خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى إيطاليا، وبعد المحادثات والاجتماعات الناجحة مع كبار القادة الإيطاليين، حضر الرئيس فو فان ثونغ وزوجته، مساء يوم 26 يوليو (بالتوقيت المحلي)، في القصر الرئاسي في روما، مأدبة رسمية أقامها الرئيس الإيطالي وابنته.
وفي كلمته خلال مأدبة الدولة، أكد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا: "في رحلة الخمسة عقود من التطور الجيد للعلاقات بين فيتنام وإيطاليا، يحتاج الجانبان إلى بذل الجهود لتطوير العلاقات الثنائية بشكل أعمق وأكثر تنوعًا في الفترة المقبلة".
استذكارًا لذكرى ما حدث قبل عشر سنوات، خلال الزيارة الرسمية للأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونغ إلى إيطاليا، اتفق البلدان على إقامة شراكة استراتيجية. وأكد الرئيس سيرجيو ماتاريلا أن هذا الإطار السياسي مهم، ويساهم في تحقيق العلاقات الفيتنامية الإيطالية العديد من الإنجازات التي تشهدها اليوم.
الرئيس فو فان ثونغ وزوجته، والرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وابنته يلتقطان صورةً معًا. الصورة: صحيفة تيان فونغ. |
وأكد الرئيس سيرجيو ماتاريلا أن العلاقة بين البلدين هي مظهر من مظاهر التضامن والمودة الصادقة وتراث الشعبين، وذكر أن العلاقة بين البلدين تطورت باستمرار بطريقة متنوعة وفعالة، حتى في الأوقات الأكثر صعوبة وأصبحت مظهرا واضحا للصداقة بين البلدين والشعبين، ومن الأمثلة المحددة على ذلك الدعم المتبادل بين البلدين خلال الوباء من خلال التبرع بالأقنعة الطبية ولقاحات كوفيد-19.
قال الرئيس سيرجيو ماتاريلا إن فيتنام وإيطاليا، في أنشطتهما الدولية، تستندان إلى قيم السلام والتعددية، وهما أمران أساسيان لمواجهة التحديات الكبرى في الحاضر والمستقبل، بدءًا من مكافحة الفقر وانعدام الأمن الغذائي وصولًا إلى ظاهرة الهجرة، ومن مكافحة الجريمة الدولية إلى تغير المناخ. وتُقدّر إيطاليا وتُقدّر عاليًا فعالية الأنشطة الدولية لفيتنام، وخاصةً مساهماتها في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام.
أكد الرئيس سيرجيو ماتاريلا أن "فيتنام شريك مهم لتحقيق التوازن والتقدم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي منطقة تولي إيطاليا اهتمامًا متزايدًا لها، بما يتماشى مع استراتيجية الاتحاد الأوروبي". ومن الأمثلة النموذجية على ذلك الزيارة الأخيرة لسفينة الدورية البحرية الإيطالية "فرانشيسكو موروسيني" إلى مدينة هو تشي منه، والتي تتمثل مهمتها في تنفيذ التزام إيطاليا بحرية الملاحة في المنطقة.
من جانبه، صرّح الرئيس فو فان ثونغ في ردّه بأن الشعب الفيتنامي سيظلّ يتذكر دائمًا الدعم القيّم الذي قدّمه الشعب الإيطالي لحرب المقاومة الفيتنامية من أجل الاستقلال والحرية وإعادة التوحيد الوطني. ومن رموز هذا الدعم سفينة الصداقة "أسترالي"، التي نقلت الضروريات من الشعب الإيطالي لمساعدة الشعب الفيتنامي في أواخر عام ١٩٧٣، بقيادة الكابتن لوتشيانو سوساي من ميناء جنوة. بعد الحرب، دخلت فيتنام مرحلة بناء وطني، وواصلت إيطاليا دعمها لفيتنام من خلال مشاريع المساعدة الإنمائية، مما ساعدها على تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية. ومؤخرًا، في سياق تفشي جائحة كوفيد-١٩، دعمت إيطاليا فيتنام بما يقرب من ٣ ملايين جرعة من لقاح كوفيد-١٩؛ ودعمت فيتنام إيطاليا بالأقنعة الطبية. وأكد الرئيس فو فان ثونغ: "نتشارك الأوقات الصعبة، معًا نتغلب على الجائحة".
صرح الرئيس بأنه على مدار نصف القرن الماضي، وبناءً على أسس الصداقة المتينة، أصبحت إيطاليا وفيتنام شريكين مهمين بشكل متزايد في جميع المجالات، من السياسة والدبلوماسية والتجارة والاستثمار إلى الثقافة والسياحة والتعليم والتدريب، وغيرها، متعاونين بشكل وثيق على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف. قبل عشر سنوات، أقامت فيتنام وإيطاليا شراكة استراتيجية، فاتحةً بذلك صفحة مهمة في العلاقات بين البلدين، ومعززةً تطوير التعاون بينهما على نحو عميق وشامل وفعال ومستدام.
وأكد الرئيس أن العلاقات التعاونية بين فيتنام وإيطاليا تتوسع باستمرار في عالم اليوم الذي يشهد تغيرات مستمرة وفرص وتحديات متشابكة عديدة، بما يتماشى مع القيم والمصالح المشتركة للمجتمع الدولي.
وفي إشارة إلى محتوى التبادل مع الرئيس وكبار القادة الإيطاليين خلال هذه الزيارة، قال الرئيس فو فان ثونغ إن الجانبين يتقاسمان الرغبة والتصميم على نقل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى صفحة جديدة، أقوى وأكثر فعالية، والمساهمة في الأهداف المشتركة للتنمية المستدامة وحل القضايا العالمية على أساس التوازن والمنفعة المتبادلة، واستغلال مزايا وإمكانات كل بلد، لصالح شعبي البلدين، من أجل السلام والتعاون والتنمية في المنطقة والعالم.
في إن إيه
[إعلان 2]
مصدر
تعليق (0)