)، التي استشهد ولداها. عندما استلمت صورة ابنها، عانقته بشدة، مناديةً كلاً منهما باسمه: "ها هو ابني... ابني... أين ابني الآن...". في تلك اللحظة، اختنق الجميع. انهمرت الدموع في صمت، لأنه لا يمكن لأحد أن يكون قاسي القلب أمام حب الأم العميق، أمام الفقد الذي لا يهدأ.

منذ ذلك الحين، أتيحت لي فرص عديدة لمرافقة المجموعة وتوزيع الصور على عائلات الشهداء. لكن ليست كل الأمهات ينتظرن عودة أبنائهن.
في مارس ٢٠٢٤، ذهبنا إلى بلدية فينه هوا (نينه جيانج) لتقديم الصورة لعائلة الشهيد ها فان نغيب. عندما علمنا بوفاة والدة الشهيد قبل أقل من ٤٩ يومًا، أصيبت المجموعة بأكملها بالذهول. حاولت المجموعة استعادة المشهد بأسرع وقت ممكن على أمل أن "تلتقي" الأم بابنها بعد سنوات طويلة من الفراق. لكن الأم انتظرت ابنها، لكن الوقت لم ينتظرها. في يوم وصولنا، بدلًا من تقديم الصورة للأم، حان وقت إشعال البخور على المذبح الصغير في زاوية الغرفة.
في ذلك المساء، عزمت المجموعة على ترميم صور الشهداء أبناء الأمهات الفيتناميات البطلات اللواتي ما زلن يعشن في المقاطعة بسرعة. وُضعت خطة عاجلة. كان لكل شخص مهمة. كان الهدف هو منح الأمهات الفيتناميات البطلات في هاي دونغ فرصة رؤية أبنائهن من جديد في سن متقدمة.
بحلول أوائل أبريل 2024، أي بعد أقل من شهر، أكملت المجموعة ترميم 100 صورة وعرضتها في برنامج "هاي دونغ - يوم العودة". ساد الصمت القاعة بأكملها عند مشاهدة فيلم تلك الرحلة المؤثرة. دموع الأقارب عند فتح العلم الوطني، ومدّ أيديهم بخوف ليلمسوا وجوه أحبائهم من خلال الصورة، أضفت أجواءً مقدسة ومؤثرة.
بصفتي مراسلًا، أُدرك أهمية المشاعر، لكن العمل أهم. في تلك اللحظات العاطفية، مسحتُ دموعي بسرعة، وراقبتُ، ورفعتُ كاميرتي، والتقطتُ أجمل اللحظات. بعد ذلك، شاركت العديد من صفحات المعجبين الكبيرة سلسلة الصور التي التقطتها في البرنامج. لكن بالنسبة لي، الأهم ليس العدد، بل قيمة المشاعر والروابط التي تُنشر.
بالنسبة لي، الصحافة لا تقتصر على تسجيل الأحداث، بل تشمل أيضًا حفظ وسرد أكثر الأمور إنسانيةً ومؤثرةً عن الناس، وعن العلاقات الأسرية، وعن الذكريات التي لم تتلاشى بعد في نفوس من بقي منهم. وقد منحتني الصحافة سنوات شباب لا تُنسى وذات معنى.
لينه لينهالمصدر: https://baohaiduong.vn/tay-cam-may-anh-tay-lau-nuoc-mat-414447.html
تعليق (0)