كان الناس ينامون بدون وسائد.
في العصر الحديث، تعتبر الوسادة بمثابة "رفيق" لا غنى عنه للنوم.
تشير الأبحاث الجديدة إلى أن الوسائد ليست حاجة فسيولوجية طبيعية للإنسان، وفي بعض الأحيان، قد يجلب النوم بدون وسادة العديد من الفوائد للجسم.
في عالمنا اليوم، من وسائد الريش إلى وسائد الإسفنج الذكي، يبذل الناس جهدًا كبيرًا للعثور على "الوسادة المثالية" لنوم هانئ. ومع ذلك، اكتشف علماء أوروبيون أن عادات استخدام الوسائد هي في الواقع نتيجة لتغييرات في نمط الحياة، وليست شرطًا أساسيًا للنوم الجيد.

الوسائد ليست حاجة فسيولوجية طبيعية للإنسان (صورة: جيتي).
قارن الفريق عادات نوم البشر المعاصرين بعادات نوم القبائل البدائية والرئيسيات. ووجدوا أن الوسائد لم تظهر في التاريخ التطوري كعنصر أساسي.
وبدلاً من ذلك، أصبحت الوسائد شائعة عندما بدأ الناس يعيشون في أماكن مستقرة، ويصنعون الأسرة ويغيرون أوضاع النوم.
من الناحية البيولوجية، يتمتع العمود الفقري البشري بانحناء طبيعي، مما يساعد على الحفاظ على التوازن عند الحركة، ويمتص الصدمات ويدعم الرأس.
عند النوم، إذا تم الحفاظ على العمود الفقري في المنحنى الفسيولوجي الصحيح، فإن الجسم يشعر بالراحة، مما يحد من إجهاد العضلات والمفاصل.
يمكن أن تساعد الوسائد في الحفاظ على هذا الانحناء، خاصةً لمن ينامون على ظهورهم أو جانبهم. ولكن في الواقع، إذا نمتَ في الوضعية الصحيحة، فسيظل جسمكَ مسترخيًا تمامًا وينام جيدًا دون أي دعم تحت رأسك.
يتضح هذا جليًا في المجتمعات البدائية التي لا تزال قائمة، حيث لا يستخدم الناس الوسائد أو مساند الرأس. كما أنهم نادرًا ما يعانون من مشاكل العضلات والعظام والمفاصل التي يعاني منها أكثر من 90% من سكان العصر الحديث عندما يكبرون وهم معتادون على استخدام الوسائد.
العديد من أوضاع النوم الخاصة بالناس البدائيين
إن أوضاع النوم لدى البشر البدائيين مثيرة للإعجاب: الاستلقاء على الجانب مع ضغط الكتف السفلي على الأرض، والرقبة مشدودة بشكل طبيعي؛ أو النوم نصف جالس ونصف ملتف، باستخدام وتر أخيل في إحدى الساقين لربط أصابع الساق الأخرى، وكلاهما يساعد في الحفاظ على الوضع ودعم تعديل بنية القدم.
وضعية أخرى هي وضعية الركوع على الأطراف الأربعة، حيث ترتكز على المرفقين والركبتين، مما يساعد على تمديد العمود الفقري بلطف، مما يقلل الضغط على الفقرات.

وضعية النوم على الأرجل الأربعة (صورة: جيتي).
كما أن هذه المجتمعات لديها عادة النوم لساعات قليلة وتجنب النوم لفترة طويلة، لذلك لا يعانون من مشاكل مثل خدر اليدين أو تصلب الرقبة، والتي هي شائعة لدى الناس المعاصرين عند النوم في وضعية خاطئة أو استخدام وسادة غير مناسبة.
علاوة على ذلك، في الظروف البيئية القاسية مثل الجبال العالية في التبت، ينام البدو في كثير من الأحيان في وضع القرفصاء، مما يقلل من الاتصال بالأرض الباردة، ويحافظ على الدفء ويضمن الراحة.
يتبنى العديد من المستكشفين المعاصرين هذا الوضع في البرية لتجنب انخفاض حرارة الجسم، مما يشير إلى أن البشر يمكنهم التكيف مع النوم بشكل جيد دون وسادة.
ومن المثير للاهتمام أن النوم بدون وسادة لدى العديد من الرئيسيات، أسلافنا المقربين، لا يزال يضمن الحفاظ على توازن الرقبة، مما يقلل من خطر دخول الحشرات إلى الفم بفضل وضع الفم المغلق الطبيعي عند الاستلقاء على الجانب.

كيف ينام الرئيسيات (الصورة: جيتي).
ومع ذلك، كان الناس البدائيون يحدون من هذا الوضع لأن الأعضاء التناسلية كانت قريبة من الأرض، مما يجعلها عرضة لهجمات الحشرات، لذلك كانوا في كثير من الأحيان يغلقون أرجلهم أو يعدلون وركهم لحماية أجزائهم الخاصة.
مع ذلك، لا يمكن إنكار أن الوسائد تُضفي شعورًا بالراحة، وهي عادة متأصلة في نمط حياة معظم الناس المعاصرين. ومع ذلك، يقول العلماء إن الإفراط في الاعتماد على الوسائد، وخاصةً الوسائد العالية جدًا والناعمة جدًا، قد يُسبب اختلال توازن العمود الفقري، مما يزيد من خطر الإصابة بالتهاب الفقرات العنقية، وآلام الرقبة والكتف، أو الجنف.
المصدر: https://dantri.com.vn/khoa-hoc/vi-sao-con-nguoi-phai-co-goi-moi-ngu-ngon-20250701065944626.htm
تعليق (0)