ينبغي على الآباء الأذكياء أن يعملوا بشكل استباقي على تدريب أطفالهم على المهارات الحياتية خلال فصل الصيف حتى يتمكنوا من التطور بشكل شامل. |
إنشاء "ملعب" مهارات للأطفال
قالت السيدة نجوين ثي ترا ماي، من حي كوانغ ترونغ (مدينة تاي نجوين )، بصراحة: خلال العطلة الصيفية، لا يزال عليّ أنا وزوجي الذهاب إلى العمل كالمعتاد. ولأن أطفالنا لا يرعونهم، فمن الطبيعي أن يستخدموا الهاتف والكمبيوتر كثيرًا.
لا يحدث هذا الوضع في عائلة السيدة ماي فحسب، بل إنه شائع أيضًا في العديد من العائلات الحديثة اليوم، مما يتسبب في عدم وضوح أنشطة التواصل الاجتماعي للأطفال، أو أنشطتهم البدنية أو تعلم المهارات "الناعمة".
حلل الأستاذ المشارك، الدكتور فونغ ثي هانج، الرئيس السابق لقسم علم النفس - التربية ، جامعة التربية (جامعة تاي نجوين): "في الحياة، يحتاج الإنسان إلى مهارات بقدر ما يحتاج إلى جوانب من أنشطته. من التحكم في العواطف، والسلوك، وتنظيم العمل، إلى الاستقلال المالي... يجب ممارسة هذه المهارات في وقت مبكر، لتصبح أساسًا يُمكّن الأطفال من خوض غمار الحياة بثقة".
بدلاً من ترك أطفالهم يقضون عطلة صيفية ممتعة، يبحث العديد من الآباء والأمهات الآن بنشاط عن ملاعب ودورات مهارات لأطفالهم. السباحة، والعروض التقديمية، وإلقاء المحاضرات، والفنون، وفنون الدفاع عن النفس... كل دورة تُمثل مساحة جديدة للأطفال لممارسة صحتهم، وتعلم مهارات "ناعمة" تُساعدهم على اكتساب ثقة أكبر وشجاعة أكبر.
السباحة هي مهارة حياتية أساسية يجب على الأطفال ممارستها. |
في دار تاي نجوين للأطفال، شهدنا أجواءً مفعمة بالحيوية خلال الفصول الصيفية. في منطقة المسبح، كان الأطفال متحمسين لتعلم تقنيات السباحة مع المعلمين. قالت نجوين ثي ها تشي، البالغة من العمر ١٢ عامًا، بسعادة: بعد أسبوع من الدراسة، أتقنت السباحة. أجد السباحة مادةً مفيدةً للغاية.
قالت السيدة نجوين ثي هانغ، مُدرِّسة سباحة هنا: السباحة مهارة حياتية أساسية يجب على الأطفال تعلُّمها مُبكرًا. بالإضافة إلى تقنيات السباحة، نُعلِّم الأطفال أيضًا كيفية التعامل مع المواقف الصعبة في الماء.
لا تقتصر دورات السباحة والعروض والرقص والفنون القتالية ودروس التقديم على جذب عدد كبير من الطلاب الصغار. قالت فام ثي هونغ ثينه، من بلدية كويت ثانغ (مدينة تاي نجوين): "بعد دورة التقديم، لم تعد طفلتي خجولة كما كانت من قبل. كما أصبحت طريقة كلامها ووقوفها أكثر ثقةً بكثير".
في حديثه معنا، قال السيد هوانغ آنه توان، مدير نادي الفنون (دار تاي نجوين للأطفال): "هذا الصيف، قمنا بتوسيع نطاق فصول المواهب، بالإضافة إلى فصول المهارات الحياتية. بفضل البرامج المصممة بشكل مناسب، لا يقتصر دور الأطفال على ممارسة المهارات فحسب، بل يكتسبون أيضًا الانضباط والثقة والقدرة على العمل الجماعي، مما يساعدهم على التطور بشكل شامل".
العائلة هي "المهد" الأول لمهارات الحياة
في منزل السيدة نجوين ثي هوين ترانج الصغير، في حي تان لاب (مدينة تاي نجوين)، يقع رف الكتب في أبرز مكان. تقضي العائلة بأكملها وقتًا يوميًا في قراءة القصص معًا، ثم مناقشة شخصيات الكتب. عند الذهاب إلى السوق أو القيام بالأعمال المنزلية، تُعلّم أطفالها بلطف كيفية اختيار الخضراوات، وحساب النقود، وهي دروس لا تُدرّس في أي مدرسة، لكنها تُغرس فيهم أعمق قيم الانضباط ومهارات الحياة.
وأضافت السيدة ترانج: خلال الصيف، نحاول قضاء المزيد من الوقت مع أطفالنا لممارسة المهارات، ومساعدتهم أيضًا على أن يصبحوا أكثر جرأة، وتوسيع دائرة التواصل الخاصة بهم.
طلاب يحضرون دورة صيفية في دار تاي نجوين للأطفال. تصوير: مانه هونغ |
ليس السيدة ترانج وحدها، بل اعتاد العديد من الآباء والأمهات على تدريب أطفالهم على المهارات "الناعمة" من خلال أمور بسيطة في حياتهم اليومية. في الواقع، من أطفال خجولين ومنطوين، أصبح العديد منهم أكثر جرأة: فهم يعرفون كيف يبادرون بالاعتناء بأنفسهم، ومساعدة أصدقائهم، ومشاركة الآخرين. كثير من الأطفال لا يجيدون السباحة والعرض بثقة فحسب، بل يجيدون أيضًا الإنصات والتصرف بشكل لائق - وهي مهارات حياتية تفوق قيمة أي أداة تكنولوجية.
أكدت الأستاذة المشاركة، الدكتورة فونغ ثي هانغ، أن الأسرة هي البيئة التعليمية الأولى والأكثر استدامة لكل طفل. وفي الوقت نفسه، يُعدّ الوالدان قدوةً حسنةً لأطفالهم في تعلّم مهارات مهمة كالاعتناء بالنفس، وتنظيم العمل، وتنمية السلوكيات، وحل المشكلات في الحياة. كما أن العادات البسيطة، مثل طيّ الملابس، وترتيب المائدة، وتحية الكبار، تُعدّ طرقًا تُمكّن الأطفال من تعلّم العيش باستقلالية ومبادرة ومحبة.
إذا كان مركز المهارات بيئةً للتدريب التقني، فإن الأسرة هي المكان الذي تُغرس فيه العادات والشخصية لدى الأطفال كل يوم، وكل ساعة. كل تجربة، مهما كانت صغيرة، هي خطوةٌ نحو نموّهم. والصيف القيّم لا يمرّ مرور الكرام، بل يُخلّف وراءه مهاراتٍ عمليةً تُصبح هديةً لا تُقدّر بثمن يُقدّمها الآباء لأبنائهم. ومن هنا، ستُزيّن رحلة حياتهم بألوانٍ زاهية، تدوم أطول من أيّ عطلة.
المصدر: https://baothainguyen.vn/xa-hoi/202506/cha-me-thong-thai-chu-dong-ren-ky-nang-song-cho-con-dip-he-24609cb/
تعليق (0)