سنغافورة، وهي دولة لا تمتلك موارد طبيعية للمياه العذبة، نجحت في حل مشكلة نقص المياه من خلال تطوير أربعة ركائز أساسية لإمدادات المياه وتطبيق تكنولوجيا تحلية المياه المتقدمة.
لا يوجد في سنغافورة أي مصدر طبيعي للمياه العذبة.
وفقًا لإذاعة دويتشه فيله الدولية (ألمانيا) في الأول من أكتوبر، تُعدّ المياه العذبة موردًا أساسيًا يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد وصحة الناس. سنغافورة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 6 ملايين نسمة، ليست مركزًا ماليًا عالميًا فحسب، بل هي أيضًا رائدة في حلول إدارة المياه المبتكرة. لقد حوّلت هذه الدولة تحدي نقص المياه إلى فرصة، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به في إدارة الموارد الشحيحة.
تفتقر سنغافورة إلى موارد طبيعية للمياه العذبة، وكانت تُصنّف سابقًا من بين أكثر الدول ندرة في المياه. بعد استقلالها عام ١٩٦٥، حددت سنغافورة الاكتفاء الذاتي من المياه كعامل أساسي للتنمية، ووضعت خطة شاملة لإدارة المياه.
الركائز الأربع لإمدادات المياه في سنغافورة
طورت سنغافورة أربعة محاور رئيسية لإمدادات المياه، تُعرف باسم "الصنبور الوطني": المياه المستوردة، والمياه المحلاة، والمياه من مصادر التخزين المحلية، والمياه المُعاد تدويرها (NEWater). ولتأمين الإمدادات، وقّعت سنغافورة اتفاقيات مع ماليزيا، التي تُوفر نصف احتياجاتها من المياه. إلا أن التوترات بين البلدين بشأن هذه القضية تتزايد، حيث من المتوقع أن تتوقف سنغافورة عن استيراد المياه بحلول عام 2061، مما يدفعها إلى التركيز على تحسين كفاءة مصادرها المائية الثلاثة المتبقية.
أكد جون ماركو تشرش، خبير إدارة المياه في الأمم المتحدة، على أهمية التخطيط الشامل للمياه: "الهدف هو تحقيق أقصى استفادة من كل قطرة ماء". وقد استثمرت سنغافورة مليارات الدولارات في البنية التحتية لجمع المياه ومعالجتها، لضمان نظافة قنواتها ومجاريها.
تمتلك سنغافورة حاليًا خمس محطات لتحلية المياه، تُوفر 25% من إجمالي إمدادات المياه في البلاد. ولا تقتصر هذه المحطات على تنقية المياه فحسب، بل تُدمج أيضًا في المشهد الحضري. وتهدف سنغافورة إلى زيادة قدرتها على تحلية المياه إلى 30% من احتياجاتها المائية بحلول عام 2060، مع أن استيراد المياه سيظل يلعب دورًا هامًا.
تستخدم سنغافورة أيضًا ثلثي مساحة أراضيها لجمع مياه الأمطار. تُنقل مياه أسطح المنازل عبر الأنابيب والمصارف إلى شبكة من الأنهار والقنوات والخزانات. ولا يقتصر مشروع سد مارينا، الذي يمتد على مساحة 10,000 هكتار، على جمع المياه العذبة فحسب، بل يُسهم أيضًا في منع الفيضانات. وتخطط حكومة سنغافورة لاستخدام 90% من مساحة أراضيها لحصاد مياه الأمطار بحلول عام 2060.
إلى جانب حلول البنية التحتية، طبّقت سنغافورة برامج توعية عامة حول ترشيد استهلاك المياه. ودعمت الدولة أجهزة توفير المياه، وطوّرت تقنيات لمساعدة الناس على إدارة استهلاك المياه.
تتميز سنغافورة أيضًا بمعالجة مياه الصرف الصحي. بتكلفة 10 مليارات دولار، أنشأت الدولة نظامًا متطورًا لمعالجة مياه الصرف الصحي يُعيد استخدام المياه بكفاءة. يقول جون تشيرش من الأمم المتحدة: "يتم جمع جميع مياه الصرف الصحي ومعالجتها وإعادة استخدامها قدر الإمكان". تُعيد سنغافورة حاليًا تدوير 30% من احتياجاتها من المياه، وتهدف إلى زيادة هذه النسبة إلى 55% بحلول عام 2060.
تتميز سنغافورة بتكنولوجيا متطورة لإعادة تدوير المياه، تشمل عمليات مثل الترشيح الدقيق والتناضح العكسي والأشعة فوق البنفسجية. ولا يقتصر استخدام المياه المعاد تدويرها على الاحتياجات المنزلية فحسب، بل يُستخدم أيضًا في الصناعات التي تتطلب مياهًا نظيفة، مثل تصنيع الرقائق.
سنغافورة مثالٌ بارزٌ على كيفية تحويل التحدي إلى فرصة من خلال الإدارة الفعّالة للمياه. بفضل رؤيتها بعيدة المدى واستثماراتها الضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا، لا تلبي سنغافورة احتياجاتها المائية فحسب، بل تُسهم أيضًا في تحقيق التنمية المستدامة مستقبلًا. لا يقتصر نجاح سنغافورة على المياه فحسب، بل يشمل أيضًا الابتكار والقدرة على التكيّف مع الظروف القاسية.
فييت آنه (ت/ح)
[إعلان 2]
المصدر: https://doanhnghiepvn.vn/cong-nghe/cach-singapore-giai-quyet-tinh-trang-thieu-nuoc-ngot/20241003081951579
تعليق (0)