نتيجةً لهذا الوضع، ظهرت سلسلة من مقاطع فيديو الذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي. حصد العديد منها ملايين المشاهدات، وتصدر محتواها قوائم البحث. والموضوع الشائع لهذه المقاطع هو "إنشاء مقاطع فيديو لمقابلات عشوائية في الشارع".
يطرح المُحاور أسئلة فكاهية أو مُخادعة، حتى وإن كانت غير لبقة. لا يشترط أن يكون المُحاور منطقيًا أو عقلانيًا، بل يكفي أن يشعر بالسعادة، حتى لو تطلب الأمر شتائم. بعد الإجابة، ينفجر السائل والمُحاور ومن حولهما ضحكًا. لا تتجاوز مدة هذه الفيديوهات دقيقتين، وتدور أحداثها في سوق ريفي، أو حقل، أو في منتصف الشارع...
بحسب العديد من الشباب العاملين في مجال إنشاء المحتوى على المنصات الرقمية، كان إنتاج مثل هذه الفيديوهات يتطلب في الماضي ابتكار سيناريو، وإعداد مشهد، وممثلين محددين، وحتى عرض إعلانات للوصول إلى المستخدمين. أما الآن، فلم تعد فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتطلب أي شيء، بل يكفي التفكير في السيناريو وتنفيذه. وعند مشاركتها على المنصات، تُعطى هذه الأنواع من الفيديوهات الأولوية للوصول إلى المستخدمين، لأن كل منصة رقمية لديها سياساتها الخاصة تجاه التقنيات الجديدة، وخاصةً تقنية الذكاء الاصطناعي الرائجة اليوم.
يُعدّ وجود التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من تطور الحياة 4.0، فمواكبة تطبيقات التكنولوجيا الجديدة ليست مجرد توجه، بل مهارة يحتاجها الشباب لتلبية احتياجات الدراسة والعمل. ومع ذلك، تُنتج التكنولوجيا منتجات أو تُهدر مواردها، وذلك وفقًا لوعي المستخدمين.
في ظل محدودية معايير المجتمع الرقمي في إزالة المحتوى الضار، هل يُعقل استخدام التكنولوجيا لإنتاج سلسلة من الفيديوهات السخيفة والطريفة؟ ناهيك عن أن هذه الفيديوهات الفكاهية غالبًا ما تحتوي على نكات بذيئة ومهينة، وهي غير مقيدة بالفئة العمرية.
ما هي عواقب وصول هذه الفيديوهات إلى الأطفال؟ الضحك أو القصص التي لا تحمل رسالة إيجابية وتربوية ستؤثر سلبًا على نفسية المشاهد.
يُعدّ إنشاء محتوى رقمي وتطبيق التكنولوجيا أمرًا ضروريًا لتخفيف ضغط العمل في بيئة الجيل الرابع. ولكن لا تستخدم التكنولوجيا لخلق ضحكات غير منطقية وغير مدروسة، ففهم التكنولوجيا وتطبيقها بشكل صحيح وعقلاني مهارة ضرورية أيضًا في بيئة الجيل الرابع.
المصدر: https://www.sggp.org.vn/dung-tao-nen-nhung-tieng-cuoi-vo-tri-post800881.html
تعليق (0)