الاستخبارات الإسرائيلية أخطأت في تقدير القوة الصاروخية الإيرانية

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي من أن إيران ستطلق المزيد من الصواريخ وأن معركة صعبة ستواجه تل أبيب حتما.

حتى الآن، وبعد ١٢ يومًا من القتال، توقفت الحرب الإيرانية الإسرائيلية مؤقتًا، وفقًا لوقف إطلاق نار مؤقت أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ولكن بعد ١٢ يومًا من الحرب، يتضح أن إسرائيل بالغت في تقدير قوتها وحكمتها.

أوضح دليل على ذلك هو أنهم لا يستطيعون هزيمة إيران بسرعة، بل عليهم انتظار تدخل الولايات المتحدة. هذا الصراع سيجرّ إسرائيل وإيران بلا شك إلى دوامة جديدة من الكراهية، وكلا الطرفين "يمسح أنفه" لمواصلة الاستعداد لحرب جديدة.

وفي وقت سابق من مساء يوم 20 يونيو/حزيران، حذرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، نقلاً عن القائد الأعلى لقوات الدفاع الإسرائيلية الجنرال إيال زامير، الإسرائيليين من أنهم يجب أن يستعدوا لـ "عملية طويلة الأمد ضد إيران" من أجل "القضاء على هذا التهديد (النووي)".

يشير هذا إلى أن حرب إسرائيل مع إيران من غير المرجح أن تنتهي سريعًا، وأنه قد تكون هناك وقفات مؤقتة لإطلاق النار بينهما. هذا يعني أن إسرائيل ستُجرّ حتمًا إلى حرب طويلة الأمد مع إيران.

قال الجنرال زامير أيضًا إن سبب شن إسرائيل للهجوم على إيران هو علمها بامتلاك إيران حوالي 2500 صاروخ أرض-أرض، وبمعدل إنتاج صاروخي مرتفع للغاية. هذه أسلحة قادرة على مهاجمة الأراضي الإسرائيلية وتهديد أمنها بشكل مباشر.

قبل الحرب، توقعت إسرائيل أن تمتلك إيران نحو 8000 صاروخ خلال عامين تقريباً، وهذا يعني أن إيران لديها الكثير من الصواريخ، ويمكن لطهران أن تنتج نحو 5500 صاروخ خلال عامين، أي نحو 2750 صاروخاً سنوياً، أي ما يعادل نحو 230 صاروخاً شهرياً، ويمكن أن يتضاعف هذا العدد في زمن الحرب.

في هذا السياق، ستزداد أعداد الصواريخ الإيرانية، ويمكن أن يُلبي إنتاجها بالكامل الحاجة إلى قتال إسرائيل طويلًا. من بينها العديد من الصواريخ الحديثة ذات القدرة العالية على الاختراق، والتي تحمل أنواعًا مختلفة من الرؤوس الحربية، مثل الذخائر النووية أو العنقودية.

قال الجنرال زامير أيضًا إن جيش الدفاع الإسرائيلي "يستعد لهذه العملية (الحرب مع إيران) منذ سنوات طويلة" ونفذها "بفضل مزيج من الظروف التكتيكية والاستراتيجية". وأضاف أن "الغارة" التي شنتها إسرائيل على إيران منذ بداية الحرب "حققت نتائج باهرة".

هاجمنا القيادة العليا الإيرانية، ووجهنا ضربة قاصمة لجزء أساسي من برنامجها النووي، وقطعنا مسار رحلاتها إلى طهران، وحددنا ودمرنا حوالي نصف منصات إطلاق الصواريخ. حتى أن بعضها دُمّر في غضون دقائق من إطلاقها. ورغم حالة التأهب القصوى التي كانت عليها إيران، نجحنا في تنفيذ هجوم مباغت، كما قال الجنرال زامير.

في الوقت نفسه، أفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن أجهزة الأمن الإسرائيلية أدركت أن الحملة العسكرية ضد إيران، التي بدأت في 13 يونيو/حزيران، ستستغرق وقتًا أطول من المتوقع. في البداية، كان هدف إسرائيل من هذه العملية تحقيق هدفها في غضون أسبوع أو أسبوعين.

لكن بالنظر إلى النتائج الحالية، فقد مرّ 13 يومًا، ومن الواضح أن إسرائيل لم تحقق هدفها الأصلي. تواصل إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل يوميًا وعلى نطاق واسع. ولم تتوقف الحرب إلا بإعلان الرئيس الأمريكي وقف إطلاق النار بين الجانبين.

لا يزال احتمال وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل غير واضح، لكن من الجدير التكهن بالنتيجة المؤقتة للصراع الحالي، وفقًا لمقال جديد نُشر على موقع "ذا كونفرسيشن". فرغم أن إيران فوجئت بالغارات الإسرائيلية، التي جاءت في وقت كانت فيه منخرطة في مفاوضات نووية مع الولايات المتحدة، إلا أنها تمكنت من الرد بإطلاق مئات الصواريخ.

ورغم اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية، إلا أن عددا كبيرا من الصواريخ نجح في اختراق نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، متسببا في دمار واسع النطاق في المدن الكبرى، ومقتل العشرات وإصابة المئات، بحسب ما كتب موقع "ذا كونفرسيشن".

أثبتت إيران قدرتها على الرد، رغم أن إسرائيل دمّرت منظومات دفاعها الجوي وبعض منصات إطلاق الصواريخ الباليستية. تزعم إسرائيل أنها حققت أهدافها، لكن مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني وقدرته على مواصلة تخصيب اليورانيوم غير معروف.

شددت "ذا كونفرسيشن" على أن كلا الجانبين قد يظل في حالة جمود "غير مستقرة"، وأن الصراع قد يشتعل مجددًا حالما يرى أحدهما فرصة استراتيجية. كما ذكرت "ذا كونفرسيشن" أن طهران قد تُركز جميع مواردها على ترميم نظام دفاعها الجوي، ربما بإمدادات من الصين. (مصدر الصورة: الجزيرة، إيرنا، تايم أوف إسرائيل).

المصدر: https://khoahocdoisong.vn/tinh-bao-israel-danh-gia-sai-suc-manh-ten-lua-cua-iran-post1550200.html