يوتيوب يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي لتحرير مقاطع فيديو المبدعين عن غير قصد - صورة: THANH THU
يُجري يوتيوب تجربةً بارزةً: تحسين جودة الفيديوهات تلقائيًا باستخدام تقنية معالجة الذكاء الاصطناعي. يُتيح هذا الأمر تجربة مشاهدة أفضل، ولكنه يُثير أيضًا تساؤلاتٍ حول الشفافية وتحكم المُنشئين.
ما هي التقنية التي يستخدمها اليوتيوب لتحرير الفيديوهات تلقائيًا؟
اعتمدت شركة YouTube مؤخرًا تقنية تحسين الصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تقوم بتحليل كل إطار لتقليل الضوضاء واستعادة التفاصيل المفقودة وضبط الألوان لتتناسب بشكل أفضل مع جهاز العرض.
التقنية الرئيسية المستخدمة هي تحسين جودة الصورة بالذكاء الاصطناعي، وهي مشابهة لخوارزميات تحسين الصور المستخدمة في الألعاب والأفلام عبر الإنترنت. عندما تكون دقة الفيديو منخفضة، يُعيد النظام بناء التفاصيل لعرضها بجودة أعلى.
بالإضافة إلى ذلك، اختبر YouTube أيضًا تقنيات إعادة الإتقان وفقًا لمعايير HDR، مما يسمح بتحسين السطوع وعمق الألوان، مما يجعل الصور أكثر حيوية.
من الناحية الفنية، لا تُغيّر هذه الآلية الملف الأصلي، بل تُطبّق فقط عند تشغيل الفيديو. مع ذلك، فإنّ الفرق بين النسخة الأصلية والنسخة المُعاد إنتاجها كبير بما يكفي ليشعر المُنشئون بأنّ فيديوهاتهم قد عُدّلت دون موافقتهم.
لماذا الميزة الجديدة مثيرة للجدل؟
في البداية، اعتقد العديد من المستخدمين أنها ميزة مفيدة لأنها جعلت الفيديوهات القديمة أكثر وضوحًا وأسهل للمشاهدة. ولكن عندما اكتشف المبدعون أن أعمالهم قد خضعت لتغييرات غير مقصودة في اللون أو الإضاءة، ثار الجدل.
تحدث العديد من منشئي المحتوى عن تغيير يوتيوب تلقائيًا للإضاءة والألوان وتفاصيل الصورة في فيديوهاتهم. وعلى ريديت، نشر العديد من المستخدمين مقارنات قبل وبعد لتوضيح تأثير تحسين الذكاء الاصطناعي.
علّق البعض على أن الإطارات تبدو وكأنها مطلية بطبقة زيتية، وأن الشعر يبدو بلاستيكيًا، والتفاصيل أكثر قسوة. وجادل آخرون بأن هذا قد يُسهّل الوصول إلى الصورة، إلا أنه يُقلل من جودتها ويُفسد هدف المؤلف.
لا تقتصر المشكلة على الجماليات فحسب، بل تتعلق بالتحكم أيضًا. يعتقد المبدعون أنهم هم من يقررون كيفية عرض فيديوهاتهم، بدلًا من أن تُغيّرها المنصة تلقائيًا. في الوقت نفسه، قد يُضلّل المشاهدون باعتقادهم أن العمل الأصلي رديء الجودة، وأن يوتيوب وحده هو من يستطيع مشاهدته بشكل صحيح.
يوتيوب يتحدث
أحد أعضاء فريق YouTube Insider يشرح تقنية معالجة فيديوهات Shorts - لقطة شاشة
في بيان موجز لعدد من وسائل الإعلام، أفاد يوتيوب بأنه يختبر تقنيات لتحسين تجربة مشاهدة الفيديو من خلال تطبيق تقنيات معالجة الصور تلقائيًا. وأكد ممثل الشركة أن الملفات الأصلية للمُنشئ لم تُعدّل، وأن الهدف الوحيد هو مساعدة المشاهدين على استخدام أجهزتهم واتصالاتهم بالشبكة بشكل أفضل.
مع ذلك، لم تُقنع هذه المعلومات مجتمعَ المستخدمين. يرى بعض خبراء التكنولوجيا أن على يوتيوب أن يكون أكثر شفافيةً بشأن توقيت ومكان تطبيق هذه الميزة.
ويعتقدون أن تحسين الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي هو خطوة حتمية إلى الأمام، ولكن بدون خيار التشغيل/الإيقاف، ستفقد المنصة عن غير قصد ثقة منشئي المحتوى، الذين هم ركائز نظام YouTube البيئي.
يحتاج المستخدمون إلى الشفافية
ويتوقع الكثيرون أن يضيف موقع يوتيوب قريبًا خيارًا يسمح لصناع المحتوى بتحديد ما إذا كانوا يريدون تطبيق التحرير التلقائي، وهو ما قد يكون وسيلة لموازنة فوائد التكنولوجيا مع التحكم الإبداعي.
تشير هذه الميزة أيضًا إلى اتجاه أوسع: ستعتمد المنصات الإلكترونية بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المحتوى الذي يشاهده المستخدمون. قد تستخدم نتفليكس وتيك توك وخدمات البث المباشر الأخرى تقنيات مماثلة للحفاظ على تفاعل جمهورها.
الدرس الأهم هو ضرورة أن تقترن التكنولوجيا بالشفافية. من حق المستخدمين معرفة كيفية تحرير محتواهم، ومن حق المبدعين اختيار كيفية عرض أعمالهم للجمهور. فبدون ذلك، قد تصبح ميزة تبدو سهلة الاستخدام محور جدل.
المصدر: https://tuoitre.vn/thuc-hu-viec-youtube-tu-dong-chinh-sua-video-khien-cong-dong-tranh-cai-20250828165050001.htm
تعليق (0)