أدوات الرعب في العصور الوسطى، أسرار خفية لم تُحل بعد

ظهرت الأسلحة منذ بدايات تاريخ البشرية. ومع تطور الحضارة الإنسانية والصراعات العالمية، أصبحت الأسلحة تدريجيًا متنوعة وحديثة وخطيرة.

بحارة الإمبراطورية البيزنطية يطلقون النار على سفن العدو. (المصدر: صور تراثية)

من الصخور إلى الصواريخ، تغيرت أسلحة الحرب بمرور الزمن. ومن بين هذه الأسلحة الفتاكة العديدة، برز بعضها كأدوات ثورية، غيّرت وجه الحرب وأثّرت على حياة الملايين.

فيما يلي بعض الأسلحة التي تعتبرها الموسوعة البريطانية ، أقدم موسوعة في العالم ، الأكثر فتكًا في التاريخ:

النار اليونانية – سلاح غامض من العصور الوسطى

النار اليونانية سلاح كيميائي شهير، استخدمته الإمبراطورية البيزنطية (الإمبراطورية الرومانية الشرقية) منذ القرن السابع. وهو خليط قابل للاشتعال، قادر على الاشتعال بشدة، وخطير بشكل خاص عند رشه على الماء.

وبفضل هذه القوة، أصبحت النار اليونانية بمثابة رعب للأعداء، وخاصة في المعارك البحرية مع الأسطول العربي.

لا تزال الصيغة الدقيقة للنار اليونانية غامضة. تشير النظريات إلى أن الخليط كان يتكون من البترول والكبريت والجير الحي. عند ملامسة الجير الحي للماء، أحدث تفاعلًا طاردًا للحرارة، مما أدى إلى احتراق الخليط بشدة بدلًا من انطفاءه. منحت هذه الخاصية البيزنطيين ميزةً مميزةً في الحرب البحرية.

كانت النيران اليونانية تُرشّ من أنابيب خاصة أو تُحفظ في حاويات تُرمى يدويًا، على غرار قنابل المولوتوف الحديثة. ولم تكن قوتها المرعبة تكمن فقط في قدرتها على تدمير السفن، بل أيضًا في الرعب النفسي الذي تُسببه، إذ تُصيب قوات العدو بالذعر عند مواجهة حريق لا يُمكن إخماده بالماء.

لا تزال النار اليونانية اليوم رمزًا للتكنولوجيا العسكرية الخالدة. ومن الأمثلة الحديثة عليها النابالم، الذي استُخدم لأول مرة في الحرب العالمية الثانية، مسببًا أضرارًا جسيمة خلال الغارات الجوية على دريسدن وطوكيو عام ١٩٤٥.

مدفع رشاش ماكسيم – رمز التحول

جنود المشاة الألمان يستخدمون المدافع الرشاشة خلال الحرب العالمية الأولى. (المصدر: متحف الحرب الإمبراطوري)

شهد القرن التاسع عشر نقطة تحول رئيسية في تكنولوجيا الأسلحة، مع ظهور مدفع رشاش ماكسيم عام ١٨٨٤. كان هذا أول مدفع رشاش أوتوماتيكي في العالم، اخترعه المهندس الأمريكي هيرام ماكسيم. كان المدفع يعمل بتأثير ارتداد كل طلقة لإعادة التعبئة وإطلاق النار باستمرار، مما زاد من قوة النيران بشكل ملحوظ دون الحاجة إلى التشغيل اليدوي.

يُطلق مسدس ماكسيم عادةً طلقات عيار 7.62 مم أو 8 مم، بمعدل إطلاق يتراوح بين 500 و600 طلقة في الدقيقة. ولمنع ارتفاع درجة الحرارة، يُبرّد المسدس بالماء عبر غلاف مائي يُحيط بالسبطانة. يستخدم نظام تغذية الذخيرة مخزنًا طويلًا، مما يسمح بإطلاق مئات الطلقات دون الحاجة إلى إعادة التعبئة فورًا.

ومع ذلك، من عيوب هذا السلاح وزنه الثقيل وتصميمه الضخم، مما يُصعّب نقله ونشره. إضافةً إلى ذلك، فإن اعتماده على الماء للتبريد يعني حاجته إلى مصدر مياه دائم للحفاظ على عمله. ومع ذلك، بفضل موثوقيته العالية وقدرته على إطلاق النار باستمرار، لا يزال ماكسيم سلاحًا هائلًا.

لعب رشاش ماكسيم دورًا هامًا في العديد من الحروب الكبرى، مثل حروب البوير في جنوب أفريقيا (1880-1881 و1899-1902)، والحرب الروسية اليابانية (1904-1905)، وخاصةً الحرب العالمية الأولى (1914-1918). وعلى وجه الخصوص، في حرب الخنادق، ساعدت قوة نيران رشاش ماكسيم الهائلة الجيش على تحقيق التفوق.

غيّر ظهور رشاش ماكسيم التكتيكات العسكرية جذريًا، فاتحًا عصر الحرب الحديثة بميزة الجيوش التي تمتلك قوة نيرانية هائلة. لم يكن ماكسيم سلاحًا فحسب، بل كان أيضًا رمزًا للانتقال من الحرب الكلاسيكية إلى الحرب الصناعية.

البندقية: السلاح الرئيسي للمشاة

جندي من جيش الشعب الفيتنامي يقف بجانب بندقية AK-47، فبراير 1973. (المصدر: وزارة الدفاع الأمريكية)

البندقية سلاح شخصي طويل الماسورة، مصمم لإطلاق النار بدقة على مسافات أبعد من المسدسات والأسلحة اليدوية الأخرى. وقد كانت الركيزة الأساسية لسلاح المشاة منذ القرن التاسع عشر، وشهدت العديد من التحسينات المهمة مع مرور الوقت.

تتوفر البنادق الحديثة بأنواع متعددة، من بنادق هجومية مثل M16 وAK-47 إلى بنادق قنص متخصصة مثل Barrett M82. غالبًا ما تكون هذه البنادق مزودة بمنظار بصري وكواتم صوت وملحقات أخرى لزيادة فعالية القتال.

ربما كانت بندقية AK-47 الهجومية السلاح العسكري الأيقوني في القرن العشرين. فقد استخدمتها حركات عصابات المقاومة والثورة على نطاق واسع. وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 100 مليون بندقية AK-47 كانت متداولة بحلول أوائل القرن الحادي والعشرين.

لا يقتصر دور البندقية على الهجوم فحسب، بل يشمل أيضًا الدعم التكتيكي والدفاع والسيطرة على المنطقة. بفضل دقتها ومداها البعيد وقوتها النارية الهائلة، تظل البندقية سلاحًا لا غنى عنه في القوات العسكرية حول العالم.

(يتبع)

المصدر: https://baoquocte.vn/nhung-vu-khi-chet-choc-nhat-lich-su-ky-1-cong-con-thoi-trung-bo-tinh-than-bi-mat-an-giau-van-chua-co-loi-giai-295385.html